قُتل 25 شخصاً، وأصيب 49 آخرون، أمس، في تفجير إرهابي وقع داخل الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعاصمة المصرية القاهرة، وفيما دان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشدة العملَ الإرهابي، متوعداً المتورطين ومعلناً الحداد الرسمي مدة ثلاثة أيام، شكلت وزارة الداخلية فريق بحث موسع لسرعة تحديد هوية الجناة وضبطهم. عبوة ناسفة تزن 12 كيلوغراماً استخدمت في التفجير وتم توجيهها من الخارج عن طريق الريموت. إدانة دولية وعربية للتفجير.. و«حكماء المسلمين» يؤكد تضامنه مع الكنيسة المصرية في مواجهة الإرهاب. وتفصيلاً، قالت وزارة الصحة المصرية إن 25 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، قتلوا، وأصيب 49 آخرون في التفجير الإرهابي الذي استهدف صباح أمس الكنيسة الكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط الأرثوذكس في حي العباسية بوسط القاهرة، وتوقعت الوزارة ارتفاع عدد الضحايا. وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار وقع داخل الكنيسة قرابة الساعة العاشرة صباحاً (8.00 تغ). وأكدوا أن التفجير ناجم عن قنبلة زنة 12 كلغ من مادة تي إن تي وضعت بإحدى غرف الكنيسة وتم تفجيرها عن بعد. ورجح مصدر أمني أن العبوة الناسفة دخلت للكنيسة بواسطة حقيبة نسائية. وقال شاهد لـ«رويترز» إن الانفجار وقع في مكان مخصص للنساء بالكنيسة، وأضاف «بمجرد أن طالبنا الكاهن بالاستعداد للصلاة وقع الانفجار». وتابع «التفجير هز المكان بالكامل، والغبار غطى القاعة. سقطتُ على الأرض وكنت أبحث عن الباب، على الرغم من أني لم أكن أرى أي شيء. خرجت وسط الصراخ». وعقب التفجير، دان الرئيس المصري «ببالغ الشدة العملَ الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية» وأعلنت رئاسة الجمهورية الحداد الرسمي مدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس. وقال السيسي، في بيان، إن «هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وإن مصر لن تزداد، كعادتها، إلا قوةً وتماسكاً أمام هذه الظروف». وشدد على «القصاص العادل لشهداء ومصابي هذا الحادث الغادر»، متابعاً أن «الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباءً، وإنما سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد». من جانبه، قال رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، في بيان: «مثل هذه الأحداث الإرهابية الغادرة لن تنال من قوة ومتانة النسيج الوطني المصري». من جهته، أكد وزير الداخلية المصري، اللواء مجدي عبدالغفار، أنه تم تشكيل فريق بحث موسع لسرعة تحديد هوية الجناة المتورطين في الحادث وضبطهم. فيما كلف النائب العام المصري، المستشار نبيل أحمد صادق، نيابة أمن الدولة العليا بالتحقيق في الحادث الإرهابي. وقد قامت السلطات بأخذ كاميرات المراقبة الخاصة بالكنيسة لبدء التدقيق فيها، حسبما قال عناصر من الشرطة في موقع الاعتداء. وقال صحافيون في المكان إن زجاج الكنيسة تهشم جراء التفجير وتناثرت أجزاؤه في الباحة المؤدية إلى قاعة الصلاة. كما أفادوا بأن التفجير وقع قرب أحد الأعمدة داخل الكنيسة، ما أدى الى تفحمه وأحدث حفراً في الأرضيات الرخام وفي الأرائك الخشبية التي يجلس عليها المصلون. ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى «الوحدة الوطنية» عقب الاعتداء. وقالت في بيان نشر على صفحتها الرسمية على «فيس بوك» إنها تأسف لـ«الحادث الخسيس والجبان» الذي تعرضت له كنيسة العباسية ولـ«العنف والإرهاب الذي يعتدي على مصلين آمنين». وبعد ساعات قليلة من وقوع الانفجار تجمّع محتجون أقباط ومسلمون أمام الكاتدرائية، تعبيراً عن الغضب من مرتكبي الهجوم الإرهابي. وعبرت دول عربية وغربية، أمس، عن إدانتها الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة. ودان البرلمان العربي في جلسته المنعقدة في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة التفجير الإرهابي، وأشار البرلمان إلى أن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء «أعمال إرهابية جبانة تخالف تعاليم الأديان السماوية كافة». وبعث أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري، أكد فيها استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية. وعبر الأردن أيضاً عن استنكاره للتفجير الإرهابي، وقال وزير الإعلام، محمد المومني، إن «الأردن يدين هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يستهدف أماكن العبادة». من جانبها، نعت السفارة الأميركية في القاهرة في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ضحايا انفجار الكاتدرائية، واصفة الهجوم بـ«البغيض». ودان مجلس حكماء المسلمين الهجوم الإرهابي الآثم، وشدد في بيان له على أن هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها جماعات الإرهاب الأسود تخالف الدين الإسلامي الحنيف والأعراف والشرائع السماوية كافة التي تنهى عن المساس بدور العبادة، وتدعو إلى حمايتها وصونها واحترامها، معرباً عن مؤازرته للكنيسة المصرية ضد العنف والإرهاب الذي يستهدفها.
مشاركة :