واصل المؤتمر الدولي الثاني «الإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتيجيات»، الذي تنظمه جامعة الملك خالد، خلال الفترة من 7 إلى 9 من الشهر الجاري، فعالياته بعقد عدد من الجلسات. وشهد اليوم الثاني جلسة عن استراتيجية التجنيد وصناعة الأتباع، افتتحها الدكتور جدو ولد محفوظ، من جامعة نواكشوط من موريتانيا، بورقة حملت عنوان «توظيف الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب والترويج لأفكارهم.. «فيسبوك» و«تويتر» نموذجا». وهدفت الدراسة إلى التعرف على أهم مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب والترويج لأفكارها، والوقوف على حقيقة الأفكار التي تروج لها عبر هذه المواقع. وأشارت إلى أن بعض الدراسات الحديثة أكدت أن نسبة 80 % من الذين انتسبوا إلى التنظيمات الإرهابية، كتنظيم داعش، تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما وصل عدد المواقع المحسوبة على جماعات الإرهاب العالمي 50 ألف موقع في 2016 بعد أن كانت 12 موقعاً في عام 1997. بعد ذلك قدم الدكتور زاوي رابح، من جامعة مولود معمري تيزي وزو- الجزائر، ورقة بعنوان «قوة التجنيد والانتشار عند الجماعات الإرهابية.. الوسائط الاجتماعية واستقطاب المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش نموذجا». وجاء فيها، أنه مع استمرار الأزمة السورية والصراع القائم في المنطقة الشرق أوسطية، شهدت المنطقة ظهور مزيد من التنظيمات المتطرفة التي سرعان ما ارتفع سقف طموحاتها، تماشيا مع تعزيز قوتها اللوجيستية والمادية، وكذا تعدادها البشري، موضحة أن الخليط غير المتجانس للتنظيمات القائمة في المنطقة الشرق أوسطية، وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، جعل منها تجربة جديدة واستثنائية، وحديثة كونها تطرح تحديا فريدا، ومن أين يأتي التنظيم وغيره بالمقاتلين؟، تساؤل يطرح نفسه بإلحاح، خاصة مع تزيد أعداده، وكذا تنوع جنسياتهم، وهو ما يؤشر على وجود عمل منظم وممنهج في استقطاب المقاتلين، مما أعطى داعش جاذبية كبيرة، إلى جانب وجود أسباب عقائدية تتعلق بأحلام السلفيين بالعيش تحت راية دولة إسلامية. وبينت أن الإحصائيات المتوفرة حول دعاية داعش على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى وجود أكثر من 45 ألف حساب للتنظيم على شبكة «تويتر»، تنشر ما يقارب 90 ألف تغريدة يوميا، دون نسيان المواقع الإلكترونية للتنظيم على شبكة الإنترنت، وما نتج عن ذلك، مثل موقع «جهادلوجي» Jihadology، وموقع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» عبر مركز الحياة الإعلامي، حيث يُبث من خلال الموقعين كم هائل من الدعاية الإعلامية للتنظيم، من صور وفيديوهات وحتى مجلات محررة باللغات العالمية على غرار مجلة «دابق» DABIQ. بعد ذلك قدم المحاضر الأكاديمي الأستاذ سيف ناصر المشعلي، دراسة بعنوان «توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب.. دراسة حالة على تنظيم «داعش»» مبينا خلالها أن شبكة الإنترنت وفرت الخدمات الإلكترونية والمعلوماتية مع ما أضافته شبكات التواصل الاجتماعي من هامش مهم للجماعات الإرهابية، بما قدمته لهم من فرص النشر والاتصال والتجنيد بصور لم تكن متاحة سابقا لأي جماعة أو تنظيم خارج القانون. وأوضح أن الميزة الكبرى التي توافرت عليها هذه الوسائط الجديدة هي أنها مكنت رموزاً وقادة ومنظري هذه الجماعات من الوصول بأفكارها ورسائلها إلى شرائح كبيرة من المجتمعات أكثر من أي وقت مضى، متجاوزة الرقيب الفكري والرسمي، وأكدت أن «داعش» واحد من أبرز تلك التنظيمات التي استطاعت أن تتمدد جغرافيا في كل ساحات الدول العربية، ويستولي على الأراضي، ويقتل ويمارس العمليات الإرهابية في دول كثيرة؛ ويتمدد في ذات الوقت إلكترونيا، ويستخدم الإنترنت للتجنيد وتتنوع أساليبه وأدواته في استقطاب الأتباع من مختلف الدول والأجناس والأعمار. بعد ذلك قدم الدكتور عبدالله بن عبد المحسن بن سعود العساف من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورقة بيّن فيها أن تقنيات الاتصال ونقل المعلومات أصبحت رافدا أساسيا، وركنا مهما في بناء منظومة الإنسان الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، في ظل التحولات والتطورات المعرفية في هذا العصر الذي شهدت فيه المجتمعات الإنسانية تطورات متسارعة ومتلاحقة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، مما ساهم في تيسير إمكانية التواصل الإنساني والحضاري، من خلال شبكة «الإنترنت»، والتي كان لها انعكاساتها وآثارها الواسعة على الصعيد الفردي والأسري والمجتمعي. بعد ذلك قدم العقيد الدكتور فهد بن عبدالعزيز بن محمد الغفيلي، من الإدارة العامة للأمن الفكري، وزارة الداخلية، ورقة بعنوان «دعاية تنظيم داعش أساليب إعلامية متطورة لتحقيق مزيد من الشهرة وزيادة المجندين». ويهدف البحث إلى توضيح كيفية استخدام تنظيم «داعش» الوسيلة الإعلامية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الشهرة التي تثمر عن استقطاب مزيد من الأعضاء والمتعاطفين.
مشاركة :