كبسة لحم في الطائرة المطعم!

  • 3/25/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اشترت أمانة منطقة عسير طائرة جامبو متعطلة تابعة للخطوط السعودية كانت جاثمة في مطار المدينة المنورة كي تحولها إلى مطعم شعبي سياحي في جبل أم الركب في عسير، فتم سحب الطائرة برا كل هذه المسافة في مهمة نقل عجيبة أشغلت كل القرى والبلدات الواقعة على الطريق، حيث يتم قطع التيار الكهربائي خشية ارتطام أجنحة الطائرة بأعمدة الكهرباء وكذلك إزالة المجسمات الجمالية التي قد تسد الطريق أمام الطائرة هذا بخلاف إزالة الأرصفة والأشجار وغير ذلك، حيث كان سكان كل محافظة من المحافظات يستيقظون من النوم بعد قطع الكهرباء عليهم كي تمر الطائرة فيخرجون لرؤيتها وتصويرها فيفاجأون بفعاليات التكسير والإزالة المصاحبة لهذه الطائرة التي تخوض أولى رحلاتها البرية ببطء شديد. في دول العالم الأخرى يمكن أن يصحو سكان القرى من النوم فيشاهدوا عداء يركض بالشعلة الأولمبية أو رحالة يريد أن يطوف العالم على دراجة هوائية، ولكن سكان القرى هنا استيقظوا على جلبة العمال الذين قطعوا الكهرباء وكسروا الأرصفة وقلعوا الأشجار وعبثوا في البنية التحتية من أجل إفساح الطريق لهذه الطائرة، خرج الناس من بيوتهم لمشاهدة وتصوير هذا الكائن المعدني العجيب الذي لفظته المطارات فتم سحبه في البراري والقفار ولكن المفاجأة الأكبر كانت في ما رأوه من مشاهد التكسير العشوائي التي طالت مرافق عامة في قراهم من أجل مرور مشروع لا يعنيهم من بعيد أو قريب. تعهدات أمانة عسير وبلدياتها بإصلاح الأضرار المترتبة على عملية نقل الطائرة لا معنى لها، لأن التكسير كان مصدره الأساسي قرار عشوائي مرتبك ولن تكون عملية الإصلاح أقل عشوائية حيث ستدفع ثمنها البنية التحتية لهذه المحافظات لفترة طويلة لأن كل خطوة عشوائية مفاجئة يترتب عليها تأجيل عشر خطوات مدروسة! حتى شركة الكهرباء تذمرت من الطريقة العشوائية التي تمت من خلالها نقل الطائرة كل هذه المسافة، حيث انتقدت الشركة أمانة عسير لأنها لم تنسق معها خصوصا بشأن قطع التيار الكهربائي، أما المجلس البلدي في خميس مشيط فقد قرر تقديم شكوى ضد أمانة عسير بسبب الأضرار التي نتجت عما أسماه بالعشوائية في عملية نقل الطائرة، وهكذا يتضح أن أمانة عسير لم تنسق مع أي كان بهذا الخصوص ولم تستطلع الطريق ولم تضع أي خطة من أي نوع، كل ما في الأمر أن السيد المسؤول علم أن الطائرة جاهزة فقال: (جيبوها)!.. فحدثت كل هذه الفوضى الخلاقة. منطقة عسير كلها معالم سياحية، كل شيء فيها يمكن أن يكون معلما سياحيا فريدا من نوعه فيما لو توفرت المبادرات الخلاقة، ولكن أمانتها التي تفكر على طريقة (أين أذنك ياجحا؟) جاءت بفكرة مكررة لا ابتكار فيها سوى عملية تكسير الطريق.. وكلما تكسر الطريق من أجل الوصول إلى أهداف فرعية أصبح الوصول إلى الهدف الأساسي بعيد المنال!

مشاركة :