الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبّعة، لا تؤدي إلى زيادة الوزن فقط بل يمكن أن تساعد على نمو وانتشار الأورام السرطانية في الجسم. الدراسة أجراها علماء من معهد أبحاث برشلونة في إسبانيا، ونشروا نتائجها الجمعة، في دورية "نيتشر" العلمية. وكشفت الدراسة، التي أجريت على الفئران، عن بروتين يدعى "CD36" مسؤول عن عملية امتصاص الدهون، ويعلب دورًا رئيسيًا في نمو خلايا عدد من الأمراض السرطانية مثل سرطانات الفم والجلد والمبيض والمثانة والرئة والثدي. وحقن الباحثون الفئران المصابة بأورام في الفم، بحمض البالمتيك، وهو أحد أشهر أحماض الدهون المشبّعة الموجودة في الدهون النباتية والحيوانية، بالإضافة إلي بروتين "CD36". ووجد فريق البحث أن البروتين عندما أضيف إلى خلايا مصابة بالسرطان، أحدث تحولاً نوعيًا في حجم وسرعة انتشارها الأورام الخبيئة في الجسم، بفضل تناول الدهون المشبّعة التي ساعدت على انتشار الأورام الخبيئة، بالمقارنة مع الفئران التي لم تتناول الدهون المشبّعة. ورغم أن التجربة أجريت على الفئران، فإن العلماء يؤكدون أن نفس البروتين موجود في الإنسان ويؤدي الدور نفسه الذي في الفئران، ووجدوا أن هذا البروتين متواجد في أجسام مصابين بالسرطان في أحواله الشرسة. وقال الباحثون، إن اكتشاف هذا البروتين في حد ذاته يفتح الباب لإيجاد علاج يقمع الوسائل التي تساعد على توسع السرطان وانتشاره بسرعة وفي صمت. وهناك أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة ومنها الزيوت "المهدرجة" كزيت النخيل، وجوز الهند المجفف، والدهون الحيوانية، ومنتجات الألبان كاملة الدسم مثل الزبدة، والشيكولاتة والكريمة، واللحوم المصنعة والوجبات السريعة والبطاطس المقلية. ووفقا لمؤسسة القلب الأميركي، فإن زيادة الدهون المشبعة في النظام الغذائي تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكولسترول الضار في الدم وخفض مستوي الكولسترول الجيد، حيث تؤدي إلى تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين، ما يزيد من خطر انسداد الشرايين وبالتالي يزيد من احتمال التعرض إلى نوبة قلبية. وكانت دراسة حذّرت، من أن الأغذية عالية الدهون، تحدث دمارًا في الدماغ البشرية، وتؤدي إلى ضعف الأداء الإدراكي. وتعتبر الوجبات السريعة عالية الدهون، هي المصدر الرئيسي للإصابة بالسمنة، التي تؤدي إلى آثار صحية وخيمة، وتجعل من يعانون من فرط الوزن، أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والسرطان.
مشاركة :