الموصل - رويترز: انسحب جنود عراقيون كانوا قد سيطروا على مستشفى في عمق الموصل يعتقد أن تنظيم داعش يستخدمه قاعدة عسكرية وذلك بعد هجوم مضاد شرس، ليتنازلوا عن بعض من أكبر مكاسبهم في حملة صعبة مستمرة منذ 7 أسابيع لاستعادة السيطرة على المدينة. وقال بيان للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم القوات العراقية "إن الجنود العراقيين سيطروا على مستشفى السلام على بعد أقل من 1.5 كيلومتر من نهر دجلة الذي يجري عبر وسط الموصل لكنهم انسحبوا في اليوم التالي بعد استهدافهم بهجمات انتحارية بست سيارات ملغومة و"نيران كثيفة من العدو". وأضاف إن "طائرات التحالف ضربت بطلب من العراق مبنى داخل مجمع المستشفى كان المتشددون يطلقون منه نيران البنادق الرشاشة وقذائف صاروخية". وتُرك الجنود من الفرقة التاسعة المدرعة دون غطاء الثلاثاء بعد اقتحامهم حي الوحدة. وقال ضابط أطلع على العملية لرويترز عبر الهاتف "عندما دخلنا الوحدة في بادئ الأمر لم تبد داعش مقاومة تذكر واعتقدنا أنهم هربوا، لكن بمجرد أن سيطرنا على المستشفى فتحت "أبواب الجحيم" على مصراعيها". وتابع الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مفوضاً للحديث مع الإعلام "بدأوا يظهرون وهاجموا من كل ركن وكل شارع وكل منزل قرب المستشفى"، وذكر أن المتشددين ربما استخدموا أيضاً شبكة أنفاق تصل إلى مجمع المستشفى ذاته. ولم يتطرق متحدثون باسم الجيش العراقي لتفاصيل بشأن القتال حول المستشفى وأكدوا بدلاً من ذلك على المكاسب التي قالوا "إنها تتحقق في مناطق أخرى من شرق الموصل بما في ذلك في حي الإعلام شمال شرقي الوحدة". والجنود جزء من تحالف مؤلف من مئة ألف من القوات العراقية بما في ذلك الجيش والشرطة الاتحادية ومقاتلو البشمركة الأكراد وفصائل الحشد الشعبي المؤلفة بشكل أساسي من الشيعة، ويحارب هذا التحالف بدعم أمريكي لسحق تنظيم داعش في الموصل. لكن مع توفر عامين أمامهم لترتيب دفاعهم في أكبر مدينة بشمال العراق، فقد أقام المتشددون المتقهقرون خطوطاً دفاعية فتاكة تشمل نشر مئات من السيارات الملغومة وإطلاق قذائف المورتر واستخدام القناصة ضد الجنود المتقدمين كما يستغلون شبكة أنفاق لنصب كمائن في مناطق سكنية. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول "إن العمليات مستمرة حول الوحدة"، ولم يتسن على الفور التواصل معه. وذكر بيان التحالف أن الجنود العراقيين "تصدوا لعدة هجمات مضادة وست سيارات ملغومة. . قبل التراجع لمسافة قصيرة تحت نيران كثيفة من العدو". وقال الضابط العراقي "إنه عندما كان الجنود داخل مجمع المستشفى يتصدون للمتشددين تعرضوا لهجوم من مفجرين انتحاريين قال إنهم إما تسللوا عبر أنفاق أو كانوا مختبئين في المستشفى"، مضيفاً "لا نعرف، كانوا كالأشباح".
مشاركة :