الأسواني فارساً! - ثقافة

  • 12/12/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في ميدان فروسية الإبداع العالمي، أنضم فارس جديد مشبع بطمي الأصالة المصرية! فمنذ أيام قُلد الكاتب الكبير علاء الأسواني وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس، في حفل أحيته السفارة الفرنسية في القاهرة، بحضور وزير الثقافة الاسبق جاك لونج الذي يعد من أبرز الشخصيات في فرنسا، وهو مدير معهد العالم العربي بباريس. إن تتويج الأسواني بأرفع الأوسمة في الجمهورية الفرنسية، يعد انتصاراً جديداً للأدب العربي في ساحة الأدب العالمي، فهذا الوسام يمنح فقط للأدباء العالميين الذين أثْرت أعمالهم معارف الشعب الفرنسي، وتعتبر أعمالهم الأدبية إضافة في الثقافة العالمية، وكم من فارس مغوارٍ نبيلٍ في عالمنا العربي زينت بلادُ النور «فرنسا» أعناقَهم بوسامها المميز مثل نجيب محفوظ، يوسف شاهين، جمال الغيطاني، فيروز، ماجدة الرومي... وغيرهم الكثيرون ممن جندوا أنفسهم وإبداعهم من أجل نهضة أوطانهم! إبداعات الأسواني الناضحة بالروح المصرية، وبكل ما تحمله من تفاصيل انسانية مطعمة بالبهجة والشجن، بالحزن والأمل، بالقهر والرغبات، بنفوس مكسورة حالمة رغم كل العقبات... مزيجٌ بشري ينبض بالحياة الصاخبة. جعل الأسواني إبداعه مصبوغاً ببصمة خاصة، فاحتل مكانة مميزة في الأدب العالمي، وقد ترجمت كل أعماله الأدبية إلى الفرنسية بقلم المترجم «جيل جوتييه»، كـ»أوراق عصام عبد العاطي»، «عمارة يعقوبيان»، وغيرهما العديد من كتبه التي هي عبارة عن مجموعة من المقالات، كـ»مصر على دكة الاحتياطي»، «هل أخطأت الثورة المصرية؟» وغيرهما الكثير إلى لغات عدة: الفرنسية، الايطالية، الإسبانية والألمانية. في سلسلة إنجازاته الأدبية المميزة، وضعته مجلة «فورين بوليسي» عام 2011 في المركز الأول على قائمة أفضل 100 مفكر في العالم، واختارته جريدة «التايمز» البريطانية، كواحد من أهم خمسين روائياً في العالم تمت ترجمة أعمالهم الى اللغة الإنكليزية خلال الخمسين عاماً الماضية، كما اختير كرئيس شرفي في مهرجان «بيلونز» 2015 وهو أكبر المهرجانات الأدبية في فرنسا، وهي المرة الأولى التي يتم اختيار كاتب مصري ليكون رئيساً شرفياً لمهرجان أدبي دولي في فرنسا، وفي سابقة نادرة ومشرفة للأدب العربي، قام المخرج الفرنسي الكبير «جون لويي مارتينيللي» بعمل مسرحية مأخوذة عن رواية «شيكاجو» للأسواني، وعرضت على مدى شهر ونصف على مسرح «ليزا موندييه» في باريس وفي مدن أخرى عديدة... فعلاً الأدب المميز يفرض نفسه، ويحلق في سماء الإبداع! الانسان لا يتجزأ، فعلى قدر روعة قلمه، تتزين شخصيته بالإنسانية، وعطر العطاء الفواح، والبساطة المتناهية، فهذا ما شعرت به عندما التقيته شخصياً، في مكتبه بالقاهرة، وأهديته كتابي «هل أنت...؟»، الذي شرفني بكتابة كلمة الغلاف الخلفي فيه، والتي أسعدني بها كثيراً، خصوصاً أن فيها تقديراً للمرأة عموماً، والمرأة المبدعة خصوصاً، فقد أكد أن حضورها يعد إضافة في معركتنا من أجل التقدم والديموقراطية. في بحور إبداع الأسواني، نتوقع دائما المزيد، ونتمنى له دائماً الأكثر والأهم من الجوائز والأوسمة، فهذا القلم الصادق الذي تنبض أحرفه بمعاناة الإنسانية جند أدبه للارتقاء بالثقافة، فكانت إبداعاته نبراساً يضيء العقول، وتمتع النفوس المتعطشة للجمال، وتفيض على كل الأوسمة! يقول علاء الأسواني: «إن الأدب يؤدي إلى تغيير إنساني، يجعل الإنسان أكثر رقياً وأكثر رحابة ويعمل على زيادة معرفة النفس البشرية، كما يجعل الإنسان يفهم الآخرين قبل الحكم عليهم». * كاتبة كويتية Amal.randy@yahoo.com

مشاركة :