الموسيقى كما لم تعرفها قط

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي عيب هذا العمود هو أنه يكشف لنا أن تخلّفنا في النظر إلى الموسيقى، حال دون تنمية الاستعداد العلميّ لمعرفة الاستفادة العلميّة منها. نحن لا نعرف من الموسيقى سوى أنها وسيلة طربيّة. كتب الموسيقى في الحضارة الإسلامية، متقدّمة علينا ألف سنة. لقد أدخل قدماؤنا الموسيقى في العلاج، بالرغم من أن علوم عصرهم لم تكن تمكّنهم من معرفة ما يجعل الموسيقى تعالج الأدواء. شيء يشبه حسن استخدامك هاتفك النقال وحاسوبك، وأنت لا علم لك بالمعادلات الرياضية والفيزيائية التي يعملان بها. كذلك لا تعلم ما الذي يحدث حتى تدر الأبقار والنعاج المزيد من الألبان بالموسيقى، وكيف ينمو بها النبات على نحو أسرع وأفضل. هل تعلم ما الذي يجري في دماغك وجسمك، حتى يخرجك بيتهوفن من حالة اكتئاب أو يأس، إلى آفاق بهجة الروح؟ الموجات الصوتية لها على الدماغ والجسم عموماً أثر الضغط الميكانيكي، فهي ليست موجات كهراطيسية (كهربائية مغناطيسية)، وبذلك الضغط تولّد ما يشبه الشرارات الكهربائية، تماماً مثل طبّاخ الغاز: تضغط على زرّ فتنطلق شرارات كهربائيّة تشعل الغاز بلا كبريت. هذا الضغط الميكانيكي هو الذي يعيد إليك النشاط والحيوية بعد ساعة أو أقل من التمسيد (المسّاج). وهو ما تفعله الإبر الصينيّة: عملية ضغط ميكانيكيّ تطلق شحنات كهربائية تعيد تفعيل المعطّل. جسمك أغلبه ماء، فهو محيط ملائم لسريان تلك الكهرباء وتأثيرها في كيمياء الدماغ والبدن. الموجات الصوتية عبر الضغط الميكانيكي (ارفع حجم الصوت وسترى ما حولك يهتز)، تستطيع حين تكون إبداعاً موسيقياً سامياً، تغيير عمل أنظمة الجسم إلى الأحسن. هكذا ولد علم جديد مرتبط بالموسيقى يُعنى بالعلاج عبر المعلومات أو المعلوماتية، لا أقراص ولا حقن. خذ مثلاً هذه المعجزة الطبية بفضل كرامات فيزياء الكوانتوم: إنسان أصابه فيروس لا يُعرف له علاج، يدخل على الأطباء جناب العلاج بالمعلوماتية صائحاً: ها أنذا. يأخذ بروتينات الفيروس ويستخرج منها حمضه النووي، يبرمجه حاسوبيّا، ويأمر الحاسوب بتأليف موسيقى مطابقة لتلك المعادلات في الحمض النووي. يجلس المريض ويسمع تلك الموسيقى بالمقلوب، من النهاية إلى البداية، أي بعكس نظام بروتينات الفيروس، فيكون التأثير الكيميائيّ مدمّراً للفيروس مبطلاً لنشاطه. سماع هذه المقطوعة من البداية إلى النهاية يزيد نشاط الفيروس، فدققوا وحققوا، ولا تقبلوا هذا العلاج إلا وأمخاخكم عامرة بنظرية المؤامرة! لزوم ما يلزم: النتيجة المائية: لرفع منسوب التأثير الكيميائي للموسيقى، شرب قربة ماء قبل الاستمتاع بموتزارت. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :