حملة الموصل تواجه معضلة انهيار معنويات القوات

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كبار ضباط وقادة معركة الموصل يوجهون أوامر واضحة للضباط الميدانيين بالحذر والانتباه لإمكانية انهيار معنويات الجنود. العرب [نُشرفي2016/12/11، العدد: 10482، ص(3)] لا أدري متى أعود القيارة (العراق) - كشفت رسالة نصية من هاتف محمول وجهها أحد الجنود العراقيين إثر الهجوم المعاكس الذي شنه تنظيم داعش على مستشفى السلام في الجانب الشرقي من مدينة الموصل بعد فترة وجيزة من سيطرة القوات العراقية عليه، عن انهيار شديد في معنويات الجنود المشاركين في الحملة بفعل ما ظهر من تعقيدات ومصاعب جعلت المعركة تراوح مكانها منذرة بحرب طويلة قد تضطر القوات إلى قضاء فصل الشتاء ببرده بين شوارع وأزقة المدينة الموحلة وغير المهيأة في أغلبها أو المتضررة بفعل سُرَف الدبابات وتساقط القذائف مخلفة دمارا في المباني وحفرا في الشوارع. وكتب الجندي في رسالته النصية إلى أهله “يخيل إلينا أننا وقعنا في مصيدة.. هذه الحرب تبدو بلا نهاية، الدواعش إذا لم يخرجوا لك من تحت الأرض يسقطون عليك من سطوح المباني.. لا أحد هنا يتوقع العودة حيا إلى أهله”، مضيفا “الطقس هنا أبرد بكثير من البصرة، كأننا نقاتل في سيبيريا”. ونقل عن مصدر عسكري قوله إنّ كبار الضباط وقادة المعركة وجّهوا أوامر واضحة للضباط الميدانيين بالحذر والانتباه لإمكانية انهيار معنويات الجنود وبوجوب التقرّب منهم والحديث إليهم باستمرار ومواجهة ما يسري بينهم من “إشاعات” وما يخترق صفوفهم من مخاوف. وبعد أن سارت الحملة العسكرية على تنظيم داعش في الموصل مركز محافظة نينوى، والتي أطلقت في السابع عشر من أكتوبر الماضي بسرعة فائقة في محيط المدينة وفي القرى والبلدات القريبة منها، ما أوحى بانهيار سريع في صفوف التنظيم المتشدّد، بدت المعركة مختلفة تماما حين دخل القتال أحياء الضفة الشرقية للمدينة، بينما بدا اقتحام الأحياء الواقعة غرب دجلة أو ما يعرف بالساحل الأيمن أمرا بعيد المنال بعد إحكام تنظيم داعش التمترس داخلها متخذا من المدنيين دروعا بشريا ومستخدما مختلف وسائل دفاعه من خنادق تحت المدينة وتفخيخ للطرقات والأبنية ومن قناصة وانتحاريين. وحتى مكاسب القوات العراقية على الساحل الأيسر بدت مهددة إلى حدّ كبير مع شن التنظيم هجوما معاكسا على القوات التي تمركزت في مستشفى السلام بحيّ الوحدة موقعا خسائر كبيرة في صفوف تلك القوات ومجبرا إياها على التراجع والانسحاب. وشرعت القوات العراقية المشتركة، في الساعات الأولى من يوم السبت، بالتقدم نحو حيّي الوحدة والميثاق، جنوب شرقي الموصل، لاستعادتهما من داعش. المعركة تراوح مكانها منذرة بحرب طويلة قد تضطر القوات إلى قضاء فصل الشتاء ببرده بين شوارع وأزقة المدينة الموحلة وغير المهيأة في أغلبها وقال العميد الركن عباس محمد الصافي، الضابط في قيادة عمليات نينوى لوكالة الأناضول إن “قوات من جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة والشرطة الاتحادية شرعت خلال ساعات الليل، بالتقدم نحو حيّي الوحدة والميثاق من أجل استعادة السيطرة عليهما من جديد”. وأضاف أن “التنظيم أبدى ولساعات عدة مقاومة عنيفة جدا واعتمد على مجموعة كبيرة من القناصة والمقاتلين الذين يستخدمون الأسلحة المتوسطة في إعاقة تقدم القوات”. يذكر أن قوات الفرقة التاسعة تكبّدت خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات عند اقتحامها حي الوحدة وسيطرتها على مستشفى السلام العام في الخامس من الشهر الجاري، واضطرتها تلك الخسائر إلى التراجع والفرار نحو المناطق التي تمتلك فيها مواقع محصنة في المحور ذاته. ولفت الصافي إلى أن هذه العملية “تعد رد اعتبار للقوات التي فشلت في السيطرة على مستشفى السلام سابقا ومنع انكسارها”. وعن حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوف الطرفين خلال هذه العملية، أشار المصدر نفسه إلى أنه من غير الممكن إعطاء حصيلة دقيقة حول ذلك كون المواجهات ما تزال في ذروتها. من جهته، قال حميد برهان الضابط برتبة نقيب في الفرقة المدرّعة التاسعة لوكالة لأناضول إن “داعش أجبر سكان حيّي الوحدة والميثاق جنوب شرقي الموصل على إخلاء منازلهم والتوجه إلى الجانب الغربي الذي لا زال تحت سيطرة التنظيم”. وأوضح برهان أن قرابة 200 عائلة استخدمهم التنظيم أيضا كدروع بشرية وأجبرهم على المشي سيرا على الأقدام والمرور عبر الجسر القديم الوحيد الذي من الممكن عبور المشاة عليه بعد أن أبلغهم بضرورة إخلاء منازلهم مع قرب القوات العراقية منها. وأشار إلى أن “المخالف لتعليمات داعش يتعرض للإعدام الفوري من قبل التنظيم”. وتشير جميع التوقّعات إلى أن معركة الموصل سوف تكون مكلفة من ناحية الخسائر البشرية بالنسبة إلى المدنيين العزّل والقوات المسلحة، ما لم تقم قوات التحالف بعملية برية خاطفة لكسر خط الصدّ الأول للتنظيم وتسهيل مهمة القضاء عليه فيما بعد على القطعات العسكرية العراقية. وبهدف إعادة الزخم للمعركة، وصلت السبت، تعزيزات عسكرية إلى القوات العراقية في محوري الموصل الشرقي والجنوب الشرقي. وقال اللواء في قيادة العمليات القتالية المشتركة غازي عزالدين النعماني إن “فوجين عسكريين، عدد قواتهما من ألف إلى ألفي رجل، يتألفان من عدة كتائب يقودهما ضباط برتب مختلفة، وصلا صباح السبت إلى منطقة كوكجلي شرقي الموصل بعد أن سلكا طريق قره قوش الحمدانية مرورا ببرطلة شرق المدينة”. وأوضح الضابط أن الهدف من هذه الخطوة هو “شن عملية عسكرية واسعة ضد مواقع داعش وتحصيناته في الجانب الشرقي من المدينة والوصول إلى مركز هذا الجانب في القريب العاجل”. :: اقرأ أيضاً تفجير العباسية يعمق التحدي الأمني في مصر إشارات إيرانية تدفع باتجاه إعلان الحكومة اللبنانية خلال أيام قطر.. متى يصبح البيت أولى من جماعات الإسلام السياسي داعش يستعيد تدمر فجأة في انتصار مؤقت

مشاركة :