الجمعية المصرية للكاريكاتير.. ملتقى الريشة والقلم

  • 12/9/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: عيد عبد الحليم تمثل الجمعية المصرية للكاريكاتير أحد الكيانات الفنية التي تهتم بالارتقاء بهذا الفن الصحفي العريق. تأسست الجمعية عام 1983 بمشاركة 25 رساماً، واختيار الفنان الراحل محمد عبد المنعم رضا رئيساً لها، الذي أشار في افتتاح الجمعية إلى دورها في تنمية المهارات الإبداعية لدى رسامي الكاريكاتير قائلاً: أخيراً تحقق الحلم الذي عاش يداعب أحلام جميع رسامي الكاريكاتير في مصر لأكثر من 30 عاماً حتى أصبحت لنا اليوم جمعيتنا، منذ 60 عاما بدأت الرسم للصحف المصرية، التي كان كل شيء فيها مصرياً، عدا رسام الكاريكاتير فكان يرسم لها رسامون أجانب قدرتهم لا شك فيها، ولكن انتماءهم لمصر وإحساسهم بأحاسيس شعبها كان دائماً موضع شك. في سبتمبر/أيلول1987 أقامت الجمعية أول معرض للكاريكاتير واشترك فيه 59 فناناً، وأصدرت نشرة تضمنت كلمة للفنان رخا، أشار فيها إلى الفنانين الراحلين صلاح جاهين وصلاح الليثي وصاروخان وعبد السميع. لعبت الجمعية دوراً مهماً تحت رئاسة الفنان الراحل مصطفى حسين، وأصدرت مجلة كاريكاتير، التي تبنت المواهب الجديدة، وقدمت كثيراً من الرسامين الشباب. يؤكد الفنان جمعة فرحات، رئيس الجمعية، أنها تعمل على إثراء الحركة الفنية في مصر وفق استراتيجية واضحة تقوم على التأكيد على أهمية فن الكاريكاتير ودوره الحيوي في المجتمع، باعتباره أحد الفنون البصرية والصحفية التي تعمل على الكشف والرصد والتحليل للظواهر السياسية والاجتماعية، فهو من أكثر الفنون التي ساهمت في الثورة المصرية بكشفه للفساد والظواهر السلبية التي أثرت في المجتمع خلال 40 عاماً الماضية. يقول فرحات: كان رسامو الكاريكاتير أحد العناصر المهمة التي ساعدت على قيام الثورة، وكانوا جزءاً من الجنود الذين مهدوا الطريق لها، وهنا أتذكر مقولة للفنان الراحل حجازي: نحن مسؤولون عن التاريخ وليس الجغرافيا. ويضيف: تعمل الجمعية رغم مواردها القليلة على إقامة ورش فنية لشباب المبدعين بمشاركة عدد من الفنانين الراسخين أصحاب التجار المتميزة، بالإضافة إلى إصدار مجلة (كاريكاتير)، وهي نافذة متخصصة لنشر إبداعات الفنانين من مختلف الأجيال، كذلك تعمل الجمعية على تفعيل عنصر التواصل بين الأجيال من خلال ندوات تثقيفية ومعارض متعددة تقام بداخلها وفي أماكن أخرى، وهو الخط الذي التزمت به الجمعية منذ تأسيسها. يقول الفنان إبراهيم البريدي: لعبت الجمعية دوراً مهماً في تبني الكثير من أبناء جيلي، وأذكر أن أعضاء الجمعية شجعوا تجربتنا وأقاموا لها معارض مختلفة، فأقامت أول معرض لي تحت رعايتها في (ساقية الصاوي) منذ 10 سنوات، ولاقى نجاحاً ملحوظاً ما شجعني بعد ذلك على إقامة معارض شخصية تمزج بين الكاريكاتير وفن الكولاج مع قصاقيص القماش، وشاركت مع عدد من الفنانين في ورش أقامتها الجمعية لتعليم الأطفال هذا الفن الراقي، واستفدت شخصياً من هذه التجربة. ويرى الفنان فوزي مرسي، عضو مجلس إدارة الجمعية، أن إسهاماتها واضحة في إقامة الملتقى الدولي للكاريكاتير في دورتيه السابقتين، وسبق أن كان المنسق العام للملتقى. وعن ذلك يقول: بدأنا بالتفكير في إقامة ملتقى يجمع فناني الكاريكاتير في العالم، باعتبار أن هذا الفن لغة عالمية، فمعظم القضايا المطروحة فيه موجودة في كل مكان من العالم، وكان الملتقى الأول تحت عنوان (مصر في عيون رسامي الكاريكاتير)، وتطورت التجربة في الملتقى الثاني الذي حلت فيه إيطاليا ضيف شرف، وشارك فيه 58 فناناً من 60 دولة، وجاء تحت عنوان (الصحة والكاريكاتير)، وأهدي الملتقى إلى روح الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، ونجح في جذب عدد كبير من الفنانين من مختلف الجنسيات، وهذه هي رسالة الفن ولغته المشتركة بين دول العالم، فجاء كثير من الرسوم فيها الحرص والتأكيد على قيمة الحياة وطرحت آفاقاً وحلولاً لكثير من القضايا السياسية والاجتماعية في العالم. ويطالب الفنان فاروق موسى بالاهتمام بالجمعية ودعمها مادياً من الدولة لتواصل نشاطها، فما زالت تعمل بجهود ذاتية من أعضائها الحريصين على العمل الجماعي، كما يطالب موسى بوضع فن الكاريكاتير على الأجندة الثقافية، فهو فن مهم ومن أكثر الفنون قرباً من نبض الشارع المصري، وحاولت الجمعية فتح نوافذ لتنمية هذا الفن ونشره من خلال مجلة كاريكاتير، وهي المجلة الوحيدة المتخصصة في هذا المجال، إلا أنها ما زالت تعاني مادياً. كما أن هناك خطة لإصدار كتب عن رواد فن الكاريكاتير، في مصر من خلال الجمعية بالتعاون مع مؤسسات النشر الحكومية مثل الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهذا يدخل في إطار الأرشفة لهذا الفن.

مشاركة :