سكوبيي (أ ف ب) - ساد غموض تام في مقدونيا بعد إعلان كل من اليمين الحاكم والمعارضة (يسار الوسط) فوزهما في الانتخابات التشريعية الأحد، في سيناريو لا يبدو أنه سيعيد الاستقرار إلى هذا البلد الذي يشهد أزمة منذ سنتين. وقال مسؤول باسم الحزب الحاكم برئاسة نيكولا غرويفسكي "لقد فزنا مجددا". غير أن منافسه زعيم المعارضة الاشتراكية الديموقراطية زوران زاييف رد عليه قائلا أمام مئات من مناصريه المجتمعين أمام مقر الحكومة "نحن الفائزون". وقالت اللجنة الانتخابية إنه بعد فرز 85 بالمئة من الأصوات، سجل الحزب الحاكم تقدما طفيفا على المعارضة، مع 38,57% مقابل 36,23% من الأصوات. لكن بحسب توقعات نقلتها وسائل الإعلام المحلية، قد تحصل المعارضة الاشتراكية الديموقراطية على 52 مقعدا في مقابل 51 مقعدا لمنافسها. ويريد المقدونيون عودة الاستقرار إلى البلاد بعد عامين من التعطيل وتبادل الاتهامات بالفساد وانتهاك الحقوق الاساسية. وقال زوران ميلفسكي (55 عاما) قبل ان يدلي بصوته "انتظر ان ينتهي هذا الاحتضار. على الفائز ان يعيد الهدوء". وارجئت هذه الانتخابات التي نص عليها اتفاق رعاه الاتحاد الاوروبي، مرتين في نيسان/ابريل وحزيران/يونيو. وانتهت عملية الاقتراع التي سادها الهدوء في الساعة 19,00 (18,00 ت غ)، مع نسبة مشاركة اكبر من الانتخابات السابقة. فقبل ساعة من اغلاق مراكز الاقتراع تجاوزت ستين في المئة مقابل نحو 53 في المئة العام 2014. لكن منظمة "موست" غير الحكومية التي نشرت ثلاثة الاف مراقب اعلنت انها تبلغت حصول تجاوزات. وتحدثت وسائل اعلام محلية عن محاولات تزوير من جانب ناخبين ومشاكل في اللوائح الانتخابية. - "سنستعيد كل المال المسروق" - وكانت الازمة السياسية في هذا البلد المرشح للانضمام الى الاتحاد الاوروبي بدأت مستهل 2015 حين نشر زعيم المعارضة زوران زاييف تسجيلات لعمليات تنصت غير قانونية متهما الرجل القوي في البلاد منذ 2006 نيكولا غرويفسكي (46 عاما) بالوقوف وراءها. وقالت المعارضة ان التنصت شمل آلاف الافراد والسياسيين والصحافيين ورجال الدين وممثلي المجتمع المدني. وكشفت هذه الاتصالات ايضا وقائع تتصل باعمال فساد في اعلى هرم الدولة وصولا الى نيكولا غرويفكسي نفسه. وقال زاييف (42 عاما) "سنستعيد كل المال الذي سرق من المواطنين"، علما بان القضاء يلاحقه ايضا في قضية فساد. واعلن زاييف الاحد ان "حياته السياسية ستنتهي" في حال خسارته. ويبقى سؤال عن الجهة التي صوت لها الالبان الذين يشكلون نحو ربع عدد السكان البالغ 2,2 مليون. ومع ان الوضع لم يعد مماثلا للحالة التي جعلت البلاد على شفير حرب اتنية في 2001، فان التوازن يظل هشا. واتهم غرويفكسي زاييف باللعب بالنار حين وعد بـ"نظام فدرالي" لاجتذاب اصوات الالبان ووضع حد لسلسلة طويلة من الهزائم الانتخابية. ويتحالف اكبر الاحزاب الالبانية "الاتحاد من اجل اندماج ديموقراطي" بزعامة المتمرد السابق علي احمدي مع اليمين. لكن حزبا اخر برز هو حركة بيسا بزعامة بلال قاسمي ويأخذ على حزب احمدي عدم الدفاع عن الاقلية الالبانية ويطالب باجراءات في مجال التوظيف. ويقول فلوريان بيبر، الخبير في شؤون جنوب شرق اوروبا في جامعة غراتس بالنمسا، ان خسارة غرويفسكي ستؤدي الى "تهميشه بالكامل" مع حلفائه. ويمكن عندئذ ان يتكثف التحقيق القضائي بتهمة الفساد. اما اذا ما ربح "فسيسحق كل انتقاد"، كما يقول هذا الباحث. وفي بلد لا يتجاوز فيه الحد الادنى للاجور 400 يورو، يتعين على الرئيس المقبل للحكومة، العمل على معالجة دين عام يقلق الهيئات المالية الدولية، والسعي الى خفض نسبة البطالة التي تطاول ربع اليد العاملة.
مشاركة :