شابة افغانية تمارس التزلج رغم نظرة المجتمع الرافضة...بمساعدة رجال دين

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كابول (أ ف ب) - كانت معصومة تتعرض بانتظام لرشق بالحجارة عندما كانت تمارس رياضة التزلج التي تعتبر غير مناسبة للفتيات في افغانستان الا ان النظرة بدأت تتبدل بفضل داعمين غير متوقعين هم رجال دين ينادون بحقوق المرأة. ولطالما اثارت معصومة حسني البالغة 18 عاما المواقف الغاضبة من المارة عند تزلجها على منحدرات باميان في وسط افغانستان، لانهم غير معتادين على رؤية شابة من دون حجاب ترتدي بزة تزلج ضيقة. وتروي الشابة امام الحضور المبهور خلال عرض قدمته في جامعة كابول خلال الاسبوع الحالي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان "+لا يسمح للفيتات بممارسة الرياضة+، +الفتيات خلقن للقيام بالاعمال المنزلية مثل الطبخ والتنظيف+ هذا ما كان يقوله الناس". وتضيف "كان بعض الاشخاص يضربون اشقائي ويشتمون والدتي معتبرين ان عليها ان تشعر بالعار لانها تسمح لفتيات بالتزلج. كنت ابكي من جراء ذلك". الا ان هذه الشابة القصيرة القامة، صمدت خصوصا بفضل خطب اسبوعية لرجال دين لهم نفوذهم في هذا الوادي الذي يعاني من الفقر. ففي اطار مشروع يهدف الى الترويج للمساواة بين الرجل والمرأة، درب برنامج الامم المتحدة الانمائي 400 رجل دين في افغانستان على تأييد حقوق المرأة في خطبهم. وترفع هذه الخطب الوعي بحقوق المرأة الاقتصادية منها والاجتماعية ما يؤدي احيانا الى نقاشات مفيدة مثل "كيفية تشجيع الدين الاسلامي على الرياضة".ويقول دوغلاس كيه مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي في افغانستان لوكالة فرانس برس ان "رجال الدين لهم تأثير كبير في المجتمع الافغاني ولا سيما في المناطق النائية حيث تتعرض النساء لاكبر الانتهاكات". ويؤكد "من خلال العمل مع هؤلاء العناصر الاساسيين في المجتمع الافغاني تمكننا من الترويج لفكرة ان للرجال والنساء الحقوق نفسها". - #اين النساء - الملا عبد الرحمن رضواني مدير الشؤون الدينية في باميان هو احد هؤلاء رجال الدين الذين دربوا على اعادة النظر بالطابع الذكوري المهيمن على البلاد. وقال في خطبة صورها برنامج الامم المتحدة انمائي القاها في مسجد يكتظ بالرجال "يمكن لاي فرد في المجتمع ان يحوز شهادة ان يصبح معلما ومهندسا او طبيبا. على الجميع ان يحصلوا على الفرص نفسها داخل المنزل وخارجه أكانوا فتيات او صبيانا". وتؤكد معصومة ان هذه الخطبة غيرت موقف السكان منها. وتوضح "قبل ذلك كان الناس يهزأون بي. اما الان يقول لي الكثير من الناس انهم فخورون بي. الكثير من الفتيات والنساء يأتين لمشاهدتنا نتزلج وهذا الامر كان يصعب تصوره قبل سنوات قليلة". وقد تحسن وضع المرأة في افغانستان منذ سقوط نظام حركة طالبان في العام 2001 الا انها لا تزال غائبة عن الحياة العامة ما دفع الى استحداث وسمة (هاشتاغ) عبر شبكات التواصل الاجتماعي #اين النساء. ولا تزال المعاملة التمييزية والعنف والانتهاكات منتشرة كثيرا في حق المرأة ولا سيما الزيجات القسرية والتفاوت في فرص التعليم. وفي باميان الاهدأ بين الولايات الافغانية نظمت عدة مسابقات رياضية في السنوات الاخيرة كان اخرها ماراتون دولي مختلط في تشرين الثاني/نوفمبر. وباتت هذه الاحداث رمزا للحرية في بلد محافظ حيث ينظر بارتياب الى ممارسة المرأة للرياضة علنا.

مشاركة :