واشنطن (وكالات) أعلن البيت الأبيض أمس دعمه إجراء تحقيق في الكونجرس حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، مؤكداً أن للمشرعين «مسؤولية خاصة» للتحقيق في هذه القضية. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست «ندعم منذ وقت طويل مبدأ أن ينظر الكونجرس في هذه المسألة. هناك ما يبرر بالتأكيد» ذلك. ورفض تشكك الرئيس المنتخب دونالد ترامب إزاء دور موسكو قائلاً: «لست بحاجة إلى تصريح أمني لمعرفة من استفاد من النشاط الروسي الخبيث على الإنترنت». ولا يزال ترامب يرفض فكرة أن تكون روسيا فلاديمير بوتين تدخلت في الانتخابات لصالحه، في حين يطالب مشرعون من الجمهوريين والديموقراطيين بإجراء تحقيق برلماني واسع حول دور موسكو. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي اي ايه قد استنتجت في تقرير سري كشفته الجمعة الماضي صحيفة «واشنطن بوست» أن روسيا تدخلت من خلال القرصنة الإلكترونية في الحملة الانتخابية لغرض محدد هو مساعدة ترامب لانتخابه، وليس من أجل عرقلة إجراء الانتخابات. لكن ترامب، يرفض بشدة هذه الاستنتاجات، طاعناً في سمعة جهاز الاستخبارات الذي شوهت سمعته التقارير الخاطئة بعد 11 سبتمبر 2001 حول وجود روابط بين صدام حسين وتنظيم القاعدة. وقد أعلن ترامب ذلك مراراً في مقابلات، ومجدداً على تويتر صباح أمس. وكتب في تغريدة: «هل يمكنكم أن تتخيلوا لو أن النتائج معكوسة، وإذا حاولنا اللعب بورقة روسيا وسي آي ايه؟ سيعتبرون أن هذه نظرية المؤامرة. سيكون من الصعب جداً تحديد من قام بذلك إلا إذا تمكنتم من ضبط القراصنة أثناء عملهم فعلياً. لماذا لم يتم نشر ذلك قبل الانتخابات»؟. من جهة أخرى، اختار ترامب أمس الجنرال المتقاعد جون كيلي لتولي وزارة الأمن الداخلي، ليصبح بذلك الجنرال الثالث في الإدارة المقبلة والتي سيتولى في إطارها حماية الحدود. واعتبر ترامب في بيان أن هذا الجنرال السابق في البحرية (66 عاماً) «هو الشخص المناسب للقيام بالمهمة العاجلة التي تقضي بوقف الهجرة غير الشرعية وتوفير أمن حدودنا». وبشأن تايوان، وجهت بكين أول تحذير واضح أمس من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة غداة تصريحات لترامب هدد فيها بتغيير مسار 40 عاماً من العلاقات الصينية-الأميركية، متطرقاً إلى احتمال استئناف علاقات رسمية مع تايوان. وأعربت الحكومة الصينية عن «قلقها البالغ» من تصريحات ترامب عن إمكانية تراجع واشنطن عن دعم سياسة الصين الواحدة إذا لم تقدم بكين تنازلات حول التجارة وقضايا أخرى. وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شانغ من أن في حال تراجع واشنطن عن التزامها بمبدأ الصين الواحدة، فإن «النمو الصحي والمطرد للعلاقات الصينية الأميركية، بالإضافة إلى التعاون الثنائي في مجالات كبرى، سيصبح غير وارد». وكان ترامب قد خرق في اتصال مع رئيسة تايوان قبل 10 أيام، أحد مبادئ الدبلوماسية الأميركية منذ 40 عاماً. فمنذ 1979، ولتجنب إغضاب الصين، لا يجري أي رئيس أميركي يمارس مهامه أو منتخب اتصالاً مباشراً برئيس تايواني، بينما تدافع واشنطن عن مبدأ «الصين الواحدة».
مشاركة :