قال الأستاذ عادل الجبير وزير الخارجية: إن «إيران تسهل عمل الجماعات المتطرفة وتنقل عناصرها عبر حدود الدول ولطالما فجرت واغتالت ودعمت جماعات مثل القاعدة»، وشدد على أن «إيران تفرض سياسات طائفية بتدخلها في دول الجوار من لبنان إلى اليمن». وقال الجبير في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر أمس (الأحد) في الرياض مع نظيره البريطاني بوريس جونسون: إن الطرفين بحثا تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة، وأكد على التوافق التام بين المملكة وبريطانيا حول كيفية معالجة العديد من قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن «الوزير البريطاني لطالما عبر عن دعم موقف لندن وعلاقاتها الخاصة مع دول الخليج». وأوضح الجبير أنه تم بحث ملفات الإرهاب وخطره وتدخلات إيران التي قال: إننا نرفضها جميعا، منوها بتاريخ إيران الحافل بالدمار والقتل، الذي يمتد لأكثر من 35 عاما، فهي تعتبر أكثر الدول الداعمة للإرهاب من خلال سياساتها التي تدعم الطائفية في سوريا والعراق واليمن ولبنان والكويت. ونفى الجبير أن تكون الرياض وصلتها رسائل متضاربة من بريطانيا، وقال: إن تصريحات جونسون أُسيء فهمها، وإن لندن والرياض بينهما علاقات استراتيجية طويلة تمتد لأكثر من مائة عام. إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب وأكد الجبيرفي المؤتمر الصحفي على التوافق التام بين المملكة وبريطانيا حول كيفية معالجة العديد من قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن أهم الملفات التي تم بحثها مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي يزور المملكة حاليا، ملفات: التعاون الإستراتيجي بين البلدين، والأوضاع الإقليمية من خلال وضع الحلول العاجلة لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك الأوضاع في لبنان وسبل الاستقرارا السياسي فيه، بالإضافة للتوصول لحل سلمي مبني على قرارات مجلس الأمن في سوريا، مشددا على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين. وفي الملف العراقي أبان الجبير أن موقف المملكة وبريطانيا متطابق حول العراق فيما يتعلق بإدخال الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها عام 2014م لإعطاء كل الطوائف العراقية حقوقها، وتضمن وحدة العراق أرضا وشعبا. وقال: إن الطرفين بحثا الأوضاع في اليمن من أجل الوصول لحلول سلمية، وكشف أن العمل مازال جاريا والبحث مستمرا لإدراج ميليشيا الحوثي على قائمة الإرهاب، وأوضح أن الإعلان عن ذلك سيتم في حينه، وأفاد بأن الطرفين بحثا كذلك الأوضاع في ليبيا. من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن «ايران تتدخل في شؤون أكثر من دولة في المنطقة»، وشدد على أن «التهديد الايراني في المنطقة يقلقنا كما يقلق المملكة»، ودعا ايران الى ان «يكون دورها مقتصرا على القنوات الدولية والقانونية في علاقاتها مع الدول». مبينا أن بريطانيا تدعم العمل الذي تقوده المملكة في اليمن، وقال: «إن المملكة المتحدة تدعم التحالف وسعيه لإستعادة الحكومة الشرعية لسيطرتها على جميع أرجاء البلاد، وكذلك الاستمرار في الحوار، مشيرا إلى أن هناك حوارات ومباحثات مفصلة جدا حول عمليات التحالف، وقلق كبير حول معاناة الشعب اليمني، منوها بالتزامات المجتمع الدولي حيال وجوب العمل وبذل الجهود لتخفيف هذه المعاناة». وأضاف: ندرك التهديد الجسيم الذي تواجهه المملكة بسبب الهجمات على حدودها مع اليمن، وأوضح: نحن قلقون من استهداف المملكة بالصواريخ البالستية التي تنطلق من داخل الأراضي اليمنية. ونادى الوزير البريطاني بضرورة مواجهة الإرهاب، ومنه إرهاب تنظيم داعش وأتباعه الذين يشوهون صورة الإسلام. وأشار إلى أن لندن لطالما دعمت موقف دول الخليج ولديها علاقات خاصة مع جميع دوله، موضحا أن مكافحة الإرهاب في المنطقة ضرورة مهمة عبر تعاون الجميع، وتوحيد الجهود لمحاربته من خلال تبادل المعلومات التي تخدم العمل المشترك في مكافحته. علاقتنا معكم تمتد لأكثر من 100 عام وجدد وزير الخارجية البريطاني تأكيد قوة العلاقات بين بريطانيا والمملكة، مؤكدا أن «علاقتنا وطيدة بين شعبينا وليست قائمة على أسس تجارية أو أمنية». ونوه إلى أنهم مستعدون لتحقيق أهداف المملكة من خلال رؤية 2030، مبينا أن العلاقة ليست في المجال الأمني فقط، مشيرا إلى أنه في كل عام تستقبل بريطانيا 15 ألف طالب سعودي، وأكد أنهم يجدون من بلاده الترحيب. وقال: إنهم يمتلكون سمعة رائعة في التعليم العالي، مؤكدا توافر نظام لتسريع إجراءات دخول مواطني المملكة إلى بلاده من خلال التأشيرات التي تمنح لهم، منوها الى أن المملكة يقيم بها 100 ألف مواطن بريطاني. وقال جونسون: «صداقتنا مع المملكة تاريخية عمرها أكثر من 100 عام»، وتابع: «أنا هنا لكي أؤكد أن الصداقة قائمة بين المملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية وهذا أمر يتطور ويتسع». وزاد: «جهودنا المشتركة في مكافحة الإرهاب على اكثر من مستوى، فالإرهاب يهددنا جميعا»، وأكد أن ما حدث في القاهرة واسطنبول من تفجيرات يستدعي أهمية تعاون وعمل البلدين. وشدد الوزير البريطاني على عدم جدوى الحل العسكري في سوريا، وشدد على ضرورة التوصل لحل سلمي للنزاع السوري. من جهة أخرى، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس الأحد: إن «موقف بلاده» واضح وهو أن «المملكة العربية السعودية» لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات، وأضاف: إن لها الحق في تحقيق تسوية في اليمن لإعادة الحكومة الشرعية. وصرح فالون: إنه مستعد للعمل مع نظيره الأمريكي الجديد، لكن الدول الغربية لا يمكنها أن تعامل روسيا كشريك متكافئ ويجب عليها أن تستوعب أن موسكو منافسة استراتيجية. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «أنا مستعد للعمل مع وزير الدفاع الجديد جيم ماتيس لتخفيف حدة التوتر مع موسكو، وكما قلت لمواصلة العمل مع روسيا بشأن كيفية التوصل لتسوية في سوريا». وأضاف: «لا يمكن تحقيق ذلك من خلال معاملة روسيا (كشريك) متكافئ، موسكو منافس استراتيجي لنا في الغرب وعلينا أن نفهم ذلك»
مشاركة :