كشف الفنان وليد توفيق في حديث إذاعي أن أغنية «غريب يا زمن» من ألحان ملحم بركات، وكلمات الشاعر الراحل شفيق المغربي، في حوزته منذ غنى «أبوكي مين يا صبية» من ألحان الموسيقار الراحل في فيلم «ساعي البريد»، ولأن مدتها نحو ثماني دقائق أبى حينئذ المخرج سمير الغصيني أن يمررها في الفيلم إلا في حال حذف مقطع منها، لكن بركات رفض ذلك. أوضح الفنان اللبناني وليد توفيق أنه طرح «غريب يا زمن» حين كان الفنان الراحل ملحم بركات في المستشفى تحية له. انتشرت آنذاك إشاعات عن وفاة الموسيقار قبل 10 أيام من رحيله، «فاتفقت مع زوجته رندا على أن نطلق الأغنية لتكذيب الخبر وقلنا إنها من ألحان بركات الجديدة». وأضاف: «أحبّها المستمعون كثيراً، وتلقى أصداء جميلة جداً، وسأضمها إلى ألبومي الأخير عند توزيعه من جديد». توفيق كان استلهم أغاني الزمن الجميل وطرح ألبوماً بعنوان «أغاني أحببتها» بصوته متضمناً 12 أغنية من أجمل ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي التي قدّمها لكل من عبد الحليم ووردة وأم كلثوم. قال في هذا الشأن: «وجد المنتج محسن جابر أن إطلاق الألبوم في السوق سيكلّف أموالاً طائلة علينا دفعها لشركة «ساسيم»، لذا قدمته هدية لأحبائي وجمهوري في العالم العربي كله ووضعته على الإنترنت». كذلك قدّم توفيق لحن أغنية «دار الزمان» للفنان جورج وسوف، من كلمات أحمد قنوع. ذكر في هذا المجال: «الأغنية ليست ديو كما انتشر بعدما غنيناها معاً في الاستوديو على العود، بل هي بصوت وسوف وحده وهو سجلها. أحبه كثيراً، وهو صديقي ويلفتني فنه وصوته، والأغنية طربية وتليق بقيمة وسوف». حول تصوير سيرة حياته، أوضح توفيق: «يجب أن تسأل الصحافي الكبير الصديق محمد حجازي، فأنا منذ نحو خمس سنوات سجلت له مذكراتي، وبدأ بالكتابة ولكنه لم ينتهِ منها حتى الساعة. أظنّ أن لديه أعماله وواجباته وظروفه». تابع: «أردت أن يكون مسلسلاً، وليس من الضروري أن يتكون من 30 حلقة. كنت قررت اختيار فنان يجسد طفولتي وشبابي إلى عمري الحالي، لكن صديقي المنتج الكبير صادق صباح رفض ذلك وقال: بإمكانك أن تعطي الكثير بعد في الشكل والأداء. لا نريد أن نقفل مشوارك بقصة حياتك الآن. ما زال الوقت مبكراً. فأقنعني بكلامه». لم يتوان توفيق في الكشف للمرة الأولى أن فيلمين أخذا منه في مصر، الأول مع كل من مديحة كامل وعمر الشريف، والآخر «العفاريت» في تسعينيات القرن الماضي. كان وصل آنذاك إلى النجومية في السينما. حتى إن كثيرين قالوا عنه «الواد ده هيقعد على الكرسي بتاع عبد الحليم». ورأى البعض أن مثل هذه الفرصة يجب أن تحوذ عليها موهبة من مصر. مع ذلك، لم يغضب توفيق، كما أوضح، «فأنا متصالح جداً مع نفسي». وتابع: «أما نحن في لبنان، فعلى العكس نحطم بعضنا بعضاً للأسف»، مؤكداً أنه لا يعني الجميع بكلامه، بل ثمة استثناءات دائماً». طيب القلب توفيق الذي سطع نجمه في العالم العربي كله وما زال يحصد النجاحات كلما أصدر عملاً جديداً وبقي جمهوره وفياً له، لم يساعده أحد في مسيرته الفنية، كما قال، «رغم وجود أيادٍ بيض في حياتي، كنت أنتج بمفردي. مثلاً فيلم الممثل دريد لحام «سمك بلا حسك» أنتجته وشريكي سمير العناني لأني أردت أن أقف إلى جانب الفنان السوري القدير ومع الكبار كي أكبر معهم. فمنذ طفولتي كان حلمي أن ألتقي بهم». لا يخلو إنسان من عادة سيئة، وتوفيق يعترف بأنه لا يتردد في مقاطعة من يتحدث إليه ما إن تخطر بباله فكرة، خوفاً من أن تضيع منه. كذلك يصف نفسه بالمتساهل في شؤون العمل، فعند «دخولي عملاً جديداً لا أضع شروطاً كثيرة وأكون متساهلاً جداً فيبدأ الطرف الثاني بالتساهل أيضاً ونقع في مشكلة في النهاية. أما إذا تعامل مع شخص وأخطأ الأخير في حقه فينسى الأمر ويكرر التعاون معه. هي طيبة القلب كما يسميها توفيق، ويقول: يطلق البعض على صاحب القلب الطيب «العبيط»، ولكنه من أنبل الناس بالنسبة إلي». حين رحلت أمي في إجابة عن سؤال «متى شعرت بأن الدنيا انتهت؟»، كان رد توفيق: «أنا قريب جداً من الله، لكن أكثر مرة انزعجت فيها كانت حين رحلت والدتي ثم شقيقي، بشكل متتالٍ. كانت والدتي أجمل من في حياتي. كنت أزورها كثيراً في طرابلس لأنني لم أتحمل غيابها عني. كنت أذهب إليها وكأني ذاهب لملاقاة حبيبتي وفرحي، فهي كانت ذكية جداً وكانت تفهم كل ما كان يدور في رأسي». وختم: «كانت أمي ورفيقتي وحبيبتي. حزنت بشدة لرحيلها، ولرحيل أخي الذي توفي بعمر 50 عاماً، في إثر خضوعه لجراحة صعبة».
مشاركة :