يبحث المواطن ذو الطبقة المتوسطة دائماً عن الخدمات والمنتجات ذات الأسعار المنخفضة والجودة العالية قدر الإمكان، حيث تتناسب القوة الشرائية لديه المتمثلة بمقدار الدخل مع الأسعار السوقية المطروحة، وبالتالي فإن أبسط أحلام المواطن البسيط هي أسعار معقولة يستطيع من خلالها الحصول على كافة السلع والخدمات التي تشبع متطلباته الحياتية الأساسية . وفي حين انخفاض أسعار المنتجات والسلع الأساسية، يتحقق بذلك التوازن ما بين العرض والطلب، حيث يستطيع المستهلك ذو الدخل المتوسط من الحصول على السلع والمنتجات اللازمة بشكلٍ عادل، إلا أن الكارثة الحقيقية هي طمع وجشع التجار في المزيد من الدخل وتحقيق قدر أكبر من الأرباح ولكن مع الأسف يكون ذلك على حساب المستهلك، فقد انتشر الآن كل من مبدأي استغلال الفرص والاحتكار وكل منهما أسوأ من الآخر، وبينما تنخفض الأسعار إذ يزيد ذلك جشع التجار في التربح وفقط، بل ويقتصر عملهم على تجميع أكبر قدر من السلع في السوق بأسعارها المخفضة كي يعيد بيعها بأسعار مرتفعة . وبناء عليه فيجب أن تتوفر الرقابة اللازمة والتي تضمن خضوع هؤلاء التجار بكافة أنواعهم واختصاصاتهم لهذه الرقابة وامتثالهم لقرارات خفض الأسعار والعمل على تتبع كل من يقوم بمخالفة ذلك برفع الأسعار على المستهلك النهائي بفرض الغرامات المالية عليه وأي سبل أخرى لتحقيق العدالة والتوازن لمعيشة الفرد. ومن مميزات عصر التكنولوجيا الحديثة الذي نعيشه، هو وجود سبل أخرى للتأثير على هؤلاء التجار، وذلك عن طريق القيام بالتوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقيام بالحملات الالكترونية بأن تتم مقاطعة هذا البائع مع ذكر وقائع حقيقة موثقة لإظهاره للمجتمع وتفعيل الدور ألمعلوماتي بالنشر بين الوسائط المتعددة والمختلفة كي تكون مؤثرة وذو نتائج مضمونة، حيث سيضطر البائع إلى الامتثال للأسعار المحددة للبيع بها وإلا لن يقوم المستهلكون بالشراء عن طريقه. ولا نغفل الدور التوعوي الديني في الحث على مراعاة الآخر والامتثال لأوامر ديننا الحنيف بالبعد عن استغلال الآخر والاحتكار والجشع والطمع فكلها من الصفات الذميمة والتي نهى عنها الإسلام في الكتاب والسنة، والعمل بقوله تعالى وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ. رابط الخبر بصحيفة الوئام: انخفاض الأسعار يشعل نيران الطمع في قلوب التجار!!!
مشاركة :