نزاعٌ سعودي أفريقي حول رقصة المزمار.. هكذا حسمت اليونسكو أصلها

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن سجلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة اليونسكو، في اجتماعها فولكلور المزمار الذي يمارس في السعودية، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية كفولكلور سعودي، حتى اشتعلت الشبكات الاجتماعية، في نقاش حاد لهذا القرار. ودشن السعوديون هاشتاغ "الدريس_احرج_المملكه_باليونسكو" ، حيث شكك البعض بشأن أصل فولكلور المزمار وقالوا بأنه أفريقي وليس سعودياً. فيما دعا البعض الآخر لإدراج الفنون السعودية الأصيلة عوضاً عن "تزييف الحقائق (أي أنهم اعتبروا تصنيف المزمار كفولكلور سعودي تزييفاً للحقائق)" بحسب وصفهم. أكبر وصمة عار في تاريخ الوطن أن يوثق المزمار الإفريقي ويترك فنون الوطن الاصيلة للعبت من قبل مستوطنون عجبي .. — فارس الغامدي (@ffaresbandar1) امتداد المزمار لأفريقيا وحسم العمدة عبده عبدالصمد الخبير بالتراث الحجازي الجدل القائم حول أصلا المزمار لـ"هافينغتون بوست عربي" بقوله "إن أصل فلكلور المزمار حجازي بحت". ويقصد بالحجاز مدينة مكة وجدة والمدينة، بالإضافة إلى القرى والمحافظات المحيطة بها، مثل القنفذة والليث وينبع والطائف. ويضيف عبد الصمد "كون هذا الفن له أصول أو امتداد جغرافي قد يصل للدول الأفريقية فهذا لا يلغي أنه موروث حجازي عريق وله سمات واضحة ومحددة، فهي لعبة شبيهة إلى حد ما بلعبة التحطيب التي يلعبها سكان صعيد مصر مع اختلاف قواعد اللعبة والإيقاعات". طريقة رقصة المزمار ورقصة المزمار تكون عادة في المساء حيث توقد النار من الحطب أو الخشب ويلتف حولها الأفراد ويرقصون رقصات ثنائية رجولية على أنغام "العدة" التي تتكون من مجموعة من الطبول من الجلد الطبيعي المشدود وهي عبارة عن "النقرزان "الذي يقرع بخشبتين صغيرتين و"الطار" و"المرد" وهما يقرعان بأصابع وأكف اليدين. وعادة ما يقف أمام صف اللاعبين أحد كبار الحارة ويقول "الزومال" أي المغني ويردد قائد كل فريق بعض الأهازيج التي تتحدث عن الخصال الحميدة والترحيب والتفاخر، وغيرها من أهازيج الفروسية ويردد خلفه المشاركون تلك الأهازيج بينما ينزل للعب أو الرقص شخصان ثم يتبعهما آخران بطريقة منظمة. ويعتبر المزمار من الآلات الخشبية وآلات النفخ وقد صنعه الإنسان منذ القدم من قصب الغاب، ويرجع تاريخ الآلة إلى القرن السابع عشر. تسجيل المزمار استغرق سنوات عديدة "هافينغتون بوست عربي" تواصل مع رئيس جمعية الثقافة والفنون بجدة عمر الجاسر للاطلاع حول التفاصيل التي عملت عليها الجمعية لتسجيل فولكلور المزمار من ضمن قائمة التراث غير المادي. وأوضح الجاسر في حديثه أن التحضيرات لملف فولكلور المزمار استغرقت سنوات عديدة قبل تقديمه لمنظمة اليونسكو، وذلك بعد مبادرة من جمعية التراث التي ترأستها الأميرة عادلة بنت عبدالله، والتي استعانت بجمعية الثقافة والفنون في جدة. وبحسب الجاسر فإن السعودية حققت جميع شروط اليونسكو لإدراج هذا الفن ضمن تراثها كتدريب الأطفال على تأدية فن المزمار باحترافية باستخدام الآلات الموسيقية والأهازيج. خبراء المنظمة كانوا قد قاموا بجولة حول مناطق عديدة في السعودية، من جدة إلى الطائف ومكة والمدينة، وينبع ورابغ، مروراً بالضواحي والقرى. الحدري والخبيتي والسمسمية والمجرور والخطوة وهي فنون سعودية يسعى السعوديون لتسجيلها في اليونسكو باسم المملكة. ودعا الجاسر كل السعوديين القائمين والمهتمين بهذه الفنون، إلى أن يتواصلوا مع جمعية الثقافة والفنون لجمع المعلومات الكافية، وكذلك التواصل مع جمعية التراث، للبدء بالتجهيز لملف شامل يكون وافياً بالشروط والمتطلبات لتسجيل بقية الفنون السعودية في اليونسكو.

مشاركة :