فقد أربعون شخصا بينهم أطفال ونساء في البحر، بينما جرى إنقاذ 19 آخرين إثر غرق سفينة تجارية يمنية كانت تقلهم قبالة سواحل جزيرة سقطرى جنوب البلاد، بحسب ما أعلنت السلطات اليمنية. وقال وزير الثروة السمكية فهد كفاين ان السفينة التي ابحرت من مرفأ المكلا (جنوب شرق) فقدت بين محافظتي حضرموت وسقطرى، موضحا أنها تحمل على متنها قرابة 60 راكبا بينهم أطفال ونساء. وأضاف أن السفينة كانت تحمل إلى جانب الركاب الستين 25 قارب صيد صغير، وأن المعلومات الأولية تفيد بأنها تعرضت إلى حادث. وفي وقت لاحق، أعلن الوزير إنقاذ 17 من الركاب عثر عليهم في عرض البحر. وأوضح أن طواقم انقاذ تمكنت صباح يوم الاربعاء من انقاذ 17 من ركاب السفينة التي غرقت مساء الثلاثاء بالقرب من جزيرة سقطرى. وقبيل ذلك، أنقذت سفينتان نمساوية واسترالية راكبين عثر عليهما على متن قارب صغير، من دون ان يتضح ما اذا كانت هاتان السفينتان تجاريتين او حربيتين تعملان في اطار القوة البحرية الدولية التي تكافح القرصنة البحرية حول القرن الافريقي. ولم يقدم كفاين توضيحات حول عملية الانقاذ. وقال ان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجه الحكومة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع السلطات في محافظتي حضرموت وارخبيل سقطرى، ورئيس الحكومة يتابع عملية البحث والانقاذ. وقالت السلطات ان السفينة غرقت الثلاثاء على بعد 26 ميلا بحريا شمال غرب سقطرى الواقعة في المحيط الهندي و350 كيلومترا عن السواحل الجنوبية الشرقية لليمن. واعلن محافظ حضرموت (شرق) احمد سعيد بن بريك انه تم توجيه نداء الى قوات التحالف العربي الداعم لحكومة هادي للمساعدة في العثور على المفقودين، موضحا ان الركاب من سكان سقطرى. استمرار البحث وبشكل عام، يحاول اثيوبيون وصوماليون فارون من الفقر والعنف باستمرار دخول اليمن للتوجه الى بلدان اخرى مثل السعودية. وعلى الرغم من الحرب المدمرة في اليمن، عبر نحو 106 آلاف شخص (88 الفا و700 قدموا من اثيوبيا و17 الفا و300 من الصومال) القرن الافريقي للتوجه الى اليمن مقابل 92 الفا و446 في 2015، و25 الفا و898 في 2006، حسب ارقام نشرتها المفوضية السامية للاجئين في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وذكر كفاين ان السفينة كانت مفقودة منذ خمسة ايام وغرقت الثلاثاء، مشددا على ان البحث لا يزال جاريا والسفن تمشط المنطقة منذ الساعات الاولى من صباح اليوم املا في العثور على ناجين. ويشهد اليمن منذ نحو 20 شهرا نزاعا مسلحا اوقع اكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 37 الف جريح منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في آذار/مارس 2015، بحسب الامم المتحدة. ومرفأ المكلا كان خاضعا لسيطرة تنظيم القاعدة طيلة عام حتى نيسان/ابريل الماضي. كما ان الرحلات الجوية بين سقطرى وباقي المدن اليمنية متوقفة بينما تخوض القوات التابعة للحكومة معارك متواصلة مع المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء. ويدفع اغلاق المجال الجوي سكان سقطرى الى السفر على سفن تجارية انطلاقا من الجزيرة التي بقيت طيلة فترة النزاع موالية لحكومة هادي. وتملك الجزيرة مقومات سياحية ضخمة لم تستثمر بعد نظرا للحروب التي شهدها اليمن في العقود الاخيرة، حيث خلف انعزال الجزيرة عن افريقيا واسيا مستوى غير مألوف من الاستيطان الحيوي على ارضها يشمل عددا كبيرا من النباتات الفريدة. وتشتهر الجزيرة بشجرة دم التنين التي تشبه المظلة وتعد من اغرب انواع الاشجار في العالم.
مشاركة :