قوات النظام السوري تقوم بعمليات تمشيط بأحياء حلب القديمة بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها فيما هدد روسيا بتدمير الجماعات المسلحة التي لا ترغب بالخروج. العرب [نُشرفي2016/12/07] نزوح نحو ثمانين ألفا من أحياء حلب الشرقية منذ بدء الهجوم سوريا- سيطرت قوات النظام السوري على كامل أحياء حلب القديمة التي كان يتواجد فيها مقاتلو المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء، مشيرا الى ان عدد النازحين من احياء المعارضة تجاوز ثمانين الفا. وقال المرصد في بريد الكتروني ان قوات النظام وحلفائها "تقوم بعمليات تمشيط بأحياء حلب القديمة الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية"، مشيرا الى انسحاب المقاتلين من هذه الاحياء. وحققت قوات النظام السوري مدعومة من مجموعات مسلحة موالية لها تقدما سريعا الثلاثاء باستعادتها السيطرة على احياء عدة في شرق حلب، فباتت تسيطر على أكثر من 75 في المئة من مساحة الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وواصلت تقدمها ليلا. وتزامن تقدم قوات النظام في حلب مع تبادل الجانبين الروسي والأميركي الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل الى هدنة أو تسوية لاخراج المقاتلين من المدينة. من جهة اخرى، افاد المرصد ان عدد الاشخاص الذين نزحوا من احياء حلب الشرقية منذ بدء هجوم قوات النظام السوري عليها في منتصف نوفمبر تجاوز الثمانين الفا. وهؤلاء نزحوا الى الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية والى المنطقة التي سيطر عليها الاكراد، بينما هناك آخرون نزحوا داخل المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وكان عدد قاطني الاحياء الشرقية قبل الهجوم مقدرا بأكثر من 250 الفا. وقال مسؤول بأحد فصائل المعارضة ومقيم في تركيا إن القوات الحكومية سيطرت على جزء من المدينة القديمة وليس كاملها. وأكد مصدر عسكري أن الجيش السوري دخل مدينة حلب القديمة. واستعادة السيطرة الكاملة على حلب التي كانت أكثر المدن السورية سكانا قبل الحرب ستعطي دفعة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد في الصراع المتعدد الأطراف. واعلنت واشنطن، فجر لأربعاء، إن انسحابها من محادثات جنيف مع روسيا، بخصوص الأزمة السورية، جاء نتيجة عدم قناعتها بجدوى هذه الخطوة. وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف اعلن الثلاثاء أن سبب الغاء الاجتماع المقرر عقده في جنيف بهدف تحديد جدول زمني لإخلاء مدينة حلب من "الجماعات المسلحة"، قد تم إلغاؤه بسبب عدم مشاركة الولايات المتحدة في الاجتماع. وتابع لقد "سحبت الولايات المتحدة مقترحاتها الخاصة بحلب. كما سحبت الوثائق التي قدمتها في وقت سابق حول المدينة، علاوة على أن الوثائق الجديدة التي تم تقديمها أعدّت لكسب المزيد من الوقت". وأشار الوزير الروسي إلى أن بعض الجماعات المسلحة شرقي حلب لا ترغب بترك المناطق التي تسيطر عليها، وقال "على أيّة حال، سيتم تدمير الجماعات المسلحة التي لا ترغب بالخروج من حلب طواعية". وفي رد على على تصريحات لافروف قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر "لم نصل بعد إلى مرحلة يمكن أن نقول فيها بأننا لو اجتمعنا سوية مع روسيا لخوض هذه المباحثات فإن هذا سيكون مثمراً". وتابع من واشنطن "عندما نصل إلى هذه المرحلة فسنفعلها"، مشيراً إلى أن بلاده تواصل التداول مع شركائها وحلفائها من اجل الوصول إلى "طرق عملية" لوقف القتال في سوريا. وأكد على أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة لا زالت مستمرة لأن روسيا "من الاطراف الجوهرية" في الصراع السوري. وأسفرت الحرب عن سقوط مئات الآلاف من القتلى وتشريد أكثر من نصف سكان البلاد وسببت أسوأ أزمة لاجئين في العالم.
مشاركة :