لا شك أن بورشه باناميرا، وبحكم كونها أول عروض ماركة شتوتغارت رباعية الأبواب، هي محطّ جدل وخلاف دائمين، لا سيما أن أكثر ما يثير محبّي عروض بورشه الأصلية وعشاقها، أن تقدم لهم أي شيء غير عروض رياضية النفس بامتياز. وتستفيد جديدة بورشه من لغة تصميمية غير تقليدية تتبنّى خطوطاً منتفخة على المؤخر مع الاستعانة بصندوق أمتعة أشبه بالمعتمد في فئات الهاتشباك على رغم أنها سيدان في المقام الأول، فضلاً عن أنها تتمتع بطموح استثنائي، يجعلها تنافس أفضل عروض السيدان في العالم. ومن خلال معرض باريس الدولي الأخير، قدّمت بورشه جيلاً ثانياً من باناميرا بهدف تسلّم شارة النجاحات من الجيل السابق، مع تمتعه بالمواصفات التي تسمح له بذلك، لا سيما أن الفئة السعرية لهذه المركبة تبدأ من 99990 دولاراً لطراز باناميرا 4S، بينما يبدأ سعر باناميرا توربو من 146990 دولاراً في الولايات المتحدة. < لم تختلف الخطوط الخارجية العامة لباناميرا الأحدث عن الطراز السابق، وإنما اتسمت التحديثات بالطابع «المعتدل» أو «العقلاني» غير الثوري، وهو أمر معهود من الصانع الألماني، لكنها كافية لإضفاء طلة أكثر عصرية ورياضية على تلك السيارة رباعية الأبواب. وفي هذا السياق، عزز خط السقف المائل في اتجاه المؤخّر الطابع الرياضي في شكل كبير، إذ جاء منخفضاً أعلى قسم المقاعد الخلفية بمقدار 20 ملم، مع الاستعانة بقاعدة عجلات أطول بمقدار 30 ملم. ومع المحاور الأمامية القصيرة والتفاصيل التصميمية الخارجية الحادة، بما في ذلك الأضواء الأمامية والخلفية، فإن باناميرا الجديدة توحي بأنها أقرب إلى عروض 911 الشقيقة من موديل كايان. وبخلاف الأنف المنخفض الأشبه بعروض 911، جاء شبك التهوئة الأمامي - السفلي بتصميم جديد وبإشارات انعطاف فئة LED. كذلك، يبدو أن حاجز الهواء بات أعرض نسبياً، وإشارات الانعطاف مُدمجة أكثر مع مداخل الهواء بالزوايا، وتبدو أطول مقارنة بالطراز السابق. من الجوانب، يمكن القول أن الباب الخلفي بات أقصر نسبياً من المعتمد في الجيل الأول، نظراً إلى إعادة تصميم الربع الزجاجي الأخير من النوافذ الجانبية. وتستفيد الجهة الخلفية من مؤخّر هاتشباك مربع الهيئة أكبر حجماً من سابقه، ما يغيّر من شكل المصابيح الخلفية والصادم والمنطقة السفلية. وفي هذا الإطار، بات كل من المصابيح الخلفية والصادم الخلفي أشبه بعروض 911، لا سيما أن المصباحين الخلفيين باتا أنحف ويعززهما شريط شفاف أحمر اللون. يذكر أن باناميرا استعانت ببنية هيكلية جديدة تحت اسم MSB، اختزلت نحو 90 كلغ من الوزن الإجمالي. راحة وترف تستفيد المقصورة الداخلية من تصميم جديد يضع في الأذهان أحدث عروض 911، وإن تضمّن تجهيزات تقنية إضافية شأن شاشات العرض عالية الوضوح وباقة من الأسطح العاملة باللمس. ويبرز المقود المحسّن الذي بات يتضمّن أزراراً للتحكّم بالإيماءات على جانبي الأذرع، كما بات منتصف المقود أصغر حجماً مع تناثر زوائد الكرومية عليه. وتقبع أمام مسند الأذرع الأمامي، المنطقة التقليدية للتحكّم في كل الوظائف الحيوية بالسيارة، مع وجود أزرار التحكّم وعتلاته العاملة باللمس على كل جانب من جانبي ذراع ناقل الحركة. وفي المنطقة العلوية، تحديداً في تابلوه الأدوات الوسطية، هناك شاشة عرض جديدة قياس 12 بوصة للجيل الجديد من نظام إدارة التواصل العائد الى بورشه PCM. وعن لوحة