في حدث نادر صادف علماء يفحصون عظام الفك لحيوان من ذوات الأنياب أقرب إلى الثدييات، وكان يعيش في تنزانيا قبل 255 مليون عام، واحداً من أقدم الأورام المعروفة. ووصف باحثون بجامعة واشنطن، أمس الأول، ورماً خبيثاً يتألف من تكوينات صغيرة للغاية تشبه الأسنان مغروسة إلى جوار جذر ناب الحيوان الكبير خلال دراسة جانب آخر من الفك غير متصل بالأمر. ينتمي هذا الحيوان لمجموعة منقرضة من آكلات اللحوم تسمى جورجونوبسيا جمعت بين صفات الثدييات والزواحف. وكان طولها يصل إلى ثلاثة أمتار. وكانت الحيوانات المنتمية لمجموعة جورجونوبسيا بين أبرز المفترسات في عصرها، وعاشت قبل ما بين 250 و270 مليون عام، حين قضت عليها أسوأ موجة انقراض جماعي يشهدها كوكب الأرض في نهاية العصر البرمي. ولم يعد لها وجود قبل نحو 20 مليون عام من ظهور الديناصورات. وحين بدأ الباحثون فحص الحفرية التي عثر عليها في وادي روهوهو في تنزانيا، رصدوا ورماً خبيثاً في الأسنان يسمى الورم السني المركب، والذي ينمو بين اللثتين أو أنسجة أخرى رخوة في الفك. وحين يُصاب البشر بهذا الورم، فإنهم في بعض الحالات يخضعون للجراحة لاستئصاله. وحتى الآن لم يظهر هذا الورم سوى في الثدييات، بما في ذلك بعض الحفائر ترجع للعصر الجليدي قبل آلاف الأعوام. قالت ميجان ويتني، الباحثة في جامعة واشنطن لم يكن هناك مؤشر على وجود ورم في هذا الفك. بدا طبيعياً قبل أن نفتحه. وجدنا الورم بالصدفة. وتظهر الأورام الحميدة والخبيثة في الأنسجة الرخوة ونادراً ما تتحول إلى حفر. وقال كريستيان سيدور، من جامعة واشنطن كانت الأورام قديماً تؤثر على الأجزاء الصلبة مثل العظام والأسنان لتحفظ في سجل الحفريات. وتصدر الدراسة في دورية الجمعية الأمريكية للسرطان.
مشاركة :