من أزقة مدينة وهران غربي الجزائر، ظهرت موهبة محمد أمين طرشي الغنائية، التي قادته للمشاركة في برنامج اكتشاف المواهب "أراب أيدول"، ويتأهل إلى النهائيات التي تجري حالياً في العاصمة اللبنانية بيروت. الأمين صاحب الـ33 عاماً، تمكن من إقناع رباعي التحكيم، وائل كفوري وأحلام ونانسي عجرم وحسن الشافعي، بأدائه وخفة روحه. لا للغناء ويوضح طرشي أن موهبة الغناء لديه نمت منذ الصغر، إذ بدأ يؤدي أغاني كبار الفنانين الجزائريين والعرب منذ كان في سن السادسة. وقال طرشي لـ"هافينغتون بوست عربي"، إنه كان يؤدي أغاني رابح درياسة وأحمد وهبي إضافة إلى عمالقة الفن العربي كأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وديع الصافي ووردة الجزائرية. لكنه أشار إلى أن عائلته كانت ترفض ولوجه عالم الغناء في مثل هذه السن المبكرة، بل كانت دائماً تعارض فكرة الغناء، خوفاً على مستقبله الدراسي، الذي لم يكن في مستوى التطلعات. ورغم هذا الحصار، كما أسماه طرشي، أضاف: "كنت أغني مع زملائي، وأحياناً نلتقي على كورنيش وهران بمدخل المدينة الشرقي، ونقوم بأداء بعض الأغاني". البيتزا في سن العشرين ونتيجة لمحاولاته غير الناجحة في اجتياز المرحلة الثانوية، اختار الأمين طريقاً مهنياً بعيداً عن حلم العائلة وحلمه الشخصي. يقول: "لم يكن من نصيبي ما كانت تنتظره العائلة، كما لم أكن أريد الخروج عن أوامر الوالد حينها عندما منعني من اتباع خطوة الفن والغناء، فاخترت مهنة البيتزا". ففي حي "لاسيتي لقديمة" أي المدينة القديمة، فتح طرشي منذ سنوات محلاً لصنع البيتزا، وفيه كان يلتقي في المساء مع بعض الأصدقاء لتبادل أطراف الحديث، وترديد بعض الأغاني. ومهنة البيتزا هي مهنة متوارثة في عائلة الأمين، فالأخ الأكبر مجيد هو الآخر كان مختصاً في صناعة هذا النوع من الأطباق السريعة. ألحان وشباب في الثلاثينات بعد تردد كبير، قرر طرشي، المشاركة في برنامج المواهب الغنائية الجزائري "ألحان وشباب" الذي يبثه التلفزيون الجزائري. هذه المشاركة جعلته يقتنع بالقدرة التي يمتلكها، خاصة أنه وصل إلى أدوار متقدمة، واختير لإحياء الحفل الختامي، يقول "في الموسم الثالث من برنامج ألحان وشباب قررت العودة مجدداً إلى الفن". ويقول والد طرشي في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي"، إن الالتفاف الكبير حول ابنه، والإعجاب المتواصل به "جعلني أتخلى على فكرة رفض ولوجه عالم الغناء". ويعتبر أن مشاركة الأمين الأخيرة في "أراب آيدول" مشرفة، حسب شهادة لجنة التحكيم، "نحن ننتظر الكثير منه، كما ننتظر السند والدعم من الجماهير". بيتزا بنكهات فنية جلول كولمي، جار محمد أمين، وأحد مرتادي مطعمه، يؤكد أن طرشي كان مبدعاً في صناعة البيتزا، ومتألقاً أيضاً في خلق أجواء من الحيوية والمتعة من خلال مزج الغناء في مهنة البيتزا. ويضيف: "الكثير ممن يرتادون محل البيتزا ينصحون الأمين بركوب قاطرة الفن والغناء نظراً لصوته الجميل، لكنه دائماً يرد عليهم بأنه لم يحن الوقت، حتى إن هناك بعض الأشخاص وجهوا له الدعوة لإحياء حفلاتهم، وقليلاً ما كان يقبل". وأوضح أنه يعرف شخصاً كبيراً في السن يدعى جودي عرباوي "كان يقول لنا دائماً لنذهب إلى طرشي لنأكل البيتزا، ونسمع عذب الغناء". طرشي لم يخفِ أنه كان يصنع البيتزا، مع ترديد الأغاني، ويعترف بوجود زبائن شجعوه لكي يدخل عالم الفن منذ وقت طويل. أحلام وبيتزا فواكه البحر أعجبت الفنانة الإماراتية أحلام بما قدمه طرشي خلال التصفيات الأولى بالجزائر، وما زاد من إعجابها، مهنة البيتزا التي يمتهنها. وأكد طرشي أن أحلام طلبت منه صناعة بيتزا بفواكه البحر، وهو ما وعد به خلال برنامج التصفيات النهائية. ولم تكن تصدق أحلام بأنها ستجد في الجزائر من يصنع مثل هذا النوع من البيتزا التي كانت تتذوقها في مطاعم إيطاليا، وبعض المطاعم الباريسية الشهيرة، يضيف طرشي. وقالت أحلام حينها "إبداعك في الغناء، يعكس تماماً إبداعك في صناعة البيتزا، وأنا سأتقبل هديتك بكل اعتزاز". 4 نعم تساوي 100 بيتزا الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، بدت هي الأخرى مبهورة من مستوى الأداء الذي قدمه طرشي، بعدما طلبت منه في البداية التفنن في الغناء، كما في صناعة البيتزا. وفي كواليس التصفيات، تقدمت نانسي نحو طرشي وأكدت تسليمه 4 أصوات بنعم في التصفيات مقابل تذوقها والزملاء في لجنة التحكيم لبيتزا الغرب الجزائري. ويقول طرشي "تشرفت بطلب نانسي، فأنا أعزها كثيراً، وفوق ذلك وعدتها بصنع 100 وحدة من البيتزا للمشاركين في التصفيات النهائية". بهارات الصوت من الملاحظات التي قدمت لمحمد أمين طرشي، التي لها دائماً علاقة بالغناء وصناعة البيتزا، إضافة بعض "البهارات" كما سماها للطبقات الصوتية التي يمتلكها المترشح. وقال له الفنان اللبناني وائل كفوري "كما تتفنن في صناعة أنواع البيتزا بإضافة بهارات، لا بد لك أن تضيف بهارات إضافية للصوت حتى يبدو أحسن وأجمل". كفوري في كواليس التصفيات، كما قال طرشي "اقتَرَبَ مني، واعترف بقوة الصوت، وحسن الأداء، وطالبني بتنويع الطبوع التي أغنيها، حتى تبدو بهارتها أكثر لذة".