مديرة إدارة شؤون القصر لـ الخليج : 1350 أسرة تحتضنها مؤسسة الأوقاف في دبي

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: ميرفت الخطيب مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر في دبي تجاوزت كونها مجرد تبرعات أو عمل خير عادي، بل هي تؤسس لديمومة عمل الخير من خلال دمج المفهوم التجاري الربحي بالمفهوم الإسلامي العريق لعمل الخير. من هنا فإن للمؤسسة عدة مصارف معتمدة مثل مصرف الشؤون الإسلامية، ومصرف الصحة، ومصرف التعليم، ومصرف الشؤون الاجتماعية، ومصرف البر والتقوى. وبحسب زينب جمعة التميمي مديرة إدارة شؤون القصر في حديثها ل الخليج: تحتضن المؤسسة وتحديداً في ما يتعلق بشؤون القصر 1350 ملفاً أي أسرة، و2730 قاصراً وهؤلاء يخضعون للمتابعة، وعلى المؤسسة تقع مسؤوليتهم، و80% من هذه الملفات تعود لفئة محدودي الدخل، وأشارت التميمي إلى أن الحالات التي تسبب مشاكل يأتي موضوع تعدد الزيجات في المرتبة الأولى، والذي تنتج عنه خلافات بين الأولاد حول الميراث، ومن المهام التي تقوم بها المؤسسة سداد الديون الأب المتوفى، إضافة إلى سداد ديون الأم إذا كانت تعاني مشاكل بعد وفاة زوجها. من أكثر الفئات التي تعيق عملنا هي فئة الأسر الغنية، التي لا تحب أن يتدخل أحد بأمرها وأن تتصرف بأموالها كيفما تشاء، على الرغم من أننا نوفر لهم نفس مستوى المعيشة التي يعيشونها ونفس المبالغ التي يصرفونها من ميراث والدهم، ولكن أحياناً يطلب قاصر عمره 17 سنة شراء سيارة بسعر 700 ألف درهم، وفي حسابه مليون درهم من ميراث أبيه. ومن الطبيعي أننا نرفض طلبه، حفاظاً على أمواله. ما يؤدي إلى حدوث بعض المشادات معهم. وبالنسبة لأهدافنا، تستطرد مديرة إدارة شؤون القصر، نحن نعمل على تنمية القدرات الإبداعية للقصّر، وتعزيز الإحساس بالمسؤولية لديهم، تجاه أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، كي يكونوا عناصر فاعلة ومساهمة في مسيرة النهضة الوطنية، ونتطلع إلى المساهمة في رفد المجتمع بأفراد متميزين، يمتلكون القدرة على الإبداع والابتكار، ويتسلحون بأعلى قدر من التعليم والثقافة، ويتمتعون بحياة صحية سليمة. كما نعمل على ترسيخ روح التلاحم والتماسك بين أفراد المجتمع، ونشجع أبناءنا على قيم التسامح والشعور بالمسؤولية، ونعمل على دمج وتمكين مختلف الفئات الاجتماعية. خاصة أن الأسر اليوم اختلفت عن السابق، فهناك حالات مازال الابن الأكبر يحتضن إخوته الصغار ويرعاهم بكل حب وعناية ورعاية، وفي المقابل هناك النقيض تماماً، ونتابع كلتا الحالتين، كما ترفع تقارير من الأخصائية مرتين عن القاصر في السنة الواحدة، وفي كل الأحوال هناك تقارير أسبوعية عن كل قاصر ومتابعة أيضاً للأخ الذي يتولى العناية بشقيقه بإشراف ومتابعة من المؤسسة. أما بالنسبة للطفل القاصر الذي ليس لديه أهل أبداً، ففي هذه الحالة يتم تحويله إلى قرية العائلة لرعاية الأيتام التابعة للمؤسسة، وتتوافر فيها عدة فلل وتكون هي بيت