أقرّ رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بأن الرئيس السوري بشار الأسد «انتصر في حلب مستفيداً من تخلّي غالبية المجتمع الدولي عن الشعب السوري»، متوقّعاً انه «لاحقاً سينقضّ على إدلب، وهذا يعني أن تأثيره في لبنان سيزداد، وأن القبضة الإيرانية ـ السورية على البلد ستشتدّ». وتناول جنبلاط في حديث صحافي التهديدات الأمنية التي يشعر بأنه يتعرض لها، فأشار إلى أن التحذيرات التي تلقّاها قبل فترة من جهات أمنية رسمية جدّية «ما فرض عليّ عدم التحرك إلا في حدود ضيقة جداً»، كاشفاً عن أن «حزب الله» نصحه كذلك بأن يأخذ جانب الحيطة والحذر ويخفف من تنقلاته. ولفت الى أنه مهما تعدّدت تسميات المجموعات التي تحاول اغتياله فان المتهَم الأساسي يبقى من وجهة نظره النظام السوري، مضيفاً: «قيل لي ان داعش يريد قتلي، ثم أبلغوني أن الكاوبوي (كادر سابق في الحزب التقدمي الاشتراكي ابان الحرب اللبنانية) كان يخطط أيضاً لاغتيالي بإيعاز إسرائيلي. وفي أحدث المعلومات التي وصلتني أنّ عماد ياسين (مسؤول داعش في مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا) الذي اعتقلته مخابرات الجيش في (عين الحلوة) اعترف بأنّني كنت مدرَجاً على لائحة أهدافه». وتابع: «أعتقد أنّ صاحب المصلحة الأكبر في التخلص منّي هو النظام السوري الذي ازداد قوة بعد التطورات الميدانية على جبهات القتال، وأنا أقيم معظم الوقت في المختارة، تقيداً بالنصائح الأمنية، ولولا اضطراري إلى إجراء عملية بسيطة في إحدى عينيّ، ما كنت لآتي الى كليمانصو في هذا الظرف». وعما اذا كان يمكن ان يعاود مدّ الجسور مع الرئيس بشار الأسد «خصوصاً أنّ فرضية إسقاطه لم تعد واردة»، قال: «لن أنهي حياتي السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الأسد.. لست بهذا الصدد بتاتاً، حتى لو حقق النظام انتصاراً شاملاً. وعلى كلٍّ، سورية التي أعرفها تغيّرت ولا أظن أنّها ستعود، وأنا أنصح تيمور (نجل جنبلاط) بأن يفعل الأمر ذاته عندما يتسلّم زمام القيادة». واذ جزم بأنه لن يترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة، إفساحاً في المجال أمام تيمور ليأخذ دوره كاملاً، كشف انه أوصاه «بأولوية المحافظة على السلم الأهلي وضرورة الانفتاح على الجميع، وحماية مصالح الدروز مع مراعاة توازنات النسيج اللبناني المرهف، والسعي الى فصل لبنان الصغير عن اضطرابات المنطقة وأزماتها (...)».
مشاركة :