جونز: نريد أن نكون مرجعاً للآخرين

  • 12/12/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ليس جديداً أن يقدم بعض الرياضيين المحترفين على الإعتزال وهم في أوج عطائهم. هذا تماماً ما شهدناه مؤخراً مع نيكو روزبرج سائق سباقات "الفورمولا وان" بعد تتويجه باللقب العالمي. بالنسبة للمدربة الألمانية سيلفيا نايد كان الأمر مختلفاً بعض الشيء حيث أعلنت قبل فوزها بالميدالية الذهبية أن ستعتزل بعد الألعاب الأوليمبية. وبينما ما زال البحث جارياً خليفة لروزبرج بين متسابقي السيارات السريعة، كان الجميع يعرف من سيتولى المسؤولية على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الوطني الألماني؛ إنها شتيفي جونز. "لقد كانت مثيرة" هكذا وصفت صاحبة 111 مباراة دولية مع المنتخب الألماني في حوار حصري مع موقع FIFA.com الأشهر الأولى التي قضتها في دكة احتياط المانشافت. وأضافت "لم يكن لدي أي تصور عن شعور الوقوف كمدربة على هامش الملعب. صحيح أنني كنت أشاهد يواكيم لوف وسيلفيا نايد لكن لا أعرف في الواقع كيف يشعر المرء عندما يكون بنفسه في ذلك الوضع. ولهذا، كان الأمر مثيراً فعلاً لكن أيضاً ممتعاً للغاية. أنا شخص أفكر بالكثير من الإيجابية ومتفائل جداً. تمنيت تحقيق الإنتصارات وأن تتحقق بهذا الشكل ورغم الكثير من الإصابات والغيابات، يُظهر أن دخولي كان جيداً جداً. وباختصار، كانت انطلاقة جيدة." أربعة انتصارات وتعادل واحد هي الحصيلة الحالية لجونز التي اشتغلت لمدى عام في الكادر التدريبي للمدربة الوطنية السابقة نايد وراكمت هناك التجربة والخبرة قبل أن تتولى بنفسها قيادة سفينة المنتخب الألماني. وكشفت قائدة الدفاع السابقة في المنتخب الألماني ما اكتسبته من تلك التجربة بقولها "كان مهماً بالتأكيد أن أقوم خلال الحصص التدريبية والمباريات بمراقبة اللاعبات وأنتقي العناصر التي أبني عليها خططي المستقبلية." واصلت حديثها قائلة "كنت قد كوّنت قليلاً فريقي ورأيت كيف تتصرف اللاعبات في الأوقات الحرجة. في البطولة الأوليمبية، عشنا فترات لم تكن الأمور تسير فيها بالشكل الصحيح. وهنا شاهدنا لاعبة تألقت بقوتها القيادية وقامت بتحفيز الفريق ولم تكن ربما بارزة في الصورة بالنسبة لي. وبناءاً على هذه التجارب اخترت كذلك هيكل فريقي." أُجبرت الفائزة باللقب العالمي 2003 وبالبطولة الأوروبية ثلاث مرات على التخلي على ثلاث لاعبات محوريات بعدما أعلنت ميلاني بيرينجر وساسكيا بارتوسياك وأنيكه كران اعتزالهن اللعب للمنتخب الألماني. لكن ماذا يعني ذلك لفريق جونز؟ أجابت قائلة "عندما وضعت تصوري الكروي قبل الألعاب الأوليمبية كنت قد طرحت هذا السؤال: ما هو الدور الذي ستضطلع به اللاعبات المتمرسات؟ وفكرت فيما يمكن أن يفعله المرء في تحقيق تحول كامل. وهنا فقدت إمكانية اتخاذ القرار بعد اعتزال هؤلاء اللاعبات." مرجع للآخرين بعد البطولة الأوليمبية أخرجت فلسفتها الكروية إلى العلن وكشفت بوضوح المنحى التي ستتخذه رحلتها مع الكتيبة الألمانية. أن نكون مرجعاً للآخرين ونرسم الإتجاهات الكروية الجديدة هو شعار ابن الثالثة والأربعين كما أفصحت عن ذلك بقولها "سئلت كثيراً عن الفريق الذي نتخذه مرجعاً لنا. وهنا أقول أننا نريد أن نرسم الإتجاهات الجديدة. نريد أن نكون الفريق الذي تتطلع إليه الفرق الأخرى وتقول عنه: هذا النموذج مناسب لنا في الهياكل وإعداد الناشئات والتدريب. إنهن يعلبن كرة متغيرة وجذابة ومنظمة جداً في الدوري الألماني الممتاز والمنتخبات النسائية. لا نقيس أنفسنا بالأمريكيات أو الفرنسيات، بل ينبغي عليهن أن يتطلعن لمحاكاتنا. على لاعباتي أن يدركن جيداً أيضاً أنه يجب ألا يكن متحفظات لأنهن يعتبرن من أفضل اللاعبات في العالم. هذه هي فلسفتي وهكذا أحاول أن أجعل لاعباتي قويات." هذا كلام صريح يبرز أن جونز لا تخاف إطلاقاً سد الفراغ الذي تركته نايد. وهي لا تريد أن تتم مقارنتها بالمدربة المتوّجة مرتين أفضل مدربة FIFA في العالم لكنها تطمح لتقديم بصمتها الخاصة كما فعلت من قبل عندما كانت رئيسة لجنة التنظيم المحلية لنهائيات كأس العالم للسيدات 2011 FIFA. وعلّقت في هذا السياق "على غرار فرانز بيكنباور الذي قيصر لجنة التنظيم المحلية لبطولة العالم 2006، تم اعتباري أولا عندما كنت رئيسة للجنة التنظيم المحلية لبطولة العالم للسيدات 2011 بمثابة نسخة نسائية لبيكنباور، تغيرّت بعدها تلك النظرة وأصبحت شتيفي جونز التي وضعت هناك بصمتها الخاصة. وهذا ما أتمنى أيضاً أن يحصل لي الآن. أنا في الوقت الحالي أعتبر خليفة سيلفيا نايد وآمل أن يقال لاحقا: إنها شتيفي جونز." "أتمنى لو توّجت مرة أفضل لاعبة في العالم" بالنسبة لجونز ليس صدفة على الإطلاق أن تكون نايد ضمن القائمة النهائية للمرشحات الثلاث للفوز بجائزة أفضل مدربة في صنف كرة القدم للسيدات بل تستحق في نظرها استلام الجائزة في نهاية المطاف. وأكدت بهذا الخصوص "من الواضح بالنسبة لي أن سيلفيا الفائزة بالذهب الأوليمبي هي المدربة الأفضل. إنه إنجاز عظيم أن يحقق المرء الميدالية الأوليمبية الذهبية." من العظيم أيضاً بالنسبة لجونز أن يتم تخصيص العديد من الجوائز لكرة القدم للسيدات في حفل توزيع جوائز The Best لكرة القدم من FIFA خاصة من أجل تحقيق المزيد من الدعم والإنتشار. ولقد أوضحت قائلة "هنا بالضبط تمكنت سيلفيا أيضاً من أن تصبح أول مدربة يتم اختيارها أفضل مدربة في العالم. أجد أنها جائزة مهمة للغاية، ليس فقط على مستوى كرة القدم للفتيات والسيدات، لكن أيضاً فيما يخص تقدير الجهود المبذولة، فالمدربون والمدربات يقومون بعمل عظيم في الأندية والمنتخبات، وكذلك اللاعبات يقدمن الكثير." ثم ختمت حديثها بالقول "هذه الجائزة مهمة للغاية وتعتبر تقديراً عظيماً. أعرف أن الجميع يشعر بفخر كبير عند الفوز بجائزة كهذه. كنت أتمنى لو توّجت مرة أفضل لاعبة في العالم. شعرت دائماً بالخيبة لأنني لم أتمكن من تحقيق ذلك كمدافعة. وفي جميع الأحوال، أكون دائماً مسرورة للاعبين واللاعبات والمدربين والمدربات الذين يتوّجون بتلك الجوائز." ومن يعلم، ربما تنجح شتيفي جونز بصفتها مدربة أن تحقق ما عجزت عن تحقيقه عندما كانت لاعبة وترى في المستقبل اسمها ضمن قائمة المرشحات.

مشاركة :