بعد أن فاز المدير الفني كارلو أنشيلوتي في إيطاليا وإنجلترا وفرنسا، وانتزع كأسي دوري أبطال أوروبا، يحط رحاله الآن على مقعد تدريب الفريق الأكثر شهرة في العالم، وهو ريال مدريد الإسباني. ويعتبر هذا إرضاء جيدا لمدرب كان يوصف في الماضي بخاسر النجاح. وإنه لشرف كبير مستحق لشخص مذهل، ومدرب ذكي بارع مثل قليلين. ولم يدع رئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريس، فرصة التعاقد مع «مدرب» يمتلك كل شيء لإرضاء جماهير عاشقة لكرة القدم ومتعطشة للفوز تفلت من يده. وينبغي على كارلو أنشيلوتي أن يحقق الفوز، ولكن هذا لن يكون كافيا إن لم يصاحب الفوز أداء خيالي ومتناغم. ويرغب مشجعو ريال مدريد في فريق يستحوذ على اللعب والكرة؛ فريق معطاء في الملعب وقادر على تحقيق الاستحواذ على الكرة في أداء سريع؛ بالقدرة على اختطاف الكرة من بين قدمي الخصم بسرعة. فالفوز من دون استحقاق وسيطرة على الملعب لا يعني شيئا بالنسبة لهم. كما يحتقرون كرة القدم الدفاعية القائمة على الهجمات المرتدة والإطلاق الطويل للكرة. وتتحمس الجماهير الإسبانية للفريق المسيطر على الملعب باستمرارية وهجمات متلاحقة بكرات أرضية. وينبغي أن يمتلك الفريق روح المبادرة بشحذ طاقات أبطاله، كما ينبغي الضغط القاتل على الخصم في حالة عدم الاستحواذ على الكرة. وسيتعين على كارلو أنشيلوتي مواجهة كرة القدم الإسبانية بشكل عام، وبرشلونة بشكل خاص، فهو الفريق الأكثر أهمية وحسما في الأعوام الأخيرة. وتتوفر للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي كل الأسباب التي تمكنه من الفوز بهذا التحدي، فهو المدرب المناسب في المكان المناسب. وهذا ما أتمناه لما أكنه من مشاعر طيبة وتقدير لشخصه ولفلورنتينو بيريس، حظ موفق.
مشاركة :