أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الأحد، أنه «لا يصدق» استنتاجات الـ«سي آي إيه» حول تدخل روسيا لانتخابه في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهي استنتاجات دفعت نوابا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلى المطالبة بتحقيق. ولم يدل قطب العقارات الأمريكي في مقابلة تلفزيونية بأية معلومات حول وزير خارجيته المقبل، بينما تناقلت العديد من وسائل الإعلام اعتزامه تعيين ريكس تيلرسون، الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» النفطية العملاقة، والذي تربطه علاقات عمل وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكتب ترامب في تغريدة على موقع «تويتر» بعد بث المقابلة، «في حال اخترته أو لم أختره لمنصب الخارجية، فإن ريكس تيلرسون، لاعب عالمي ومفاوض». ولآكسون موبيل، أنشطة في مجالي النفط والغاز في أكثر من خمسين بلدا، ووقعت خصوصا شراكات مع شركة «روسنفت» الروسية التي تملكها الدولة منذ 2011. والعام 2013، قلد بوتين، تيلرسون، وسام الصداقة. وقال ترامب في مقابلة بثتها قناة «فوكس نيوز»، وتم تسجيلها السبت، حول معلومات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، عن تدخل موسكو لمساعدته في الفوز، «أعتقد أنه أمر سخيف. إنها ذريعة جديدة لا أصدقها». وأضاف، «لا يعرفون إذا كانت روسيا أو الصين أو أية جهة أخرى»، مارست القرصنة ضد هيئات سياسية خلال حملة الانتخابات الرئاسية. وأوضح، «قد يكون شخصا كان في سريره في مكان ما. لا يعرفون شيئا بعد». وكان فريق ترامب الانتقالي رفض السبت، ما توصلت إليه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، معتبرا أن المحللين أصحاب الاستنتاجات، «هم أنفسهم من قالوا، إن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، يملك أسلحة دمار شامل». وتابع ترامب، «الديمقراطيون هم من يعلنون ذلك لأنهم تعرضوا لإحدى أكبر الهزائم في التاريخ السياسي لهذا البلد». وردا على سؤال عما إذا كان الديمقراطيون يسعون إلى إضعافه عبر ذلك، قال، «هذا ممكن». ولمح ترامب إلى أن وكالات استخبارات أخرى، «تشكك» في هذه المعلومات، مضيفا، «بعض المجموعات قد لا تكون موافقة بالضرورة. لا أعتقد أن روسيا قامت بذلك. ولكن من يعلم؟ لا أعلم ذلك أيضا. إنهم يجهلون وأنا لا أعلم». وسئل أيضا عن التقارير التي تعرضها عليه وكالات الاستخبارات، فأجاب، «أتسلمها حين أحتاج إليها». قراصنة روس .. وأضاف ترامب، الذي انتخب في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، لولاية من أربعة أعوام، «لا أحتاج إلى أن يقولوا لي الأمر نفسه، والكلمات نفسها يوميا خلال الأعوام الثمانية المقبلة. لأن ذلك قد يستمر ثمانية أعوام». وبداية أكتوبر/ تشرين الأول، خلصت دائرة الأمن الداخلي وإدارة الاستخبارات التي تشرف على وكالات الاستخبارات الأمريكية الـ17، إلى أن روسيا قرصنت حسابات شخصيات ومنظمات سياسية بهدف «التدخل في العملية الانتخابية الأمريكية»، من دون أن توضح طبيعة هذا التدخل. وقالت مصادر لـ«واشنطن بوست»، إن أشخاصا مرتبطين بموسكو سلموا موقع «ويكيليكس»، رسائل إلكترونية مقرصنة من حسابات جون بوديستا، المدير السابق لحملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والحزب الديمقراطي. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن القراصنة الروس هاجموا أيضا الحزب الجمهوري. ونشرت آخر استنتاجات الـ«سي آي إيه»، مساء الجمعة بعيد طلب باراك أوباما، تقريرا مسهبا عن عمليات القرصنة المعلوماتية التي جرت خلال الحملة الرئاسية. وبعد أكثر من شهر من الاقتراع الذي حمل ترامب إلى الرئاسة، ما زالت طبيعة التدخل الروسي في الحملة تثير تساؤلات. تشكيك في استمرار سياسة الصين الواحدة .. على صعيد آخر، شكك الملياردير الجمهوري في إمكان مواصلة الولايات المتحدة تبني «سياسة الصين الواحدة»، مشترطا على بكين تقديم تنازلات في قضايا كالتجارة وغيرها. وقال ترامب، «لا أعلم لماذا علينا أن نتقيد بسياسة الصين الواحدة إلا في حال أبرمنا اتفاقا مع الصين يتعلق بقضايا أخرى، بينها التجارة». وتأتي تصريحات ترامب ردا على سؤال حول قبوله الشهر الجاري تلقي مكالمة هاتفية من رئيسة تايوان تساي إنغ وين، في خرق لتقليد دبلوماسي أمريكي مستمر منذ عقود. وأثارت المكالمة الهاتفية غضب بكين، التي تعتبر الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، إقليما مارقا على طريق التوحيد، بالقوة إن دعت الحاجة. ولم يسبق لأي رئيس أمريكي فعلي أو منتخب، أن تحدث إلى رئيس تايواني منذ قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع العام 1979. وأكد ترامب في المقابلة، أنه تم إبلاغه بالمكالمة قبل ساعتين فقط من حصولها، وليس قبل أسابيع مثلما أفادت تقارير إعلامية. وبالإضافة إلى التجارة، رأى ترامب، أن الصين لا تتعاون مع الولايات المتحدة في مجالات تتعلق بعملتها، أو كوريا الشمالية، أو بحر الصين الجنوبي، مشيرا إلى أن بكين تبني «قلعة ضخمة» هناك. واعتبر أن رفضه الاتصال الهاتفي من رئيسة تايوان، كان سيشكل قلة احترام، مشيرا إلى أنها رغبت فقط في تهنئته بفوزه الانتخابي. وأضاف، «كانت مكالمة هاتفية لطيفة للغاية. قصيرة. لماذا ينبغي أن تقرر دولة أخرى إن كان بإمكاني تلقي الاتصال؟».
مشاركة :