الدوحة ـ الراية: انطلقت صباح أمس، فعاليات مهرجان كتارا الأول للغة العربية "الضاد"، تحت شعار "نشر اللغة العربية مسؤوليتنا جميعاً". حضر حفل الافتتاح د. خالد السليطي مدير كتارا ود.علي الكبيسي، المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، وعدد من المهتمين بلغة الضاد، ونخبة من المثقفين والإعلاميين، ورحب مدير عام كتارا بالحضور خلال حفل الافتتاح، وقال: إننا نحتفي بلغتنا العربية التي منها تدوّن تفاصيل حياتنا ويحفظ تراثنا، وبها ينبض حاضرنا ومستقبلنا. وأضاف: يكفي اللغة العربية أهمية ومنزلة أنها لغة حية راقية مشبعة بروح الثقافات والحضارات والعلوم والمعرفة، ولا تزال تتمتع بمزايا قوية وفاعلة في المحافظة على عناصر بقائها واستمرارها، تستطيع التعبير عن كل شيء وتصويره، في حين اندثرت لغات أخرى، ولم يبق منها سوى كلمات تذكر في كتب التاريخ والتراث. وأكد د. السليطي، أنه يكفي لغة الضاد شرفاً أنها أسمى اللغات وأرفعها مكانة، لأنها لغة القرآن الكريم، التي اختارها الله عز وجل ، لغة وبياناً لكتابه العزيز، موضحاً أن الجمهور سيشهد على مدى خمسة أيام متواصلة فعاليات متنوعة ومتميزة، وفقرات مبتكرة وتفاعلية، تُقام لأول مرة في قطر والمنطقة. الشعر والخطابة والمسرح من جهته، قال خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على المهرجان: إن اليوم الأول من انطلاق مهرجان كتارا للغة العربية (الضاد) شهد تفاعلاً كبيراً من طرف جميع فئات المجتمع، بدءاً من طلاب وطالبات المدارس والجامعات، والمهتمين بالشعر والخطابة والمسرح، كما شهد إقبالاً على الألعاب والأنشطة والمسابقات الترفيهية اللغوية والأدبية التي تقام على هامش المهرجان. فعاليات متعددة قال الدكتور علي الكبيسي، المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، إن هذا المهرجان سيسهم في تعزيز اللغة العربية والمحافظة عليها من خلال الفعاليات المتعددة، حيث سيسعى إلى بيان أهمية اللغة العربية ودورها في عدد من المجالات، موضحاً أنه يتبين من خلال الفعاليات سواء أكانت متصلة بالماضي أو الحاضر أن هذه اللغة مازالت تواصل مسيرتها في خدمة المجتمعات العربية. وأضاف: أن كثيراً من هذه الفعاليات والأنشطة موجه إلى الأطفال خاصة، من أجل تحبيب اللغة العربية لديهم وتنمية مهاراتهم وملكاتهم اللغوية من خلال الألعاب الترفيهية التي تنظم على هامش المهرجان. ووجّه الكبيسي الشكر إلى المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على سعيها الحثيث إلى إقامة فعاليات ومهرجانات تعزز الهوية الوطنية والعربية وتعمل على خدمة لغة الضاد وتعزيز مكانتها وتسهيل تداولها وتوظيفها في شتى مجالات الحياة بما يعني استمراريتها عبر العصور. حضور جماهيري وعرف الافتتاح منذ الساعات الأولى حضوراً كبيراً للجمهور من طلاب وطالبات المدارس والجامعات والأسر والمهتمين باللغة العربية، لحضور الفعاليات والمسابقات والأنشطة المختلفة، في ساحة الحكمة ـ كتارا، والتي ستتوالى فيها تقديم الفعاليات يومياً ابتداءً من التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، ومن الخامسة عصراً حتى التاسعة ليلاً على مدار خمسة أيام المهرجان. وتابع الجمهور، إبداعاً كبيراً لفنانين ومبدعين من خلال محاكاة حياة الماضي في رواق الشعر، حيث يتبارى شعراء المعلقات السبع في إبداع أحسن ما جادت به قريحتهم الشعرية، وفي هذا الإطار، رأينا امرأ القيس الذي يتباهى بنسبه وإجادته للشعر، وعنترة بن شداد الذي يتشبث بابنة عمه عبلة، ويفاخر بأخلاقه الحميدة، وطرفة بن العبد والحكيم زهير بن أبي سلمى وشاعر الفخر عمرو بن كلثوم ولبيد بن ربيعة. الألعاب ومنبر الخطابة ومن الفعاليات والألعاب الأخرى:"ألعاب الضاد الإلكترونية" وتضم 5 ألعاب إلكترونية من سلسلة مؤلفة من 12 لعبة، و"ألعاب الضاد" وتضم 10 ألعاب تمزج بين الرياضة وتعلم اللغة العربية، و"ركن القراءة" وهي عبارة عن قراءة قصة وتلخيصها، و"قصة ورسم" وفيها يقوم المشارك بتحويل قصة إلى قصة مصورة. أما فعالية "سوق الضاد"، فيتيح للزوار اقتناء مشغولات يدوية من الحرفيين ورسومات أبدعها فنانون وأنواع الخطوط العربية التي صاغها خطاطون مهرة. بينما كانت فعالية منبر الخطابة، مفاجأة للجميع، حيث إنها تُعلم فن الخطابة من خلال استحضار خطب مجموعة من المفوهين والبلغاء والفصحاء الذين عرفوا عبر تاريخ العصور الأدبية ومنهم: قس بن ساعدة، سعد بن عبادة، أبوبكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، خالد بن الوليد، عمر بن عبدالعزيز، هارون الرشيد، موسى بن نصير، وطارق بن زياد. عروض المسرح والشعر أما عن مسرح الأطفال فاستمتع الجمهور بمشاهدة عروض مختلفة هي: "الأفعى والعقربة"، و"جلسة يوغا"، و"غفوة راعي"، و"السفينة والحيوانات" و"مملكة النمل". وبالنسبة لمسرح الظل، تم تقديم مسرحيتي "الطفل الملك" و"عاقبة الفضول"، كما يتم عرض الأعداد الاثني عشر التي صدرت من مجلة الضاد في الجناح المخصص للمجلة وحلّ ألغاز الضاد. واستمتع متذوقو الشعر العربي، في رواق (شخصيات من التاريخ) بأشعار كل من امرئ القيس، وطرفة بن العبد، والحارث بن حلزة، وزهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، ولبيد بن ربيعة، بيت الراوي ويتضمن المهرجان أيضاً "بيت الراوي من التراث العربي" حيث يقوم الجمهور بزيارة الراوي في خيمته ليطلعهم على قصص أعظم الشخصيات في التراث العربي،. ويجد القراء ومحبو المطالعة، بغيتهم في "مكتبة كتارا للكتب المستعملة"، كما أقبل طلاب المدارس على مسرح العرائس (الدمى) الذي يضم عروضاً لخمس مسرحيات . وتنطلق صباح اليوم "بطولة كتارا للمطارحات الشعرية" ويقوم مفهوم المطارحة على مواجهة مباشرة بين طرفين متنافسين،. ويتخلل المهرجان أيضاً مسرح "المونودراما" في عرضين حصريين مساء اليوم الاثنين ، ومساء الأربعاء 14 ديسمبر.
مشاركة :