خلف الأبراج الشاهقة والأبنية اللامعة في دبي الكثير من القصص التي يحملها العمال الذين شاركوا في بنائها وتشييدها، فلكل عامل ترك منزله وأهله قصته مع دبي، المدينة التي احتضنته، وفتحت أبوابها له، وغيرت حياته. وهذا ما سعت الفنانة الإماراتية، أسماء خوري، إلى إبرازه من خلال عملها ومشروع تخرجها الذي حمل عنوان «انظر خلفهم»، إذ يحمل المشروع 25 قصة، من قصص العمال الذين يعملون في البناء، حيث عمدت خوري إلى التحدث معهم، وتبديل خوذهم القديمة، بخوذ جديدة تقدمها لهم، ثم قامت بتسجيل صوتهم ليروي تفاصيل حياتهم عبر الحساسات الموضوعة بالقرب من الخوذ، إذ ينطلق الصوت بمجرد الاقتراب من الخوذة. الفنانة الإماراتية أسماء خوري تحدثت عن مشروعها لـ«الإمارات اليوم» فقالت «أردت أن أستمع لصوت العمال، وأن أعرض قصصهم، فالبعض لا ينظر إلى حكاياتهم والأسر التي تنتظرهم، فهم عمال، وحياتهم صعبة، وتحمل الكثير من المشقات، وعلى الرغم من أن معظمهم من الدول نفسها، إلا أن لكل عامل قصته المختلفة»، وأضافت «أخذت من كل عامل خوذته، وقدمت إليه خوذة جديدة بدلاً عن القديمة، وفي كل خوذة يوجد جهاز تسجيل، يعمل عبر حساسات للحركة، لألفت النظر إلى حياتهم، لأننا نلتفت إلى أنهم عمال، وينسى البعض أحياناً أن يلتفت إليهم كبشر لهم قصصهم وحياتهم وحكاياتهم». خوري أشارت إلى أنها قابلت 25 عاملاً في دبي، وفي مناطق متعددة، في مردف، وجميرا، والمنارة، والراشدية، والجافلية، وعادة يكون فيها عمال يعملون على مشروعات في الشوارع أو مشروعات بنائية. وأوضحت أن المشروع استغرق منها نحو ستة أشهر، وفي البداية واجهت صعوبات في أخذ موافقتهم على الحديث، فكانوا يترددون في الكلام، لكن منهم من تحدثت إليه بلغتهم التي تتقنها، فباتوا أكثر طلاقة بلغتهم الأم. ومن القصص التي أثرت فيها، حين قابلت أحد العمال الذي يصغرها سناً، وظروفه صعبة كثيراً، الأمر الذي جعلها تضع نفسها في مقارنة مع وضعه، ووجدت أن هناك الكثير من النعم في حياتنا ولا نعرف قيمتها. لمست خوري خلال عملها الكثير من الصعوبات، إذ نظرت إلى تفاصيل حياة العمال، فهم يواجهون الكثير من المشقات في عملهم اليومي، لكن هذا الجانب بارز لكل الناس، ولهذا لم تركز عليه في مشروعها، بل أرادت التركيز على جوانب حياتهم الشخصية، التي تعد مجهولة بالنسبة للكثيرين. ورأت أن الدعم للعرض ولتقديم الأعمال هو النقطة الأساسية المهمة بالنسبة للمتخرج حديثاً، لاسيما أنه بعد التخرج يجد الفنان الكثير من الاختلاف بينه وبين الموجودين في سوق الفن، ويحتاج إلى من يساند خطواته الأولى. وهنا بعض شهادات العمال الذين التقتهم خوري: للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.
مشاركة :