قالت رئاسة الجمهورية في مصر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعهد خلال اجتماع أمني مصغر عقده صباح الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2016، بضبط مرتكبي التفجير الذي وقع في كنيسة ملحقة بمقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في مصر الأحد وأودى بحياة 24 شخصاً، وتقديمهم للعدالة. وبالتزامن مع هذا الاجتماع ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس صلاة الجنازة على ضحايا التفجير الذي استهدف المصلين أثناء قداس الأحد الصباحي في الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية في حي العباسية، وأسفر أيضاً عن إصابة 49 شخصاً. وقطع البابا تواضروس الأحد زيارة لليونان بعد وقوع التفجير الذي أثار إدانة دولية ومحلية واسعة. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن السيسي عقد اجتماعاً أمنياً مصغراً "لمتابعة الموقف الأمني في ضوء الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف أمس الكنيسة البطرسية بالعباسية." وأضافت أن الاجتماع عقد بمشاركة رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الدفاع صدقي صبحي ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار ومدير إدارة المخابرات الحربية ورئيس هيئة الأمن القومي ورئيس جهاز الأمن الوطني. وجاء في بيان صدر في وقت لاحق أن السيسي أكد خلال الاجتماع "على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل سرعة القبض على مرتكبي الحادث وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت.. مؤكداً على أن الدولة عازمة على القصاص لضحايا هذا الحادث من المصريين الأبرياء." وأضاف البيان أن السيسي اطلع "على تقرير حول الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة وقوات الشرطة لمكافحة العناصر والخلايا الإرهابية في مختلف أنحاء الجمهورية وترسيخ الأمن والاستقرار فيها." صلاة الجنازة وأقيمت صلاة الجنازة في كنيسة بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة واقتصرت المشاركة فيها على أسر القتلى وعدد من رجال الدين المسيحي وعدد من الشخصيات المسيحية البارزة. وكان أغلب القتلى من النساء. وأظهر بث تلفزيوني للصلوات البابا تواضروس وهو يقف أمام نعوش القتلى ويتلو صلوات على أرواحهم وبدت عليه علامات الحزن الشديد وظهر أكثر من مرة وهو يبكي مطأطئ الرأس وقد استند بيديه على عصاه. وقال البابا تواضروس في كلمة للمشاركين في صلاة الجنازة إن "المصاب يا أحبائي ليس مصاباً للكنيسة ولكن مصاب لكل للوطن ولكل مصر." وأضاف أن "الذي يفعل هذا لا ينتمي لمصر على الإطلاق، حتى ولو كان على أرضها لا ينتمي إليها ولا أرضها ولا حضارتها." والأحد دعا بابا الأقباط الأرثوذكس الشعب المصري إلى الحفاظ على وحدته بعد الحادث. جنازة رسمية ومن المقرر أن تعقد جنازة رسمية للقتلى يشارك فيها السيسي والبابا تواضروس وعدد من المسؤولين في وقت لاحق اليوم. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن التفجير وهو الأكبر من نوعه والأحدث في سلسلة هجمات وقعت منذ إطاحة الجيش بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي. وقتل 6 من رجال الشرطة بينهم ضابطان الجمعة في انفجار بمدينة الجيزة المجاورة للعاصمة المصرية. وأعلنت جماعة تسمي نفسها حركة سواعد مصر (حسم) مسؤوليتها عن هجوم الجيزة. وقتل أيضاً مدني وأصيب ثلاثة رجال شرطة في انفجار عبوة ناسفة في محافظة كفر الشيخ في شمال البلاد في نفس اليوم.
مشاركة :