القاصر، بها أب وأم وخالة بدلاء، وحالياً يوجد فيها 30يتيماً أو اكثر بقليل، وطاقة القرية الاستيعابية 130 طفلاً. وتروي زينب إحدى الحالات التي صادفتها في عملها تعود لرجل تزوج عدة مرات وآخرها زوجة آسيوية ربت له أطفالاً إلى جانب أولاده من الزيجات السابقة، وهو لم يكن يهتم بأولاده الصغار الذين كانوا مشردين في الشوارع، وكان الأبوان يتناولان مواد تفقد الوعي، فتم الحجر على الزوج، وتم وضع الأولاد في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، وتولى الأخ الكبير من أم أخرى الاهتمام بالأولاد الأكبر سناً، وقمنا باستخراج هويات لهم وتسجيلهم في المدارس، واليوم نتابع أحوالهم بعد أن تم ضمهم للأخ الأكبر. وهؤلاء إضافة للاهتمام بمصاريفهم وطلباتهم من قبل المؤسسة، تقوم الأخصائية بمتابعتهم صحياً ونفسياً والتحدث معهم للكشف عن النواحي الأخرى أو ما إذا كانت لديهم مشاكل نفسية وإعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً، كما أن هناك برامج ابتكارية إبداعية لتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم. وتشير إلى أن هناك وقفاً سنوياً مخصصاً لدعم القصر من معدومي الدخل كونهم لم يرثوا من والدهم شيئاً، ومن الوقف نصرف عليهم. إضافة إلى مساعدات شهرية نقدمها للطفل وتسديد إيجارات المنازل أو توفير منزل لهم أو سيارة للأسرة، ولوازم المدرسة وهدايا العيد، ورحلات للعمرة بشكل سنوي. من هو القاصر ؟ مصطلح اليتيم هو القاصر أي الطفل مذ أن يكون جنيناً في بطن أمه، يكون له نصيب محفوظ، حتى بلوغه سن 21 سنة، وبمجرد أن يتوفى والده، يكون من مسؤوليتنا، حيث يتم فتح ملف التركة، ويتم فيه حصر كافة ممتلكات المتوفى ومن ثمّ حصر ورثته، بعد أن تكون المحكمة الشرعية قد أصدرت ورقة الإعلان الشرعي لتحديد كافة الورثة، مع التنويه المكتوب بأن من بين الورثة قصراً، ومؤسسة شؤون القصر هي الوصية عليهم. وبعدها يأتي دورنا، فنقوم أولاً بفتح ملف وعمل حصر التركة، والتواصل مع الدوائر المختصة بهذه الأمور لمعرفة أمواله وممتلكاته وأراضيه وأسهمه إلخ.. ليتم بعد الحصر توزيعها على الورثة، باستثناء القصر الذين تبقى أموالهم لدينا وتكون تحت مسؤوليتنا. في المرحلة التالية يأتي دور الأخصائية الاجتماعية التي تقوم بزيارة منزل الأسرة والأم للتعرف إلى حاجات القصّر نفسياً وتعليمياً واجتماعياً ومادياً، وإذا كان القصر لديهم ميراث، فيتم الصرف منه أي من الميراث الخاص بهم، على حاجاتهم ومتطلباتهم، وأما إذا كان المتوفى الأب من عديمي الدخل، وليس لديه ميراث عنده تتكفل مؤسسة شؤون القصر بكل مصروفه وأغراضه وكل ما يلزمه من اهتمام صحي ومادي وتعليمي وغيره، من أموالها ويتم صرف مبلغ 1000 درهم شهرياً للقاصر من سن يوم إلى 5 سنوات، و1500 درهم لمن هم أكبر سناً.