مصابون يروون لحظات الرعب خلال قصف أحيائهم في حلب

  • 12/8/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يستلقي الفتى ضياء الدين حسن على سرير داخل مشفى في غرب مدينة حلب بعدما أصيب بشظايا قذيفة في عموده الفقري شلّت حركته، فيما تمسك والدته بيده وتبعد نظرها عنه كي لا يرى عينيها الدامعتين. ويروي ضياء (14 عاماً)، وهو المعيل لأسرته على الرغم من صغر سنه، كيفية إصابته قبل أيام قليلة لدى توجهه إلى ورشة الخياطة حيث يعمل. ويقول أصبت في طريقي إلى العمل في حي ميسلون عندما سقطت قذيفة. وسقطت أرضاً بعدما فقدت وعيي. ويوضح الفتى ذو العينين السوداوين في مستشفى الرازي حيث يتقاسم غرفة مع مصابين آخرين تركت المدرسة منذ عامين بعد تكرر سقوط القذائف عليها، حتى أن قذيفة سقطت في باحتها وأصابت أربعة من أصدقائي. لكن يبدو أن قدري جاء الآن. وتقول أم ضياء وهي تنظر بحنان إلى ابنها كنت أخاف عليه كلما خرج من المنزل.. حاولت منعه مرات عدة عندما كانت القذائف تنهمر، من الخروج من دون جدوى. ويقاطع ضياء والدته قائلاً: علي الذهاب للعمل لأنني أعيل عائلتي. وإذا لم أعمل لن نستطيع أن نأكل. ثم يصمت قليلاً قبل أن يواسي نفسه القذائف تسقط في كل مكان، وإن بقيت في المنزل قد تسقط علي أيضاً. في غرفة المستشفى ذاتها، ترقد الشابة جميلة عبدالرحمن (23 عاماً) جراء معاناتها من شلل أيضاً سبّبه كسر في عمودها الفقري وحوضها ورجلها، بعدما سقطت من الطابق الثالث حيث كانت تنشر الغسيل جراء قذيفة استهدفت المبنى في حي الإذاعة. وتقول والدتها صالحة (68 عاماً) التي بدت منهكة بعد أيام عدة أمضتها في المستشفى إلى جانب ابنتها، سقطت القذيفة ليلاً. أصبت بانهيار وبدأت أصرخ حتى أتى الجيران وأسعفوها. وتسأل بلوعة ماذا يمكنني أن أفعل؟ أنا وحيدة. لا أدري أين سنتوجه بعد خروجنا من المشفى. ثم تضيف لا مكان لدي أسكنه بعدما أصيب المنزل بأضرار كبيرة واقتلعت الأبواب وتهدمت الجدران. أصبح غير قابل للسكن. وتروي صفاء قباني التي ارتدت معطفاً خمري اللون مكسواً بالغبار أن صاروخاً سقط في حي المشارقة قبل يومين أدى إلى فصل بناء مؤلف من أربعة طوابق إلى شطرين وانهيار واجهته الأمامية، ما أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص بينهم أربع نساء من عائلة واحدة. وتقول قباني (30 عاماً) التي تتعافى من إصابة في رأسها ورضوض في جسمها جراء تهدم المبنى حيث كانت تقيم مع عائلتها كنا نشاهد التلفزيون ونتسامر بعد العشاء حين سمعنا ضوضاء سبقت انهيار السقف وتدفق المياه. وتضيف فيما تجلس مع زوجها وابنائها الثلاثة وعدد من أقاربها لم أعرف كيف حملت ابني (عمره سنتان) الذي كان يجلس قربي وخرجت من الغرفة. اكتشفت بعدها أن الدماء تسيل على وجنتي. وكانت عائلة صفاء انتقلت للإقامة في المنزل قبل ثلاثة أشهر بعد تنقل بين أماكن عدة. وتقول المرأة بحسرة القدر يتبع الإنسان مهما فر منه، مضيفة أن الأطفال باتوا يشعرون بالرهاب منذ الحادثة. وخلال زيارته شقيقته صفاء للاطمئنان عليها بعد إصابتها، يقول الرجل الأربعيني أبو عبدو الناس يعيشون على أعصابهم وفي رعب. لا تشعر إلا بقذيفة هاون سقطت هنا وصاروخ هناك وجرة في مكان آخر. ويضيف تعتقد أنك تعيش في أمان لكنك لا تعرف ماذا يمكن أن يحدث بعد خمس دقائق.(أ.ف.ب)

مشاركة :