مشاهدات من كلاسيكو الزعيم والرهيب

  • 12/8/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صمت رهيب ساد الصمت وسط مدرجات جمهور نادي الريان، صمت رهيب لا الجمهور العادي ولا أعضاء الرابطة، حدث ذلك بعد الهدف الثالث للسد في الدقيقة الـ53، صمت له ما يبرره، فريقهم منهزم والأداء سيئ؛ حيث المحاولات اليائسة البائسة التي لم تهدد مرمى السد ولم تشكل حتى خطراً وهميّا على الحارس سعد الدوسري، وبعد الهدف الرابع بدأت رحلة المغادرة والخروج من الملعب، في مقابل ذلك ارتفع صوت الجمهور السداوي الذي تفاعل مع النتيجة ومع المحاولات الخطيرة المستمر للاعبي فريقه، ولم يرتفع صوت الجمهور السداوي فقط، بل أشعلوا أضواء هواتفهم معبرين عن تسيدهم للموقف في المدرجات كانعكاس للتفوق الواضح لفريقهم على أرضية الملعب. مؤشرات متضاربة في الطريق إلى استاد جاسم بن حمد بنادي السد.. مواقف السيارات لا تشكو من الازدحام، بعض المخالفين لقانون المرور اختاروا صف سياراتهم في أماكن غير قانونية، عندما تصل إلى البوابة الرئيسية للملعب تفاجأ بالعدد الكبير للمنظمين والإجراءات الصارمة المتبعة، بعد أن تمر على كل هذه النقاط تدخل إلى المنصة المخصصة للصحافيين لتجد أن المدرجات شبه فارغة، هي مؤشرات الكلاسيكو بين الريان والسد أمس.. منها من يفيد بأنه فعلا يحمل صفة الكلاسيكو ومنها من يفيد عكس ذلك. عودة قوية لبونجاح خرج الجزائري بغداد بونجاح من متاهة تضييع الفرص، وأمضى على عودته القوية للمنافسة على لقب الهداف، سجّل ثلاثية أمس ضد الريان وصالح جمهور السد الذي أبدى غضبه على اللاعب بعد مبارتي العربي والخور فرغم تسجيله لهدفين في مباراة العربي إلا أنه أضاع العديد من الفرص وغاب عن التسجيل في مباراة الجولة الماضية ضد الخور لأنه ضيع فرصاً لا تضيع، لكنه عاد أمس ليؤكد بأن فترة الفراغ التي مر بها انتهت ويا لها من عودة عندما تأتي في مباراة مهمة مثل مواجهة الريان، مهمة لأنها قربت السد من الجيش المتصدر وأبعدت الريان عن دائرة المنافسة مؤقتاً، بونجاح صار مطلبا لمشجعي السد بعد نهاية المباراة، منهم من طلب قميصه ومنهم من طلب أخذ صورة للذكرى معه، هكذا هي كرة القدم تعطي للاعب الذي يعطيها وترفعه إلى مقام عالٍ عندما يتألق وتنزله إلى أسفل الدركات عندما يفشل. احتجاج جماعي أثار إعلان ركلة جزاء للسد في الدقيقة الـ40 موجة غضب جماعية، غضب الجمهور وغضب المدرب ومساعدوه واللاعبون جميعهم، اللاعبون بقيادة تاباتا توجهوا نحو الحكم الرئيسي سعود العذبة ولم يكتفوا بالحديث إليه بل توجهوا نحو الحكم المساعد الأول رمزان الرمزاني محاولين التأثير عليه، وسبب الاحتجاج أن لسمة اليد كانت خارج خط الـ18 متر، لكن الاحتجاج الجماعي للاعبي الريان لم يثمر حتى بعد الجلسة التشاورية التي جمعت بين الحكم ومساعده حيث استقر على قراره لينجح بونجاح في تحويل الركلة إلى هدف سداوي. فرحة مستحقة اتجه لاعبو السد مباشرة بعد إعلان صافرة النهاية إلى جمهورهم الذي استقبلهم بالغناء وبأهازيج الفرحة ليعبر اللاعبون رفقة جمهورهم عن الفرحة العارمة، الفرحة المستحقة، فوز عريض بخماسية على غريمهم الريان وبقاء في ملاحقة المتصدر للدوري نادي الجيش في مقابل ذلك خرج لاعبو الريان يجرون أذيال الخيبة لأن وقع الهزيمة كبير. الحرازي يشكو كسولا شهدت الدقيقة الـ33 صداماً بين كاسولا السد والحرازي لاعب الريان، هذا الأخير سقط أرضاً بعد صراع ثنائي على الكرة، سقط وزعم أنه تعرض لضربة باليد من كاسولا والحكم لم يعلن مخالفة ولم يوقف اللعب رغم أن الحرازي بقي على الأرض لمدة قاربت الدقيقة، وقام عندما يئس واتجه نحو الحكم المساعد الثاني مقدماً شكواه المصحوبة بلغة الإشارة حتى يوضح الضربة التي تعرض لها، لكن لا السقوط أفاده ولا الشكوى أتت بنتيجة، إنها كرة القدم حيث القرار قرار الحكم ولا أحد غيره. فوضى المنصة عاشت منصة الصحافيين أمس قصة تحت عنوان فوضى الدخلاء، عدد ليس بالقليل من الذين لا علاقة لهم بالصحافة أو الإعلام جلسوا في المنصة الخاصة بالصحافيين، منهم من جلس يتابع ويشجع