تضاعفت معدلات الإصابة بسرطان الكبد خلال السنوات الأخيرة لذلك اتجهت كثير من الأبحاث العلمية إلى محاولة كشف العوامل وراء ذلك، ومنها الدراسة الحديثة التي قام بها باحثون من كلية بايلور للطب في تكساس والتي نشرت نتائجها بمجلة الخلية السرطانية. وجد العلماء أن قلة النوم والأرق ترتبط بسرطان الكبد، وتبين ذلك من خلال التجارب على الفئران حيث وجد أن الفئران التي سلبت النوم ظهرت لديها مشاكل بالكبد انتهت بإصابتها بسرطان الكبد، وتعتبر قلة النوم حالة من نمط الحياة اليومي لدى كثير من الناس إما بسبب العمل أو لأسباب أخرى، ويقول الباحثون أن المرض في ازدياد عالمي ولوحظ من خلال الدراسات على الإنسان أن كثيراً من المرضى ينتقلون فجأة من حالة الكبد الدهني إلى الإصابة مباشرة بسرطان الكبد من دون المرور بحالات وسطية كحالة تليف الكبد. تقوم الساعة الرئيسية بدماغ الإنسان بتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية للأنسجة والأعضاء وهو عامل مهم للنوم وأيضاً لوظائف الأيض ويؤدي الاضطراب بنوعية النوم أو بأوقاته إلى اضطراب وظائف الأعضاء ومنها الكبد والتي تقدر حالات الإصابة بتسرطنها بحوالي 700,000 حالة سنوياً عالمياً؛ ولغرض الدراسة عرض العلماء مجموعة من الفئران إلى اضطراب بانتظام تعرضهم للضوء والظلام على مدى عامين ما نتج عنه اضطراب مزمن بنومهم، فظهر لديها مجموعة من تلك الفئران بعض الحالات المرضية مثل الاضطرابات الجلدية، والحالات العصبية التنكسية، والسرطان؛ وهي حالات لم تظهر لدى مجموعة الفئران التي كانت تعيش في بيئة طبيعية من تعاقب الضوء والظلام (المجموعة الضابطة) بالرغم من أن المجموعتين تتغذيان على الأطعمة ذاتها؛ وتعرض كل من الذكور والإناث لحالة مرضية معينة بالكبد عند عمر 78 أسبوعاً، أي ما يعادل عمر 67 ــ72 عاماً لدى الإنسان، وهو العمر الذي يكون فيه الإنسان أكثر عرضة لتلك الحالة. عند بلوغ الفئران عمر 90 أسبوعاً في تلك الظروف تعرض 96% لحالة الكبد الدهني غير الكحولي تحول 9% منها إلى حالة سرطان الكبد وعندما بحث العلماء في دور الجينات وجد أن نمط التعبير الجيني لدى الفئران مضطربة النوم يكون مشابهاً لذلك الموجود لدى مرضى سرطان الكبد وهو ما يشير إلى التأثير المباشر الذي يحدثه اضطراب النوم المزمن في التعبير الجيني.
مشاركة :