العدادات، هناك عداد تناظري لعدد دورات المحرك تجانبه شاشتان عاليتا الوضوح. وحتى الركاب في الخلف باتوا يستفيدون من شاشة رقمية عند اختيار وضعية الجلوس ٢+٢، كما أضفيت تعديلات على الكونسول الوسطي بين المقعدين الخلفيين، إضافة إلى منطقة التحكّم بالوظائف الحيوية في الخلف التي أضحت أطول وتتضمّن الزوائد السوداء البراقة التي سبق ورأيناها على الكونسول الوسطي في الأمام. وضمن التجهيزات الإضافية، يمكن اختيار السقف البانورامي المائل، والمقاعد المزوّدة بخاصية التدليك ونظام صوتي ثلاثي الأبعاد عالي النقاء يتصل بـ21 سماعة، وغيرها من التجهيزات. وعلى صعيد باقة النظام المعلوماتي الترفيهي «كونيكت بورشه» التي تأتي ضمن الجيل الجديد من نظام إدارة التواصل العائد لبورشه PCM، بات في إمكان الزبائن الاتصال دائماً بسياراتهم وفي أي وقت يشاؤون، من خلال هواتفهم الذكية أو من خلال ساعة آبل. ففي مقدورهم التحكّم في بعض وظائف السيارة من بُعد مثل فتح الأبواب وغلقها واستخدام نظام تحديد المواقع عالمياً GPS لمعرفة مكان السيارة، ومع فئات E-Hybrid الهجينة، يمكنهم تفعيل خصائص التدفئة والتبريد أو استعراض أي معلومات تتعلّق بنظام الدفع الهجين عند الحاجة. محرّكات متنوعة زوّدت باناميرا بخيارات محرّكات جديدة فئة V6 وV8 مدعمة كلها بشواحن هواء «توربو»، على أن تضاف لاحقاً نسخة هجين مزوّدة بشاحن. وفي هذا السياق، جاء أبرز المحرّكات البنزينية من فئة V6 سعة 2.9 ليتر مزوّداً بشاحنَي هواء «توربو» يولّد 440 حصاناً وعزم 550 نيوتن/ متر. ويمكنه بلوغ سرعة 100 كلم/س من السكون في غضون 4.4 ثانية، تصل إلى 4.2 ثانية مع باقة «سبورت كرونو». ويسجّل المحرّك المدعم بطراز باناميرا 4S سرعة قصوى مقدارها 289 كلم/س. وتستهلك تلك النسخة من 8.1 إلى 8.2 ليتر من الوقود لكل 100 كلم. أما النسخة باناميرا توربو، فزوّدت بمحرّك بنزيني أقوى فئة V8 مع شاحنَي هواء «توربو» سعة 4 ليترات، يولّد 550 حصاناً وعزم 768 نيوتن/ متر. وتخترق السيارة المدعمة بهذا المحرّك الحاجز المئوي من السكون في غضون 3.8 ثانية وتصل إلى 3.6 ثانية مع باقة «سبورت كرونو». وتسجّل السيارة سرعة قصوى مقدارها 306 كلم/س، وتستهلك ما يتراوح بين 9.3 و9.4 ليتر من الوقود لكل 100 كلم مقطوعة. وتستفيد عروض باناميرا الحالية من علبة تروس مزدوجة القابض الفاصل فئة PDK من 8 نسب تنقل عزم الدوران إلى نظام دفع رباعي دائم. وكالعادة، جهّزت عروض باناميرا الجديدة بتقنيات إلكترونية حصرية شأن نظام بورشه للتحكّم النشط بالتعليق PASM، ونظام بورشه للتحكّم بالثبات PSM، وغيرهما. ولا شك أن توقيت إطلاق الجيل الثاني من باناميرا جاء مثالياً، تحديداً بعد إطلاق بي إم في الفئة السابعة الأحدث بعام واحد، وتزامناً مع إطلاق مازيراتي كواتروبورتي الجديدة كلياً تقريباً. ومع تصميم خارجي محدث لا يجنح إلى الراديكالية وخيارات محرّكات موسعة جديدة ومقصورة محسّنة لا ينقصها شيء تقريباً، يمكن القول إن قصة نجاح الجيل الأول من باناميرا ستستمر مع الجيل الثاني. وربما لا تكون باناميرا أفضل ما يتطلع إليه محبو عروض بورشه الأصلية وعشاقها، لكنها لا تزال تجني أرباحاً كبيرة تساعد بورشه على تطوير عروضها 911 وكايمان التي طالما افتتن بها هؤلاء المعجبون، علماً أن الفئة السعرية المخصصة لهذه المركبة باتت أعلى.
مشاركة :