فريقه بصمت ومنهم من كان كثير الكلام وكثير الحركة وكثير الفوضى كذلك، حتى الأطفال كان لهم نصيب من المقاعد ولا ندري متى درسوا ومتى تخرجوا وكيف يسمح لهم بمتابعة المباراة من منصة الصحافيين وهناك المدرجات الخالية على طرفي الملعب، فوضى المنصة مع مرتبة الشرف. خروج معبر في الدقيقة الـ65 رفع الحكم الرابع إشارة التبديل، التبديل رياني، يخرج رقم اللاعب رقم 10 تباتا ويدخل باسكوا، تبديل يعكس الحالة المتردية لنادي الريان الذي يبني لعبه وخططه على تباتا منذ الموسم الماضي، لكن يبدو أن الأمور قد تغيرت ولم يعد لهذا اللاعب نفس المكانة ونفس القدرات التي قادت الريان إلى التتويج بلقب الدوري الموسم الماضي، تغيير يعكس الانهيار الذي توضحه النتيجة التي لا تحتاج إلى تعليق أو أي إضافة. وبعد دقائق فقط من خروج تاباتا خرج المحترف سيرجيو غارسيا ثم رأس الحربة سبستيان سوريا بعدهما ينهي الريان الـ20 دقيقة الأخيرة من المباراة دون 3 من أبرز نجومه وعندما يضطر المدرب إلى إخراج 3 من أفضل لاعبيه فإن الوضع ليس انهياراً فقط بل مؤشر خطير للوضعية العامة للتشكيلة الريانية. شارع حمرون الخصوصي شكل محترف السد الجزائري حمرون يوغرطة خطراً كبيراً بفضل سرعته على الرواق الأيسر، الجهة اليمنى لدفاع الريان، في الدقيقة الـ48 قاد هجوماً سريعاً وجرى بالكرة لمسافة قاربت الـ50 متراً وأهدى كرة على طبق من ذهب لوبنجاح الذي سجل الهدف الثاني وبعدها بـ5 دقائق قاد هجوماً آخر أثمر مخالفة على خط الـ18 متر حولها تشافي إلى الهدف الثالث، ليست السرعة وحدها سر تفوقه وإنما السرعة الممتزجة بالمهارة الأمر الذي يتيح له التفوق على أكثر من لاعب في نفس الوقت، في المقابل بدا محمد علاء مدافع الريان غير قادر على مجابهة هذا اللاعب كما لم يجد المساندة من زملائه خاصة لاعبي خط الوسط الدفاعي لتتحول الجهة اليمنى من دفاع الريان إلى شارع باسم يوغرطة حمرون يمرح فيه كيف ما يشاء، ولم يكتفِ باحتلال الجهة اليمنى بل تحول في الدقيقة الـ66 نحو اليسار ليكون على موعد مع التسجيل، تسجيل الهدف الرابع بحركة فنية تعكس مهارة اللاعب وتفوقه أمس. انهيار أفضل دفاع حتى الجولة التاسعة من دوري نجوم قطر كان دفاع الريان هو الأفضل لأنه تلقى 9 أهداف فقط لكن رياح السد العاتية دكت شباكه أمس بخماسية أدت إلى انهيار أسهمه انهياراً تامّا ليصبح من بين أسوأ خطوط الدفاع في الدوري، صمد في تسع جولات وسقط في مباراة واحدة، انهيار غير مبرر وغير مقبول يتطلب التصحيح والمعالجة فوريّا قبل فوات الأوان، وعلى نهج الدفاع المنهار كان خط الهجوم خارج الخدمة هو الآخر ليس لأنه لم يسجل بل لأنه لم يهدد حتى مرمى السد تهديداً فعليّا حقيقيّا خطيراً. تبديلات استعراضية لجا فيريرا مدرب السد إلى إجراء بعض التبديلات بعد أن اطمئن على النتيجة، حيث أخرج حمرون يوغرطة وأقحم علي أسد وأخرج حسن الهيدوس وأقحم خلفان إبراهيم، لم يكن يبحث بهذين التغييرين عن تعزيز النتيجة رغم إضافة الهدف الخامس بعد دخولهما بقدر ما كان يهدف إلى إعطاء الفرصة للاعبيه علي أسد وخلفان إبراهيم حتى يلعبا ويكسبا بعض الدقائق تحضيراً لبقية المشوار في الدوري، خدمته الظروف، فوز عريض، وتبديلات تخدمه في المستقبل. عصبية فيريرا ولاودروب تحدث البرتغالي مانويل فيريرا مدرب السد إلى الحكم المساعد الأول رمزان الرمزاني في الدقيقة الـ16 محتجاً على عدم احتسابه لمخالفة لصالح لاعبه حسن الهيدوس، الحديث لم يكن شكوى عادية بل رفع يديه وهز رأسه وتحرك حتى مكان الحكم، وفقد أعصابه مبكراً الأمر الذي أدى بالحكم الرابع جمعة البورشيد إلى التدخل لمنعه، وإعادته إلى مكانه، لم يكن هذا الاحتجاج الأول لكنه كان الظاهر والمبالغ فيه رغم أن المباراة في بدايتها. وحملت الدقيقة الـ23 مشهداً آخر للعصبية والغضب، هذه المرة البطل مايكل لاودروب مدرب الريان الذي غضب على لاعبه محمد علاء الذي حاول المراوغة في منطقة لا تقبل الخطأ فخطف الكرة منه يوغرطة حمرون لاعب السد وكاد يسجل الهدف الأول، وغضب لاودروب صعب لكنه ظهر أمس مبكراً.;

مشاركة :