وتستمر رعايتنا إلى أن يتخرج في الجامعة، أضف إلى ذلك أننا نقوم أيضاً بتكريم المتفوقين بشكل سنوي، وفي المقابل يتم تسجيل المتدنين دراسياً في معاهد خاصة لتقويتهم من خلال الدروس الخصوصية. وبالتالي فإن القصر الذين يودون التخصص في مجال معين نعمل على توفير هذا المطلب في الجامعات الخاصة أو الحكومية. القضايا الأكثر صعوبة أما القضايا الأكثر صعوبة التي تواجه المؤسسة فهي بحسب زينب جمعة التميمي - على سبيل المثال لا الحصر- عندما يتوفى الأب ويكون جميع أفراد أسرته مقيمين معه في نفس المنزل، ويتفق أولاده الأكبر سناً والأغلب المتزوجون على بيع المنزل، وبالتالي لا يبقى مكان للقصر ليبيتوا به، خاصة أن الكبار يرفضون رعاية إخوتهم الصغار من زيجات ثانية، وأيضاً تقع الإشكالية عندما تكون زوجة الأب وأم القصر من جنسية أجنبية، وأكثرهن من الآسيويات اللواتي لا يتكلمن العربية ولا أي لغة أخرى باستثناء لغتهن الأم، وبطبيعة الحال يكن أميات، ولا يعرفن كيف يصفن لنا واقع صحة أطفالهن أو حياتهن وما يواجهن من مشاكل، إن مع أولاد أزواجهن أو حتى مع أطفالهن كونهن أميات ومعظمهن صغيرات بالسن، ومثل هذه الحالات تسبب تدهوراً في حالة القصر، إن على الصعيد الصحي أو التعليمي أو الاجتماعي أو حتى النفسي. وهنا يكون دورنا بأخذ المبادرة بأن تتابع معهن الأخصائية بشكل دوري ومستمر. وتضيف زينب، مقابل هذه الحالات توجد حالات من نوع آخر، تخص الأولاد القصر من آباء إماراتيين وأمهات أجنبيات، والكثير منهن يأخذن أولادهن ويرجعن إلى بلادهن، لشعورهن بأنهن منبوذات من قبل المجتمع، وهنا نقع في إشكالية الوصول إلى الأطفال لأنه من حق الأم أن تسافر مع ابنها بعد موت زوجها، وحالياً عقدنا اجتماعاً بين المؤسسة ووزارة الخارجية، وتم وضع اتفاقية تنص على تزويدنا بأخبار القصر، ومتابعتهم. وهذه الحالات تأتي نتيجة لشعور الأم بأنها أصبحت وحيدة في بلد غريب، وقد تشعر بأنها منبوذة من أهل زوجها أو أسرته الأخرى، فتفضل حينها العودة إلى بلدها كي لا تشعر بأنها غريبة وأن هناك من يهتم لشأنها. إلا أن مثل هذه الحالات لا تعني أن الوضع مأساوي بالنسبة للقصر، بل لدينا الكثير من الحالات المشرفة والتي يكون الابن البكر حاضناً مثالياً لأخوانه القصر وبديلاً حقيقياً للأب، خاصة أن مجتمع الإمارات هو مجتمع متكاتف ويحرص على صلة الرحم، وبالفعل مثل هؤلاء يكونون عوناً لنا. ونتعاون معهم من أجل مصلحة القصر. وتختص إدارتنا أيضاً إضافة إلى القصر بالأشخاص الذين يتم الحجر عليهم، وهؤلاء إما من المرضى أو من المختلين عقلياً أو لأسباب أخرى ويتم إجراء فحص طبي وتقرير طبي يصدر من لجنة طبية مخصصة لهذا الشخص، حتى نتعرف إذا ما كانت قضيته كيدية أو بغرض وضع اليد على أمواله من قبل أحد من ورثته. ولسنا نحن من يقوم بالحجر الطبي وإنما المحكمة الشرعية. من أبرز مشاريع المؤسسة الحالية: قرية العائلة، مشروع سلمى، مسجد خليفة التاجر، المسجد الأخضر، كما تقوم المؤسسة حالياً ببناء مبنيين سكنيين في منطقة الورقاء. وبناء ثلاثة مبانٍ تجارية سكنية في منطقة البدع، وسيتم تخصيص عوائد هذه المباني بالكامل لصالح قرية العائلة.

مشاركة :