القاهرة: هيثم عبدالشافي عادت عرائس المولد للظهور مجدداً بعد سنوات من الغياب، مع قرب الاحتفال بمولد النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، لتعلن التحدي لأزمة السكر التي تعاني منها مصر منذ أسابيع، باعتبارها واحدة من أشهر الطقوس الشعبية التي تدخل البهجة في نفوس الأطفال، احتفالاً بالمولد النبوي. وترجع مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في مصر إلى العصر الفاطمي، وهي طقوس لم تشهد تغيرات تذكر على مدار أكثر من قرنين من الزمان، ولم تؤثر فيها أزمة الاقتصاد الأخيرة، ففي مصر تنشغل المصانع والمحلات بالأزقة المشهورة بتصنيع حلاوة المولد، وأبرزها شارع باب البحر في القاهرة، بتصنيع كافة أشكالها وأنواعها، وسط أجواء روحانية تغلب عليها آمال عريضة من جانب الباعة والمصنعين في تحقيق مكاسب مالية مجزية نهاية الموسم. ويعد شارع أسرية الحلواني، أحد الشوارع المتفرعة من شارع حسن العتال بمدينة طنطا، بمحافظة الغربية شمال القاهرة، أشهر مناطق تصنيع حلوى المولد بعد شارع باب البحر. قبل وفاة زوج أم عبد القادر بأعوام قليلة، نقل لها خبرته الكاملة في تصنيع الحصان وعروسة المولد، بداية من أول مراحل التصنيع حتى أفضل طرق التسويق والبيع، وخلال أشهر قليلة هضمت أصول المهنة وحفرت لنفسها مكانا بارزا وسط أشهر مصنعي حلوى المولد في المنطقة. أم عبد القادر، سيدة خمسينية، قضت نحو 23 عاماً في هذه المهنة، وسقاها زوجها أسرار المهنة، وتعلمت تصنيع القوالب الخشبية وتصنيع الحلوى وتزيينها وصبها في القوالب، وتقول: بعد وفاة زوجي، حافظت على المهنة، ورغم انقراض الصنعة وقلة الإقبال عليها، إلا أنني أدخلت على (العروسة أو الحصان) أشكالاً أخرى بعد انتشار العرائس البلاستيكية في مجالنا، بمساعدة أولادي. ويتحدث ابنها عبدالقادر، عن تاريخ صناعة عرائس المولد: تعود إلى العصر الفاطمي، وكانت أبرز هدايا الزوج لزوجه قبل الزواج، كتقليد اجتماعي متبع في عادات الزواج، بينما الحصان يرمز إلى خيول المسلمين، لكن الآن اقتصر الأمر على تبادلها كل عام في ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث يحرص الجميع على شرائها، ومع مرور الوقت تطورت أشكال الحلوى، من تصاميمها القديمة المختزلة في العروسة والحصان، إلى أشكال أخرى جديدة، يحبها الأطفال ويقبل عليها الكبار، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الحلوى على شكل تماثيل لعبدالناصر وشكوكو، فضلاً عن الشخصيات الكرتونية المشهورة، ونحت القطعة يتوقف على مقاسها أو شكلها، ووقت نحت القطعة الخشبية الواحدة، يرتبط بالمقاس والشكل. وتقول شقيقته الصغرى إيمان، مصممة أزياء العرائس: عرائس المولد أو الحصان يمران بالعديد من المراحل قبل وصولهما إلينا في الشكل الذي نعرفه، فأنا أعمل في هذه المهنة منذ 10 أعوام، ونجهز البضاعة قبل ذكرى المولد النبوي بشهر ونصف الشهر تقريباً، ونبدأ بتجهيزات، الورق والزينة والقماش، والعرائس تختلف عن الأحصنة، خصوصاً أن الأولى ألوانها وطبيعة الورق والقماش المستخدم في تلبيسها، مختلفة تماماً عن المستخدمة في تجهيز الحصان، لأنه لا يحتاج إلى خامات كثيرة، مثل العلم الأخضر والورق الملون. وتضيف: عرائس الحلوى لها العديد من الأحجام والمقاسات، وكل واحدة منها لها اسم يختلف عن الآخر. وعن طريقة تزيين العروسة قالت: تختلف في الإضافات الملونة من القماش والخامات، حيث نستخدم قماش التول في تجهيز العرائس المخصوص، وبعدها نستخدم أنواعاً أخرى من القماش، كطبقات إضافية، قبل وضع اللمسات الأخيرة للعروسة برسم عينيها وشفتيها، ونستخدم في مرحلة تصميم أزياء العرائس أدوات بعينها مثل الورق الأبيض، والقماش، وورق الأورجنزا، والإكسسوار، والزينة، والخرز، ويستغرق تجهيز العروسة المخصوص نصف ساعة، و15 دقيقة للأنواع الأخرى.
مشاركة :