كشف مدير عام جائزة الشيخ زايد للكتاب سعيد حمدان عن تلقي الجائزة في دورتها الثامنة مشاركات من 46 دولة عربية وعالمية، «وذلك يبيّن حجم انتشارها وشهرتها، أما الترشيحات فبلغت خلال هذه الدورة 1385 ترشيحاً، بزيادة 12 في المئة مقارنة بالدورة السابقة، ما يعني مدى الاهتمام والرغبة في التنافس للوصول إلى الجائزة». وقال حمدان إن الجائزة تكتسب أهمية كبيرة إماراتياً وعربياً، «لأنها تحمل اسم الشيخ زايد طيب الله ثراه»، ولاقت الجائزة ترحيباً واهتماماً ونجاحاً عربياً ودولياً منذ انطلاقتها، «فالشيخ زايد شخصية قدمت للعالم وللإنسانية معاني الحب والخير والسلام والصدق ونعمة الأمن وبناء الأوطان بإخلاص، لهذا سكن اسمه وصورته وأفعاله في قلوب الجميع في كل العالم وبكل اللغات، بهذه المعاني السامية التي آمن بها وعمل بها، فجائزة تحمل اسمه معنية أن ترسخ هذه المبادئ بخاصة في هذا الزمن، وأن تعمل على نشر تلك الفضائل والغايات الإنسانية السامية». ولفت إلى أن الجائزة ومنذ تأسيسها «سعت إلى الانتشار والحضور في مختلف المحافل الثقافية والفكرية عربياً ودولياً، للوصول إلى مختلف الشرائح، فالجائزة من مميزاتها أنها لا تقتصر على حقل أو فرع واحد، وفيها من التنوع ما يخدم مختلف مجالات الفكر والثقافة ويدعم النشر وتطوره، وكذلك ما يهتم بالمؤلف الشاب، ويعني بالترجمة سواء للغة العربية أم منها للغات الأخرى، واعتقد أن هذا يمنحها خصوصية وأن لها رسالة كبيرة، وتهتم بالجميع وتهمهم لمكانتها ولسمعتها، التي نالتها في معايير التقويم والحكم وشفافية التعامل، إضافة إلى صدقيتها». وأوضح سعيد حمدان أن هناك نشاطاً ثقافياً متواصلاً للجائزة «تنظمه سنوياً وفي مختلف العواصم، وخلال العام الماضي مثلاً نظمت الجائزة أمسية شعرية ثقافية خلال فعاليات مهرجان «كريمونا» السنوي في شمال إيطاليا. كما نظمت بالتعاون مع معهد الاستشراف التابع لأكاديمية العلوم الروسية لقاء وأمسية ثقافية للتعريف بالجائزة، وإبراز الطابع الثقافي للإمارات في العاصمة الروسية موسكو، ولتعريف دور النشر والأكاديميين والمثقفين والمترجمين الروس بدور الجائزة في مد جسور التعاون والتواصل، من خلال تقدير المؤلفات الروسية التي تعنى بالثقافة العربية. أيضاً تحرص الجائزة أن تكون حفلة تتويج الفائزين ضمن احتفالية ثقافية مميزة، فالحفلة التي ستكون في 4 أيار (مايو) 2014 المقبل ستكون خلال فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهو احتفاء خاص بالجائزة في حضرة الكتاب ولقاء هذه الجماهير من المثقفين والمفكرين والأدباء ودور النشر وجمهور القراء، فهذا المعرض يُعد اليوم أحد أهم المعارض الدولية التي تحتضنها المنطقة العربية، ومحط أنظار واهتمام مختلف شرائح المعنيين بصناعة الكتاب أو القراءة، وسيكون ضمن فعاليات المعرض أمسيات ومحاضرات وتواقيع كتب للفائزين بالجائزة، ضمن برنامج موسع سيعلن عنه قريباً». وأكد حمدان - الذي تولى منصب المدير العام للجائزة حديثاً - حرص الجائزة على أن تحافظ على خط نجاحها التصاعدي في الانتشار والوصول إلى أكبر عدد من المعنيين بحقول الجائزة وتشجيعهم، «فالجائزة هي احتفاء بالكتاب، ولا يفوز بها سوى العمل الأفضل، ودورها أن تشجع الأفضل وتخلق التنافس، وهذا يسهم في نهضة الفكر ودعم الثقافة العربية وتشجيع النشر». كذلك ستسعى الجائزة من خلال برنامج عملها للموسم المقبل والذي اعتمده مجلس أمناء الجائزة على تنظيم برنامج ثقافي في عواصم عالمية مختلفة، وسيكون نشاطها الثقافي وفعالياتها ودورها الإعلامي للتعريف بأفرع الجائزة وشروطها متواصلاً على مدار العام. وبصفته أحد المثقفين والإعلاميين الإماراتيين الشباب، الذين يتولون مواقع مهمة في المؤسسات الثقافية في الإمارات، وكيف يرى دور الشباب في النهوض في الشأن الثقافي، وعكس صورة حيوية عن المبدع والمثقف الإماراتي، أوضح أن جيله هو امتداد لمن سبقه، مشيراً إلى أن الأمة بخير ما دام فيها هذا التواصل الفكري والثقافي، «وأن يقوم الجيل بإكمال ونقل وتطوير وإضافة إبداعه وجهده وحماسته إلى المشهد الثقافي، فلابد من استكمال الأدوار، ولا بد من بصمة يصنعها هذا الجيل حتى تميزه». لافتاً إلى أن جائزة الشيخ زايد «خصصت فرعاً للمؤلف الشاب تقديراً واهتماماً منها بتنمية ودعم هذا الجيل، وذلك لا بد أن يكون جزءاً من رسالة أية مؤسسة تعنى بالفكر والثقافة أو غيرها من جوانب النهضة وتنمية الإنسان العربي، فدورها أن تعنى بتطوير الحاضر وبناء مستقبل أفضل، وهذا يتمثل في رعاية ودعم الجيل الجديد». واعتبر حمدان أن أحد مكتسبات الإمارات ونجاح تجربتها في النهضة والإدارة والتطور، «أنها اهتمت بتنمية الإنسان وجعلت له أولوية في برامجها وخططها، واهتمت كثيراً بجيل الشباب وسعت إلى تمكينه في مختلف المجالات، وأعطته الفرصة ليعمل ويبدع ويطور قدراته ويخدم وطنه وأمته». من ناحية أخرى، استعرض مجلس أمناء «جائزة الشيخ زايد للكتاب» خلال اجتماعه أمس نتائج الدورة الثامنة 2013-2014، وتقارير كل من لجان التحكيم والهيئة العلمية، واعتمد أسماء الفائزين في مختلف أفرع الجائزة التسعة وبلغ عدد الأعمال التي وصلت إلى الجائزة 1385 عملاً في كل أفرعها. وستوزع الجوائز في الرابع من مايو 2014، وعلى هامش «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» والذي ستنطلق فعالياته في نهاية نيسان (إبريل) المقبل، وذلك في حفلة تكريم تضم حشداً من المثقفين والأكاديميين والكتاب والإعلاميين من داخل الإمارات وخارجها. وقدم أمين عام الجائزة الدكتور علي بن تميم عرضاً لأهم النشاطات الثقافية المرافقة للدورة الثامنة، واستعرض الإحصاءات الخاصة بالمشاركات فيها، وآلية عمل لجان القراءة والفرز، ولجان التحكيم، ومراجعة الهيئة العلمية لتقارير التحكيم لأجل اعتماد أسماء الفائزين، تمهيداً للكشف عنها خلال الأيام المقبلة. جائزة الشيخ زايد للكتاب
مشاركة :