الشاعر الدكتور حسن الزهراني:إحدى قصائدي كادت تورطني في تحقيق جنائي

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

الدكتور الشاعر حسن الزهراني رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي وعضو الهيئة الاستشارية لجائزة الباحة للإبداع.. من أعماله الشعرية (ريشة من جناح الذل قُبلة في جبين القِبلة ما لم تقله الجفون).. وقد تناول تجربته الشعرية أكثر من (36) باحثاً ودارساً من مختلف الدول العربية وفاز ديوانهُ فيض المشاعر بجائزة أبها الأدبية عام 1412ه كما اختيرت قصيدته: قُبلة في جبين الوطن لتدريسها ضمن منهج نصوص الصف الثالث المتوسط.. الطبيعة والألم ،، من هو حسن الزهراني (الإنسان الشاعر رئيس نادي الباحة الأدبي)؟ أنا حسن الإنسان قلبي حمامة - ترفرف في كون الجمال وتنشد أحاول أن أمحو بشعري مواجعي وأوجاع كل الناس. والحب يشهد ،، حدثنا عن نشأتك وكيف كان اهتمام الوالدين بك؟ - نشأت في أحضان الطبيعة هنا في قرية القسمة بين الجداول والمروج، وحينما يتلبسني الشعر أجلس هناك على متكئي الخاص على أريكة في شرفة غيمة تمخر سماء جبال السراة. طفل يحلّق نبضه مع العصافير فوق المروج الزاهية ويمتزج جنونه بألوان الفراشات الحالمة وتتضوع روحه بعبير الأزهار الندية والورود العابقة. أما اهتمام الوالدين رحمهما الله فيعبر عنه قولي: أبي وشم الإخلاص بالعزم وردة على عنقي كي لا يُباع ويشترى وأمي على الدعاء تصبني وفاء بما ترجو الصباحات أثمرا العلم والشعر ،، حدثنا عن رحلة التعلم وكيف كانت؟ - في قريتي كانت بدايتي مع الحرف وكنت طالباً عادياً يقف أمام الطلاب ليغني (وكم في الحب مثلي ما يلامي- على شان المحبة والغرامِ) فيضج فناء المدرسة بالتصفيق خصوصاً من المعلمين. وفي الصف الخامس أقسم مدير المدرسة ألا أنجح إثر مشكلة لا ذنْب لي فيها ونفذ قسمه وأقسمت أنا أن يكون هذا الظلم بوابة التفوق فكانت بداية الانطلاق ففي العام التالي وما تلاه من الأعوام لم أرض بغير المركز الأول بين زملائي.. وفي معهد الباحة العلمي تشكلت ملامحي الأولى التي كانت شبه مكتملة في جامعة أم القرى/ قسم الجغرافيا. ،، متى بدأت علاقتك بالشعر؟ - ولدت والشعر في أنفاسي وأوردتي لحناً يرسل أحلام الصباحات الندية. كل شيء كان حولي شاعراً أو يترنم بالشعر السماء الجبال الوديان الناس الكائنات. كل شيء كان هنا شعر ويقول لك لابد أن تكون شاعراً. ،، كيف كنت تحصل على الكتب وماذا كنت تفعل بها بعد قراءتها؟ - كانت الكتب من أندر ما نحلم به لكنني وجدتها في مكتبة معهد الباحة العلمي وبعضها كان يأتي على شكل جوائز لتفوقي وما زالت معي حتى اليوم. بل إن بعض شهادات التفوق في المرحلة الابتدائية وبعض كتب المقررات والدفاتر معي إلى الآن. رحلة الموهبة ،، من اكتشف موهبتك الشعرية وهل كان هناك من ساهم في تنمية ملكة الإبداع عندك؟ - لم يكتشف موهبتي إلا أنا ولم ينمها إلا القراءة والخلو بالنفس لساعات طوال متأملاً في بديع خلق الله من حولي. ،، ما الشيء الذي حرضك على كتابة الشعر في بداية مشوارك؟ - كان وما زال وسيبقى للشعر والشعراء مكانة عالية في أي مكان يكونون فيه - كانت وما زالت تدهشنا القصائد - والدواوين التي تقع بين أيدينا - الجمال الذي حولنا - الحزن والقلق والطموح الذي في دواخلنا الأمل الكبير في أن نكون ذات يوم ما.. تلك هي المحرضات التي حملتنا على سفينة الشعر إلى شواطئ الرقي والتسامي. ،، سابقاً أين كنت تكتب الشعر وكيف كنت تحافظ على ما تكتب وهل كان عندك مخبأ سري تضع فيه قصائدك؟ - ليس للشعر مكان أو زمان يكتب فيه يأتي الشعر متى شاء ويذهب متى شاء أما مكان حفظه ففي دفاتري الصغيرة ومفكراتي الخاصة التي كانت من أسراري التي لم أبح بها لأحد حينا من الدهر. كانت تحت مخدتي أتفقدها كل ليلة. مناخ مشجِّع ،، في بداياتك هل كانت البيئة التي تقطنها خصبة بالشعراء لذلك جذبك ذلك الفن أو ما هو السبب الذي دفعك لكتابة الشعر؟ - البيئة الجنوبية شاعرة بكاملها بما فيها الإنسان الأرض والسنابل والأشجار وأسراب الطيور وقطعان الماشية وقمم الجبال ووهاد الأودية. الغمام، والغدران. يبدأ الشعر والغناء بعد تهاليل الآباء والأجداد الصباحية وهم في طريقهم إلى الحقول وينتهي في جلسات السمر الحالمة حول (ملة) يتقد فيها الجمر وتغلي عليه دلال القهوة. ،، ما أول قصيدة كتبتها ولمن قرأتها وكيف كان شعورك في ذلك الوقت؟ - أول قصيدة كتبتها هي (ألا أيها الليل إني حزين) ربما لا تتجاوز عشرة أبيات وهي محفوظة لدي وكم كانت فرحتي كبيرة لكنني - لم أقرأها إلا على نفسي. ،، خلال محطاتك الدراسية هل كنت تحب المشاركة في الإذاعة المدرسة بما تكتب؟ - أذكر أن أول مشاركة لي كانت في نادي جيزان الأدبي عندما كنت طالباً في قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى حيث كنا في زيارة علمية لجيزان وفيفا وفرسان وكان من ضمن جدول الزيارات زيارة النادي الأدبي فوشى بي الزملاء لدى الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس القسم آنذاك والذي أصر أن أشارك فشاركت بقصيدة عن فلسطين. الحلم والقراءات ،، كيف كان سلوكك عندما كنت طفلاً حالماً؟ - كنت كثير الشرود والتأمل في كل ما حولي كانت ساعات تأملي الطويلة أمام جداول الماء وأمام بيوت النحل والنمل وأشكال السحب وبديع الإتقان في أعشاش الطيور ورقصات الفراشات وبديع أشكال الزهر البرية وكم عرضني هذا إلى سخرية واستخفاف من حولي. كنت أساعد أمي في الأعمال التي كانت خاصة بالنساء فيسخر مني من هم في سني ولكنني ما كنت أعيرهم اهتماما. ،، لمن كنت تقرأ في السابق ولمن تقرأ الآن وما هي الدواوين الشعرية التي ما زلت تعود إليها؟ - في السابق كنا نقرأ كل ما يقع بين أيدينا بنهم لشح الكتب والدواوين والآن كل ما يقع تحت أيدينا ترفاً ورغبة في توسيع المدارك والاطلاع على كل جديد من التجارب الشعرية – ومن الدواوين التي أرجع لها ديوان المتنبي. الشعر باقٍ ،، كيف قابلت الجمهور أول مرة وماذا كان وقع نقد قصائدك عليك؟ - في أول أمسية خاصة لي في جمعية الثقافة والفنون بالباحة والتي كان يترأسها الأديب محمد سعد فيضي - رحمه الله - وأدار الأمسية الأستاذ الأديب جمعان عائض كان الحضور لم يتجاوز العشرين وكان التفاعل مدهشاً بالنسبة لي فبدوت وكأني من كبار الشعراء يُصفق لي بحرارة وتستعاد بعض أبيات القصائد التي ألقيت، كانت تلك الأمسية بداية الانطلاق. ،، كيف ترى الشعر اليوم في المشهد الثقافي؟ - الشعر اليوم وفي كل يوم نبض الحياة والحب والجمال الذي لا يتوقف وسيبقى الشعر ما دامت القلوب تنبض بالحب والحياة فهو رسول القلوب ومترجم المشاعر وما زال الشعر في مشهدنا الثقافي سيداً ومواكبا رغم كل ما يقول المتشائمون. الشاعر الحق حساس ،، هل أبكاك الشعر يوماً سواء كنت كتبتهُ أو قرأتهُ؟ - ليست قصيدة واحدة التي كتبتها وبكيت. لدي قصائد كثيرة كتبتها وبكيت وأبكيت.. منها قصيدة (أبتاه كيف قتلت أمي؟) و(مساء الموت!!) و(لمن أشكو!!) و(لجين) وجميع قصائد (ديوان ريشة من جناح الذل) واللافت أن هذه القصائد رغم أنها مبكية فإنها تُطلب في أمسياتي بكثرة وأمتنع في معظم الأحيان عن إلقائها. ،، ما المواقف التي هزت وجدان الشاعر حسن الزهراني؟ - هذه فطرة فطر الله عليها الشعراء الحقيقيين فهم أكثر رهافة وأرق إحساساً وأسرع دمعاً والمواقف التي هزت مشاعري أكثر من أن تحصى. ،، الباحة قصيدة ما القصيدة التي كتبت فيها؟ - أسرت قلب المعنّى يا ربا الباحة (*) فجاء يسكب في كفيك أفراحه بيت من قصيدة (نخلة الأمجاد) للباحة التي أطعمتنا الشعر وأسقتنا الجمال ولها من شعري الكثير سواء قصائد مستقلة أو مضمنة في قصائد أخرى. زوجتي ملهمتي ،، كيف علاقة أسرتك مع الشعر وخاصة زوجتك؟ - في مجلس أسرتنا نصف الشهري نبدأ بالقرآن وننتهي باللعب الجماعي ويكون لكل فرد منا مشاركته حسب ميوله فأنا مكلف بقراءة قصيدة من جديدي أو قديمي مع شرح كامل للقصيدة كما أن أبنائي يعشقون الشعر وبعضهم له محاولات أشجعها. أما رفيقة الدرب وحبيبة القلب فهي قصيدتي التي بدأت ببيتين ولم ولن تنتهي للأبد. ،، بالتأكيد زوجتك قصيدة سريت أنتَ في دمها فماذا كتبت أنتَ كشاعر عن ليلاك؟ - يكفي القارئ الكريم أن يعلم أن بداية علاقتي الحقيقية بها كانت بالشعر بصورة خرافية أشبه ما تكون بالخيال! إذ رأيتها في المنام تجلس على قمة جبل وقد أشاحت بوجهها عني وهي تبكي وتردد هذين البيتين من الشعر الشعبي: بان الهوى والحب يا ناس بي بان وأنا احسب أن الهوى بي ما يبيني رهنت قلبي خلف سورٍ وبنيان عشقت واحد في البشر ما يبيني استيقظت فزعاً وأنا أردد البيتين وكتبتهما فكانت البداية وهما في ديوان (فيض المشاعر) لم أنسبهما لنفسي بل كتبت تحتهما (هي) وكثير من الأحبة يعرف هذه الحقيقة. ،، «أبتاه كيف قتلت أمي» ما سبب هذه القصيدة وكيف كان صداها؟ - أبتاه كيف قتلت أمي لها قصة حقيقية دارت أحداثها في قريتي (القسمة) بين زوجين من إحدى الدول العربية حيث قتل الزوج زوجته أمام أطفالها وانتشرت القصيدة مع الحدث فبلغت كل بيت لدرجة أنني وجدت إحدى المكتبات تبيع الصورة منها بعشرة ريالات في حين كانت عشر صور بريال آنذاك. ونشرت القصيدة في الصحف ونشر عليها الأستاذ خالد الغامدي قراءة للقصيدة قال في جزء منها (صور لنا الشاعر حسن الزهراني الحدث وكأنه ينظر إليه من ثقب الباب) فوجدت الجهات المعنية بالتحقيق قد وضعت خطًا أحمر على هذه الجملة في الجريدة وكدت أكون طرفا في القضية بسبب هذه القراءة النقدية ولكنها مرت بسلام. وهي في ديوان صدي الأشجان وما زالت مسودتها معي ودمعي ممتزج بحبر كتابتها. عشقي للباحة ،، الشعر الجمال الصفاء النقاء الخيال، كيف جمعت ذلك لتصبح رئيساً لنادٍ أدبي ثقافي؟ - الشعر هو المعنى الآخر للحياة، هو رسالة السلام إلى الإنسانية هو إيقونة التسامح إضافة إلى كل ما ذكرت سابقاً.. وأنا لم أصبح رئيساً لنادي الباحة لأنني شاعر بل لأنني كانت لدي رغبة ملحة أن أجعل من الباحة محط أنظار المثقفين وتكون لها بصمتها في خريطة الثقافة العربية، وقد قطعت بحمد الله شوطاً كبيراً مع المخلصين من أعضاء مجلس إدارة النادي وبعض مثقفي الباحة الأوفياء وما زلت اطمح للكثير الكثير. ،، قدمت الكثير لنادي الباحة الأدبي فحدثنا عن تلك الإنجازات؟ - كل ما قدمت لنادي الباحة جزء من رسالتي الوطنية الثقافية التي أعتز بأنني حملت لواءها وأصبحت الباحة (عاصمة الرواية العربية) و(قبلة الشعراء) و(خيمة القاصين). وإن أمد الله في عمري سأعمل لتحقيق طموحاتي في أن تكون الباحة اسماً كبيراً في خريطة العالم الثقافية حتى وإن كنت خارج النادي فهذه رسالة لا تعترف بالمناصب. المهرجانات والجوائز ،، كيف ترى مهرجانات الأندية الأدبية الثقافية؟ في رأيك هل ساهم ذلك الحراك في إرواء ظمأ المبدعين من رواد وشباب؟ - المهرجانات والملتقيات التي تقيمها الأندية في هذه المرحلة هي الوجه المشرق للحراك الثقافي في المملكة حيث تجمع الأطياف وتوحد الآراء وترقى بأساليب الاختلاف وتستثمر نتائجه للرقي بمستوى الفعل الثقافي وتنمي قدرات الشباب بإشراكهم في الفعاليات مع الكبار وتثمر عنها في الغالب أسفار تجمع كل ما دار في هذه الملتقيات لتكون إثراء للمكتبة العربية ومرجعاً للباحثين كما يحدث في نادي الباحة بعد كل ملتقى ومهرجان. ،، فكرت في المشاركة في المسابقات الشعرية مثل مسابقة أمير الشعراء؟ - لم ولن أفكر في هذا الأمر لقناعتي أن التحكيم مسيس ومُدار خارج حدود الإبداع. جائزتي الأولى ،، حدثنا عن أول جائزة حصلت عليها؟ماذا فعلت بالمبلغ الذي قدم لكَ، وماذا فعلت بنسخ ديوانك الأول؟ - كانت جائزة (أبها الأدبية عام 1412) هي أول جائزة حصلت عليها عن ديوان (فيض المشاعر) ولم يخطر ببالي هذا الفوز لأنني لم أكن حينها اسما معروفا لكن الجائزة التي يشرف عليها رجل مبدع مثل خالد الفيصل لا يعترف إلا بالإبداع ولا تعنيه الأسماء. أما المبلغ فأذكر أنني تصدقت منه وأهديت أمي وأبي وأحبتي منه والباقي ذهب كغيره. أما الديوان الأول فهو (أنت الحب) وما زالت لدي منه نسخ قليلة جدا حيث طبع عام 1409 ووزعته شركة تهامة وأعادوا إلي بعض النسخ. ،، كيف ترى جمهور الشعر من المحيط إلى الخليج؟ - كل العرب جمهور الشعر من حضر منهم الأمسيات ومن غاب، والمهرجانات والملتقيات والأمسيات والدواوين التي تهطل من دور النشر على اختلاف مستوياتها دليل على أن الشعر ما زال يخالط نبضاتنا ويتردد مع أنفاسنا. حفاوة نقدية ،، شعراء ما زالوا في حياتك، ماذا تقول لهم؟ شعراء رحلوا مخلفين وراءهم ثروة شعرية، ماذا تقول للمسؤولين عن المشهد الثقافي وعن تلك التركة؟ - سأقول لكل شعراء العالم من هنا: إننا لم نعط الشعر حقه ولم نؤد الرسالة كما يجب ما لم نغسل بالشعر قلوب كل الناس ونطهرها من كل حقد وكراهية ونزرع بالشعر زهور الحبة والتآلف. أما المسؤولون عن الثقافة فأقول إن ما يتركه الراحلون من إبداع أمانة في أعناقكم فاخرجوه إلى النور وخلدوا ذكر المبدعين بنشر أعمالهم. ،، كيف كانت قراءة النقاد لدواوينك الشعرية؟ - تناول تجربتي أكثر من 36 ناقداً وناقدة على مستوى الوطن العربي سواء بكتب مستقبلة أو مشتركة إضافة إلى ثلاث رسائل علمية. ،، اليوم العالمي للشعر في رأيك هل هناك جديد يقدم في ذلك اليوم يثري ويسهم في تنشيط الحركة الثقافية الشعرية؟ - لا شك أن تخصيص يوم عالمي للشعر سيكون له أثر على مر الأعوام في التجديد. والابتكار والاحتفاء بالشعر ولفت الأنظار إليه ففي نادي الباحة أقمنا العام الماضي في يوم الشعر العالمي أمسية مشتركة عبر برنامج (الاسكايبي والتانغو) بمشاركة عدد من الشعراء والشاعرات من داخل المملكة وبعض الدول العربية وبعض الشعراء العرب خارج الوطن العربي. شعر دون المستوى ،، أما زال هناك فرسان للشعر وهل ستظهر معلقات للشعر الحديث؟ - لكل زمان دولة ورجال، وسيبقى للشعر فرسانه في كل مرحله حتى لو اختلفنا حولهم وما زال للشعر صوته وحضوره رغم تعدد الأجناس الأدبية وانشغال الناس بوسائل التواصل الحديثة. ،، الثورات العربية والشعر كيف تراها؟ - واكب الشعر العربي الثورات ولكنه جاء أقل من الطموح ويبدو أن اهتمامه بها كان بقدر أهميتها أو أثرها. ختامها شعر r تلويحة وداع من شاعرنا الكبير حسن الزهراني.. فماذا تهدي جمهور «اليمامة»؟ - حضرة (جناب) العالم أبي.. كلّما كان يُومِض برقٌ شمال المساء يُعلّقني بيرقاً في جنوب الغمامةْ.. * * * ويهمس في مسمعي: لااااااا تغادر مكانك حتى يؤذّن جدُّكَ من شرفة الغيب فجرا وتتلو الحقول على ساعديك الإقامةْ.. * * * أبي... كلما نَطَقَ الرّعد يبذر في سفح جفني ثلاثين حبّة قمحٍ ويغرس في سقف صدري غصنين من عِزّةٍ وشهامةْ.. * * * ويوصي دموعيَ ألا تكفَّ ونبضيَ ألا يجفَّ ويربط في خصر عزمي مع دعوتيه حزامهْ.. * * * ويصرخ بي... يااااابني البلاد... الكرامة البلاد... الكرامة البلاد... الكرامةْ.. ا ل ك ر ا م ة * * * ويرسم من عابق الطين في جبهتي للبلابل والفقراء الذين يمرون كل صباح على عتبات الحقول: علامة.. *** وأمي تشق شغاف الفؤاد إذا حل فصل الخريف إلى زفرتين وتجعل إحداهما فوق رأسي (ركيبا) وإحداهما (بيدراً) شاسعاً شرق (أم الكظامة).. * * * وتأمرني أن أصلّي وحيداً إلى أن تَبِيْضَ على باب قلبي حمامة… * * * وتنفث في روع صبري فأحمل مِحراث جدّي وألوي على زند صبري حِزام أبي وأجمع زوّادتي في (فليجتها) ثم أركض أركض أركض حتى أجاوز حلم المدار وأنسج مابين (هوكايدو) و(شونشي) من قبل يرتد طرف النهار (جَنَاباً) وأحرثهُ بالمحبة أبذُرُ في كل ثانية في ثرى روحه قُبُلاتِ الوداد وأسقيه من نبع روحي حتى يَرُدّ السلام حتى يَرُدّ السلام على كل من في الوجود سلامه.. * * * وأرجع ما فوق رأسي من رحلة العمر إلاّ بقايا عمامة.. *** وقد بلغ الشعر في مُهَج الكائنات وفي مقلتيَّ تماااااااامهْ.. ------------------- شرح مفردات القصيدة - أم الكظامة: اسم بئر في وادينا. - الفليجة: قطعة قماش بيضاء ترتديها النساء لتستر تفاصيل الجسم قبل أن تعرف (العبايات) حيث كن يشاركن في جميع الأعمال بكل ثقة وعفة. - الجناب: أرض زراعية تستصلح بجانب المزرعة الرئيسية وتكون في العادة طويلة وضيقة. - (هوكايدو) و(شونشي) جزيرتان من أقصى إلى أقصى. - الركيب: المزرعة الكبيرة.

مشاركة :