المغرب يعوّل على تنويع مصادر دخله بعد اتفاقه مع نيجيريا على مد أنبوب غاز

  • 12/8/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أفادت مصادر مغربية «الحياة»، بأن الاتفاق مع نيجيريا في مجال أنبوب الغاز هو الأكبر من بين نحو 550 اتفاق تعاون مع عدد من الدول الأفريقية، لأنه يربط قارتين ويفسح المجال أمام نهضة اقتصادية واستثمارية كبيرة في المناطق التي سيمرّ فيها الأنبوب الذي سيوفر آلاف فرص العمل المحلية، فضلاً عن التدفقات المالية الخارجية. واعتبرت المصادر أن التجربة المغربية في أفريقيا تقوم على تنويع مصادر الدخل وتثمين المواد المحلية لزيادة فائض القيمة والمردود الاقتصادي ونقل الخبرة والتجربة، والتحول نحو إقامة نموذج جديد للتنمية يستند إلى تعاون جنوب - جنوب. وينفذ المغرب عشرات مشاريع التنمية في أفريقيا جنوب الصحراء، منها تطوير الملاحة في قناة بانغالان الممتدة 700 كيلومتر على الساحل الشرقي لمدغشقر، فضلاً عن إعادة تأهيل خليج كوكودي في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، وبناء منصة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في إثيوبيا بكلفة 3.7 بليون دولار. وتُضاف إليها مشاريع صناعية وزراعية وطاقات متجددة وخدمية وصحية وتأهيلية في نحو 22 دولة أفريقية. وأضاف المصدر إن المغرب «سيستثمر 15 بليون دولار في مجال الأسمدة الفوسفاتية لتطوير الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء في السنوات المقبلة». وكان المغرب ونيجيريا قررا إنشاء شبكة لمد أنبوب للغاز بطول 4 آلاف كيلومتر وصولاً إلى السواحل الأوروبية، سيستفيد منه معظم دول أفريقيا الغربية لإنتاج الطاقة الكهربائية، وهو أكبر مشروع في مجال الطاقة في القارة الأفريقية. وستشارك فيه صناديق سيادية إلى جانب البنك الدولي ومؤسسات تمويل إقليمية وعربية وعالمية. ورعى العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمدو بخاري، حفل توقيع بروتوكول اتفاق بناء خطوط أنابيب الغاز في العاصمة أبوجا، وأطلق عليه اسم «أنبوب الغاز الأفريقي» في أوسع تعاون إقليمي تقوده الرباط في القارة السمراء، لتطوير اقتصادات دول المنطقة وزيادة النمو وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق التنمية المستدامة لنحو 400 مليون شخص. وورد في بيان مشترك بعد التوقيع تلاه وزيرا الخارجية في البلدين، أن «تصميم خطوط مرور أنابيب الغاز سيكون بمشاركة جميع الأطراف المعنيين، بهدف تسريع مشاريع الكهرباء في المنطقة بكاملها، وإحداث سوق إقليمية تنافسية في مجال الكهرباء يمكن ربطها بالسوق الأوروبية للطاقة، وتطوير أقطاب صناعية مندمجة في المجالات الصناعية والزراعية وإنتاج الأسمدة (الفوسفات)، بغية استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتحسين تنافسية الصادرات الأفريقية وتعزيز الموارد الطبيعية المحلية». واعتبر وزير الخارجية النيجيري جوفري أونيما، أن بلده «يرغب في الاستفادة من الخـــبرة المغــربية في مجالات الطاقات المتجددة والـــزراعة وصناعة الفوســفات والأســمدة»، لافتاً إلى أن أبوجا «رحبت بمشروع أنبـــوب الغاز الذي اقترحه الــمغرب على الرئيــس بوخاري خلال قمة العمل الأفريقية على هامش مؤتمر المناخ في مراكش الشهر الماضي». وأوضح أن نيجيريا «مقتنعة بجدوى المشروع اقتصادياً، لأنه سيعزز التعاون والاندماج الإقليمي». ولفت إلى أن أبوجا «سبق أن رفضت اقتراحاً مماثلاً من الجزائر لعدم جدواه الاقتصادية، فضلاً عن أخطار الإرهاب وانعدام الأمن في منطقة الساحل الأفريقي جنوب الجزائر». وتوقع الوزير أن «يمرّ الأنبوب في ست دول أفريقية مع احتمال انضمام دول أخرى إلى المشروع»، الذي يشرف عليه من الجانب المغربي «صندوق إثمار موارد»، ومن الجانب النيجيري «الهيئة السيادية للتمويل» والبنك الدولي. ووقعت نيجيريا والمغرب نحو 21 اتفاق تعاون، يتصل بالطاقة والصناعة والمعادن والسياحة والمصارف والمال والتأمين والخدمات واللوجستية والنقل الجوي، لزيادة التكامل بينهما بما يتيح للمغرب الدخول إلى سوق استهلاكية تضم نحو 187 مليون شخص، وبما يمكن نيجيريا من الوصول إلى السواحل الأطلسية والمتوسطية والأسواق الأوروبية القريبة. وكان البلدان على خلاف سياسي حول مغربية الصحراء، تحول إلى تحالف اقتصادي وتعاون استراتيجي بعد وصول الرئيس محمد بوخاري إلى السلطة وإنهاء حكم العسكر. وأشادت وسائل إعلام أوروبية بما وصفته «سياسة العقود الاستثمارية، التي ينتهجها ملك المغرب في أفريقيا منذ سنوات ومن شأنها الحد من الهجرة وتطوير التنمية المحلية. ورأت أن المبادرة المغربية - النيجيرية لمد أنبوب للغاز الأفريقي إلى أوروبا، سيعزز استقلال الطاقة لدول الاتحاد في وجه التبعية للغاز الروسي».

مشاركة :