نجح مستشفى دبي التابع لهيئة الصحة في دبي، في استئصال ورم سرطاني من كلية مريضة مع الحفاظ على الكلية ، وذلك عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد، وفي عملية جراحية دقيقة جداً ومعقدة ، وفريدة من نوعها حيث أجرى الطاقم الطبي العملية بنجاح، اعتماداً على مجسم ثلاثي الأبعاد، تمت طباعته في الخارج، وهو يحاكي حالة المريضة وما أظهرته صور الأشعة والتحاليل الطبية . وهذه العملية وإن تشابهت مع عمليات جراحية أخرى في دول متقدمة، إلا أنها فريدة من نوعها، حيث وصلت الجراحة فيها إلى أقصى درجات التعقيد، بسبب عدم ظهور الورم السرطاني على سطح الكلية، ولوجوده في لب الكلية نفسها، وعلى مقربة من الشريان الرئيس لها وفي المنطقة الخلفية للكلى، وهو ما كان يحتم على أي جراح استئصال الكلية، غير أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مكنت الطاقم الطبي برئاسة استشاري جراحة المسالك البولية في مستشفى دبي الدكتور ياسر السعيدي، من استئصال الورم السرطاني العميق، مع الحفاظ على كلية المريضة. وكشفت الهيئة عن تفاصيل العملية الجراحية، خلال مؤتمر صحفي، عقدته صباح اليوم، و حضره رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي حميد محمد القطامي، حيث قدم الدكتور ياسر السعيدي المعلومات الكاملة وتفاصيل إجراء العملية بداية من تشخيص حالة المريضة وهي في العقد الرابع من عمرها، وحتى دراسة إمكانية إزالة الورم السرطاني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ، والتي تم التواصل من أجلها مع كبرى المؤسسات الأمريكية المتخصصة، لطباعة صور الأشعة ونتائج التحاليل، بهذه التقنية الأكثر حداثة في العالم . وقال القطامي بهذه المناسبة إن هيئة الصحة بدبي ملتزمة بتوجهات إمارة دبي ومبادرة مسرعات المستقبل، التي أمر بتنفيذها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، موضحاً أن استعانة صحة دبي بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يمثل مساراً مهماً ضمن مسارات المسرعات التي تعمل عليها الهيئة، ضمن استراتيجية طموحة لتطوير القطاع الصحي، والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة . ونوه بأن توجه الهيئة في مجال تقنية ثلاثية الأبعاد سيظل مفتوحاً على جميع التخصصات الطبية، بما يمكن أطباء هيئة الصحة من وضع بصمة خاصة للعمليات الجراحية الكبرى والدقيقة، وتحقيق المزيد من النجاحات، في الوقت نفسه أشار إلى تبني الهيئة حزمة من برامج التدريب والتنمية المهنية، من أجل مساعدة الأطباء ودعم جهودهم في استخدام هذه التقنية بالشكل الأمثل . وقال الدكتور ياسر السعيدي : إن التقنيات الحديثة ساعدت كثيراً في تقدم العلوم والممارسات الطبية، وأصبحت لها الدور الرئيس، في سعادة الأفراد، الذين بات بإمكانهم الإطمئنان إلى مجريات العمليات الجراحية التي يتقدمون إليها، وهو ما حدث بالفعل مع مريضة الكلى، التي قدمنا لها شرحاً وافياً عن خطوات العملية وبساطتها من خلال المجسم المطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، كما أن المجسم نفسه ساعد الطاقم الطبي، في محاكاة العملية قبل تنفيذها، والتعرف إلى أفضل السبل لاستئصال الورم السرطاني العميق، مع الاحتفاظ بكلية المريضة ، التي أكد أن حالتها مستقرة . ومن جانبه ذكر مدير المكتب التنفيذي للتحول التنظيمي الدكتور محمد الرضا، أن الهيئة لم تدخر وسعاً في الحصول على مجسم الكلى، وأنها تواصلت مع الطاقم الطبي الذي أجرى العملية، ومن ثم تم التنسيق مباشرة مع واحدة من أهم المؤسسات العالمية المتخصصة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد ( الطبية )، كما تم تزويدها بصور من الأشعة ونتائج التحاليل ، للوصول إلى المجسم المطلوب، الذي يماثل الكلى والورم السرطاني، وهو ما ساعد كثيراً في كفاءة العملية الجراحية، وأسهم في نجاحها .
مشاركة :