ارتفعت أسعار النفط نحو 1 في المائة أمس ليجري تداول الخام في نطاق ضيق بفضل آمال باتفاق المنتجين غير الأعضاء في “أوبك” على خفض الإنتاج خلال اجتماع مطلع الأسبوع القادم لدعم اتفاق المنظمة على تقليص الإنتاج. لكن ارتفاع الدولار الأمريكي قلص المكاسب وظل الخامان القياسيان منخفضين بنحو 2 في المائة عن المستويات المرتفعة التي بلغاها بعد إعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” عن خططها لخفض الإنتاج أواخر الشهر الماضي. ويجتمع اليوم وزراء نفط من “أوبك” مع المنتجين المستقلين في فيينا سعيا للإسهام في تقليص التخمة في المعروض من الخام في الأسواق العالمية. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم كانون الثاني (يناير) 67 سنتا إلى 51.51 دولار للبرميل بزيادة 1.3 في المائة. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم شباط (فبراير) 36 سنتا إلى 54.25 دولار للبرميل بزيادة 0.7 في المائة. وبلغ أعلى مستوى سجله خام برنت في تداولات جلسة أمس 54.46 دولار فيما بلغ أدنى مستوى 53.77 دولار وبلغ أعلى مستوى لخام غرب تكساس الوسيط 51.64 دولار بينما بلغ أقل مستوى 50.86 دولار. ويتجه الخامان صوب تكبد أول خسارة أسبوعية في أربعة أسابيع. وساعد ارتفاع مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات في دفع الأسعار نحو الانخفاض من المستويات المرتفعة التي بلغتها خلال الجلسة، إذ من شأن ارتفاع الدولار أن يجعل النفط أكثر تكلفة لعديد من المشترين العالميين. وقالت روسيا إنها ستخفض إنتاجها 300 ألف برميل يوميا، ما يعني حاجة باقي المنتجين غير الأعضاء في “أوبك” مجتمعين إلى التعهد بخفض مماثل لتقليص الإنتاج بواقع 600 ألف برميل يوميا كما ترغب “أوبك” وهو نصف الخفض الذي ستنفذه المنظمة نفسها. وقال توموميتشي أكوتا كبير الاقتصاديين لدى "ميتسوبيشي يو.اف.جيه" للأبحاث والاستشارات "هناك آمال لتعميق التخفيضات حيث تتجه الدول غير الأعضاء في "أوبك" إلى التعاون في كبح الإنتاج". "لكن لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت تخفيضاتهم ستصل إلى 600 ألف برميل يوميا وهو ما يقدم دعما محدودا لمكاسب النفط". وتبدو أسعار النفط مترددة في آسيا أمس عشية اجتماع للدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، تعول عليه السوق لتطبيق خفض العرض. وارتفع سعر برميل النفط الخفيف "لايت سويت كرود" المرجع الأمريكي للخام تسليم كانون الثاني (يناير) المقبل ستة سنتات ليبلغ 50.91 دولار في المبادلات الإلكترونية في آسيا. وخسر برميل البرنت نفط البحر الشمال المرجعي الأوروبي تسليم شباط (فبراير)، سبعة سنتات وبلغ سعره 53.83 دولار. وأعلنت "أوبك" في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أنها ستخفض إنتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل، ما سمح بارتفاع الأسعار بنسبة 15 في المائة. وستعمل "أوبك" في اجتماع يعقد اليوم في فيينا على إقناع حلفائها بخفض إنتاجهم بمقدار 600 ألف برميل يوميا. وكان اتفاق 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قد أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 15 في المائة قبل أن تعود الشكوك إلى الأسواق من جديد. وقال جيفري هالي المحلل في مجموعة "اواندا" للخدمات المالية "إن الشيطان يكمن دائما في التفاصيل وهذا الاجتماع سيتناول التفاصيل المتعلقة بحجم الخفض لكل منتج". وأعلن مكتب "بلاتس" للمعلومات المتعلقة بأسعار المواد الأساسية وأسواق الطاقة أن إنتاج "أوبك" قد ارتفع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي للشهر السادس على التوالي إلى مستوى قياسي يبلغ 33.86 مليون برميل يوميا. وقال "إن ذلك يعكس التحدي الذي تواجهه "أوبك" لخفض الإنتاج الذي تقرر في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي"، وأضاف أن "عددا من الدول الأعضاء في الكارتل تنتج على ما يبدو بأقصى طاقاتها أو نحو الحد الأقصى لتحفيز عائداتها قبل دخول اتفاق "أوبك" حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل". وكانت أسعار النفط قد أغلقت على ارتفاع أمس الأول، وارتفع سعر برميل النفط الخفيف 1.07 دولار إلى 50.84 دولار في سوق المبادلات في نيويورك. أما سعر برميل البرنت فقد ارتفع 89 سنتا ليبلغ 53.89 دولار في لندن. من جهة أخرى، أعلنت شركة لوك أويل الروسية استعدادها للمشاركة في خفض إنتاج النفط، وقالت لوك أويل ثاني أكبر منتج روسي للنفط أمس "إنها مستعدة للمشاركة في تنفيذ التزام روسيا بخفض إنتاج النفط في إطار اتفاق عالمي". وقالت الخدمة الصحفية للشركة اليوم نقلا عن وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي "لوك أويل تدعم موقف وزارة الطاقة الروسية فيما يتعلق بتخفيضات الإنتاج". قازاخستان تقول "قد تعرض تثبيت إنتاجها في محادثات فيينا" وقال كانات بوزومباييف وزير الطاقة القازاخستاني أمس "إن قازاخستان قد تعرض تثبيت إنتاجها النفطي عند مستوى الشهر الماضي خلال محادثات المنتجين من داخل "أوبك" وخارجها المقرر عقدها في فيينا". وأبلغ بوزومباييف الصحافيين عشية الاجتماع الذي تأمل "أوبك" أن تقنع خلاله المنتجين غير الأعضاء بالانضمام إلى خفض إنتاج النفط "سجلنا إنتاجا قياسيا مرتفعا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ونعتقد أن بوسعنا التحدث على الأقل عن تثبيت عند مستوى نوفمبر من جانبنا". ومن المتوقع أن يسهم المنتجون غير الأعضاء في "أوبك" في خفض إجمالي قدره 600 ألف برميل يوميا على أن يأتي نصفه من روسيا أكبر منتج للنفط في العالم. ولم يذكر بوزومباييف حجم ما ضخته قازاخستان - ثاني أكبر منتج للنفط من دول الاتحاد السوفيتي السابق بعد روسيا - في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وبحسب البيانات الرسمية كان الإنتاج اليومي 234 ألفا و500 طن "نحو 1.8 مليون برميل" في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويشمل هذا إنتاج حقل كاشاجان العملاق الذي بدأ العمليات التجارية الشهر الماضي، ما يجعل من الصعب على قازاخستان خفض إجمالي إنتاجها.
مشاركة :