مددت السلطات الفرنسية أمس العمل بحركة السير بالتناوب لليوم الثاني على التوالي في باريس لمكافحة المستوى العالي من التلوث المستمر منذ أسبوعين. وهذه هي المرة الرابعة التي تلجأ فيها باريس إلى هذا الإجراء في غضون عشرين سنة. وسمح أمس بسير الآليات التي تنتهي لوحة تسجيلها برقم مفرد والأشخاص الذين يتشاركون سيارتهم مع آخرين أو يحملون استثناء، على ما أعلنت إدارة شرطة باريس، مشيرة إلى استمرار التلوث بالجزئيات الدقيقة وبثاني أكسيد النيتروجين. وأوضح قائد الشرطة ميشال كادو في بيان أن الإجراء سيمدد اليوم في حال استدعت مستويات التركز المسجلة ذلك. وسجلت مخالفات كثيرة أمس الأول عندما كان يسمح للسيارات التي تنتهي لوحة تسجيلها برقم زوجي. ورغم القيود على حركة السير، كانت زحمة السير خانقة متجاوزة المستويات التي توصف بانها استثنائية. وسُجِّل إقبال كبير على وسائل النقل المشترك التي كانت مجانية. ولم يقتصر التلوث على باريس، بل شمل مدناً أخرى، من بينها ليون (الوسط الشرقي)، فضلاً عن منطقتي شامبيري وآنسي المجاورتين. وتعاني باريس وضواحيها أعلى مستوى من التلوث الشتوي والأطول منذ ما لا يقل عن عشر سنوات على ما قالت أمس هيئة مراقبة نوعية الهواء في العاصمة الفرنسية. وهذا المستوى العالي ناجم عن ارتفاع في انبعاثات الجزئيات الدقيقة المرتبطة خصوصاً بالتدفئة بالخشب وحركة السير، فضلاً عن استمرار الأحوال الجوية المؤاتية لبقائها مثل قلة الرياح وفرق في درجات الحرارة على ما أوضحت الهيئة.
مشاركة :