تصوير: عبدالملك سرور: أكد عدد من المتخصصين المحليين والعالميين خلال منتدى "أسبار" الدولي، الذي ترعاه "سبق" إعلامياً، أن الاقتصاد القائم على المعرفة خيار إستراتيجي للشعوب، وطالب "حائز على جائزة نوبل" بالعمل على خلق نمو مستدام عبر أشبه ما تعمل به البنوك المركزية في الحكومات. قال البروفيسور "فين كيدلاند"، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد في محاضرته "السياسات الاقتصادية والنمو المستدام" ضمن منتدى أسبار الدولي، "إن الاستثمار في التعليم مكلف فعلا وعوائده لن تأتي قبل 10 أو 15 عاما، ولكنه مهم جدا لنا كحكومات وشعوب". وأضاف أن "المشكلة الأولى لدينا هي: كيف يمكننا أن نفكر؟ وبعدها نضع الخطة الرئيسية للتطبيق، وبلا شك فإن الحكومات لها دور بارز في هذا من خلال تغيير السياسات وتطويرها، وإيجاد الآليات التي تلتزم الحكومة من خلالها. وبين: "لا بد لنا من العمل بثقافة البنك المركزي الذي يعمل مستقلا عن القرار السياسي، فهو يحدد السعر، ويتخذ القرارات بعيدا عن القرار الحكومية، وبالتالي فإن الاستثمار في التعليم خيار لا مناص عنه، ومن خلال التعليم نطور الاقتصاد، وعبر الاقتصاد ينمو ويزدهر التعليم، وبالتالي فالعلاقة طردية". وفي جلسة "التحول إلى مجتمع المعرفة"، طالبت عضو مجلس الشورى الدكتورة فردوس سعود الصالح، الجامعات السعودية بنزول الجامعات من برجها العاجي، ولعب أدوار حقيقية لها كمؤسسات مجتمعية عليها، ولها من الواجبات والحقوق ما تدعم به التميز البحثي. وأضافت أن دور الجامعات يتكامل عبر ثلاثة محاور رئيسية هي: التعليم المستمر، نقل التقنية، والتفاعل مع المجتمع، ولا بد أن تمارس بشكل إيجابي ودائم، مع التركيز على الابتكار والتجديد في الأساليب والوسائل. وقالت "الصالح" إن بعض شركات القطاع الخاص للأسف بعيدة كل البعد عن دعم البحوث العلمية، فكما أن الحكومة عليها دور كبير في توفير البنية التحتية ودعم الجهود؛ فإنه أيضا على القطاع الخاص ممارسة دور مهم في الدعم والتمويل. وقال نائب الرئيس التنفيذي للمركز المالي الكويتي بسام العثمان، إن المركز المالي الكويتي هو شركة مالية كويتية مدرجة في سوق الأسهم، ولكنها تمارس دورا بحثيا ودعم البحوث كجزء من مسؤوليتنا تجاه المجتمع. وأضاف أن "دعم التميز البحثي ليس له علاقة البتة في استثماراتنا كشركة، ولكننا استطعنا لعب دور حيوي في ذلك"، مشيرا إلى الجهود التي تقوم بها المؤسسات غير الربحية المميزة مثل تجربة جمعية الاقتصاد الكويتية. وأكدت مديرة مؤسسة وورك فاونديشن الدكتور كاثي جارنر، أن توطين التقنية من أصعب التحديات التي تواجه الحكومات في العالم كله، وأن اقتناع الحكومة بمثل هذا الاستثمار سيؤدي إلى الوصفة الصحيحة للاستثمار القائم على المعرفة. وقالت إنها كانت تعمل في مدينة مانشستر في لندن فيما يتعلق بالمدينة التقنية مضيفة "كلنا مشغولون بالقص واللصق من وادي السليكون في أمريكا، حتى استطعنا في نهاية المطاف إيجاد تجربتنا الخاصة من خلال التكامل لـ 4 جامعات بريطانية أوجدت تميزا بحثيا". وأضافت أنها سعيدة برؤية المملكة العربية السعودية 2030م، وتتوقع لها النجاح، ولكنها في الوقت نفسه تتطلب الكثير من الجهد والعمل من أجل تحقيقها وتجاوز التحديات بخصوصها، وخاطبت السعوديين بقولها "أنتم السعوديون قادرون على تجازها". وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة أبيوبارتنرز، أرونديب باردان، أنه لا بد من إزالة الحواجز القانونية أمام الاستثمار في البحث العلمي وخلق ثقافة ترحب به وتدعمه وهذا يتأتى من خلال أمرين مهمين هما : تطوير التقنية كدور محوري في التوطين، والثاني دور الحكومة الإقليمية وهو توفير البنية التحتية. وأضاف أن "الأبحاث في الجامعات أساسية بالطبع، ولكن للأسف كثير منها ليس له بعد تجاري، وبالتالي فإننا نحتاج إلى أن نجعل منها قيمة مالية لتخطي فجوة التمويل، منوها بضرورة إعطاء الحكومة منحا لدعم هذه البحوث بالشراكة مع القطاع الخاص". وضرب "باردان" مثالا حيا بجامعتي هارفارد وستارفورد، في إيجاد بنية تحتية جاهزة، من خلال توليفة من الشراكات الناجحة مع القطاع الصناعي، فأعضاء هيئة التدريس موجودون، ويقوم بالأبحاث كجزء من عملهم، وبالتالي تبقى التمويل، وهذا ما سعت إليه الجامعتان.
مشاركة :