عواصم - وكالات - تواصل، أمس، القصف على الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة السورية في مدينة حلب في حين اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» عبر استهدافه المدينة «عشوائيا». وبينما أرسل الجيش السوري تعزيزات إلى مدينة تدمر حيث تقدّم مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى مشارفها، وذلك بالتزامن مع محادثات دولية في فرنسا وسويسرا للبحث في الوضع الانساني الملح في المدينة وامكانية انقاذها من «الدمار التام والشامل»، افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن قصف جوي وصاروخي يستهدف منذ صباح الأمس، الاحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل في حلب، بينها أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر. وردت الفصائل المعارضة باطلاق قذائف صاروخية على الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام. واستهدفت القذائف احياء الفرقان والميريديان وحلب الجديدة والحمدانية ومحيط جامعة حلب، ما اسفر عن مقتل تسعة واصابة آخرين. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة «الخوذ البيضاء» ابراهيم ابو الليث: «القصف غير طبيعي». اضاف خلال تواجده في احد الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في جنوب شرقي حلب انه كان مجبرا على الانتقال من منزل الى منزل بسبب القصف العنيف. واشار الى ان «الشوارع امتلأت بالاشخاص العالقين تحت الانقاض. انهم يموتون لاننا غير قادرين على انتشالهم». كما افاد «المرصد السوري» وشهود عيان عن حالات اختناق واوجاع في الرأس اثر قصف استهدف حي الكلاسة الذي لا يزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة. واتهمت المعارضة قوات النظام باستخدام غاز الكلور. وافاد مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن عن «فرار اكثر من الفي مدني» امس، من الاحياء الشرقية. ووسط التصعيد العسكري في حلب، قال وزير الخارجية الأميركي، في ختام اجتماع للقوى الداعمة للمعارضة السورية في باريس أن «القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب»، ودعا روسيا إلى «بذل قصارى جهدها لإنهاء ذلك». من جانبه، شدد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني شدد على ضرورة إيجاد حل سياسي في سورية بدلا من الحل العسكري، مؤكدا أن ما يجري في حلب هو إبادة جماعية تخالف القوانين الدولية والأعراف، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم. فيما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، إن الحاجة الملحة في حلب وبقية سورية هي إنهاء القصف وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماعات «أصدقاء سورية» في باريس أن ما يجري في حلب يشبه التصفية الطائفية، وهذا سيغذي التوترات مستقبلاً. من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن سكان شرق حلب يعيشون تحت تهديد يومي بالموت ولا يرون أي مستقبل. أضاف أن اجتماع باريس قيم احتمالات الهدنة في شرق حلب وإدخال مساعدات للمدنيين دون التوصل لاتفاق. وكانت عشر دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية، اجتمعت في باريس، امس، للبحث في الوضع الإنساني الملح في حلب التي يوشك أن يستعيدها النظام وحلفاؤه بالكامل. وبحث المشاركون - ممثلو 5 دول غربية هي أميركا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا و4 دول عربية هي السعودية والإمارات وقطر والأردن، كما شارك في الاحتماع كل من تركيا والاتحاد الأوروبي - الأوضاع في حلب وفي شكل أوسع في سورية وإمكان التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع. وحضر الاجتماع ممثل المعارضة السورية رياض حجاب، وكذلك رئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حجي حسن. وفي موازاة اجتماع باريس، التقى خبراء روس وأميركيون في جنيف لبحث محاولة «إنقاذ حلب من دمار تام»، كما قال كيري، وذلك عبر وقف للنار وإخلاء المدنيين والمعارضين المسلحين، وإدخال مساعدة إنسانية. وأضاف الوزير الأميركي، الذي غادر باريس مساء للعودة إلى الولايات المتحدة: «نعمل بجهد مع أناس لدينا خلافات معهم، لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى وسيلة، باسم الإنسانية، لحماية هذه الأرواح، ومحاولة فصل المقاتلين ودفع العملية قدماً. نحن قريبون من ذلك لكننا لم ننجح بعد». وتابع: «ما يجري في حلب هو أسوأ كارثة، ما يجري في سورية هو أسوا كارثة منذ الحرب العالمية الثانية. هذا أمر غير مقبول. هذا فظيع». وقال: «أعلم بأن الناس سئموا من هذه الاجتماعات وأنا أيضاً سئمت منها (...) هدفي من كل هذا ليس التوصل إلى شيء موقت، بل جمع الطرفين وكل الأطراف على طاولة المفاوضات في جنيف». في غضون ذلك، أعلن «الجيش السوري الحر» دخوله أول أحياء مدينة الباب في ريف حلب الشرقي بعد اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما أفاد الجيش التركي، أمس، إن طائراته الحربية دمرت 39 هدفا للتنظيم الارهابي. وفي السياق، سقطت طائرة حربية سورية من طراز ( ميغ 23 )، قرب مطار التيفور في ريف حمص الشرقي. وأرسل الجيش السوري تعزيزات إلى تدمر حيث تقدم مقاتلو «داعش» إلى مشارفها في بعض من أشرس المعارك منذ أن فقد التنظيم سيطرته على المدينة التاريخية في وقت سابق هذا العام. وعلى جبهة اخرى في سورية، أعلن،وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، إن روسيا شكلت أكبر داعم أجنبي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإن دخولها إلى سورية «أجج الحرب الأهلية وأطال معاناة الشعب السوري»، مشيرا من ناحية أخرى الى ان الولايات المتحدة سترسل 200 جندي اضافي الى سورية لمساندة القوات المحلية في استعادة مدينة الرقة من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وفي واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن رفع القيود على الأسلحة للمعارضة السورية الذي يتم الحديث عنه «يتعلق بدعم العمليات الخاصة الأميركية لمحاربة الإرهاب في سورية»، مؤكدا أن «ذلك لا يعني مد المعارضة السورية بأي أسلحة قتالية».
مشاركة :