النفط يختبر 58 دولاراً لأول مرة منذ 2015

  • 12/13/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت أسعار النفط بما يصل إلى 6.5 % لتسجل أعلى مستوياتها منذ عام ونصف العام، أمس، بعدما توصلت أوبك ومنتجون آخرون إلى أول اتفاق منذ عام 2001 لخفض مشترك للإنتاج، بهدف كبح تخمة المعروض في الأسواق العالمية، ودعم الأسعار. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت بواقع 2.38 دولار إلى 56.72 دولار للبرميل، بعد أن سجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 57.89 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ يوليو/ تموز 2015. ويزيد السعر 50 في المئة عنه قبل عام ليسجل أعلى زيادة سنوية منذ سبتمبر/ أيلول 2011. وزاد خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 2.46 دولار، ليسجل 53.96 دولار للبرميل. وقال جولدمان ساكس نعتقد أن التزام 11 عضواً في أوبك و11 منتجاً من خارج المنظمة بخفض الإنتاج أمر ضروري للاستمرار في دعم أسعار النفط وصولاً إلى مستوى توقعاتنا لسعر خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط في النصف الأول من 2017 عند 55 دولاراً للبرميل. وتابع هذا التوقع يعكس خفضاً فعلياً بقيمة مليون برميل يومياً مقابل الخفض المعلن بقيمة 1.6 مليون برميل يومياً، لذا فالالتزام الأكبر بالتخفيضات المعلنة يمثل مخاطرة على الجانب الصعودي لتوقعاتنا. تأجيل اجتماع بوتين وعلى صعيد متصل، قال مصدر في قطاع النفط، إن اجتماع لجنة الطاقة وكبار منتجي النفط في روسيا برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين المقرر عقده في 19 ديسمبر/ كانون الأول تأجل مجدداً، ولم يتضح على الفور السبب وراء تأجيل الاجتماع. وكان من المتوقع أن تناقش لجنة الطاقة - وأمينها إيجور ستشين، وهو حليف لبوتين منذ فترة طويلة ويرأس أيضاً شركة روسنفت أكبر منتج للنفط في روسيا - تنفيذ خفض إنتاج روسيا من الخام بواقع 300 ألف برميل يومياً، وهو ما اتفقت عليه موسكو مع منظمة أوبك، يوم السبت. وستشين يعرف بمواقفه المناوئة لأوبك، وقال مراراً إن المنظمة فقدت تأثيرها العالمي، نظراً لطفرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. وقالت لوك أويل ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، إنها مستعدة لخفض إنتاجها بموجب الاتفاق العالمي. وقالت تاتنفت، وهي منتج كبير آخر في البلاد إنها ستخفض إنتاجها من الخام بواقع 20 ألف برميل يومياً في 2017. روسيا والعراق يخفضان الإنتاج نقلت وكالة إعلام روسية عن نيل ماجانوف الرئيس التنفيذي لشركة تاتنفت الروسية لإنتاج النفط، قوله: إن الشركة ستخفض إنتاجها النفطي بواقع 20 ألف برميل يومياً في 2017، في إطار اتفاق روسي مع دول أوبك على تقليص إنتاج النفط. ومن جانبه، ذكر وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، أن بلاده ملتزمة بخفض إنتاجها النفطي، امتثالاً لاتفاق عالمي لدعم الأسعار، مضيفاً أنه رغم ذلك واثق في أن العراق ثاني أكبر منتج في أوبك لديه القدرة على زيادة إنتاجه في السنوات القادمة. وأضاف الوزير أن العراق يدرس عدة خيارات لتطبيق الخفض بما في ذلك تقليص الإنتاج من حقول نفط كركوك، وحقول الجنوب التي تطورها شركات نفط كبرى أو الإنتاج في مناطق أخرى تديرها الحكومة. وقال اللعيبي: إن التخفيضات ستهدف إلى الوصول للأرقام التي جرى الاتفاق عليها مع أوبك، لكن فيما يخص مناطق الخفض فإن هناك خيارات عدة على الطاولة. وفي الشهر الماضي، اتفقت أوبك على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2017، وستخفض بغداد إنتاجها بنحو 200 ألف برميل يومياً إلى 4.351 مليون برميل يومياً، وطالب العراق بإعفائه من قيود أوبك نظراً لحاجته إلى دخل النفط، لمحاربة داعش. وقال اللعيبي: إن وزارته تخوض مناقشات مع الشركات الأجنبية التي تشغل الحقول العملاقة في جنوب العراق، لتنفيذ بعض التخفيضات خلال فترات الصيانة المجدولة. وفي نفس السياق، قال مصدران استناداً لمخطط أولي، إن العراق -ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك - يعتزم تصدير نحو 3.5 مليون برميل يومياً من النفط من خام البصرة من الموانئ الجنوبية في يناير/ كانون الثاني. وبحسب بيانات رويترز، فإن حجم الصادرات المزمع هو أعلى مستوى منذ يونيو/ حزيران. وأضاف المصدران أن صادرات يناير/ كانون الثاني ستشمل نحو 2.6 مليون برميل يومياً من خام البصرة الخفيف، و903 آلاف برميل يومياً من خام البصرة الثقيل. التقارب السعودي الروسي وعلى صعيد متصل، أكد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، أن دولاً خارج منظمة أوبك أصبحت شريكاً أساسياً للمنظمة في كل قضايا الإنتاج والاستثمار، ودعم استقرار سوق النفط، مشيراً إلى أن التقارب السعودي - الروسي أعاد التوازن للسوق. وأعلن الفالح أن السعودية ستتولى رئاسة منظمة أوبك اعتباراً من يناير/كانون الثاني المقبل، وستقوم بدعوة المنتجين خارج المنظمة لأول مرة إلى المشاركة في الاجتماع الوزاري 172 لدولها الأعضاء في 25 مايو/أيار المقبل. وأضاف الفالح في تصريحات صحفية، أن التقارب السعودي - الروسي سهّل كثيراً من تحرك المنتجين معاً لاستعادة التوازن والاستقرار في سوق النفط الخام. وأشار الفالح إلى أن السعودية ستبذل أقصى جهدها لاستعادة الاستقرار في السوق، وتنشيط الاستثمارات على المدى الطويل، خاصة أن تهاوي الأسعار في الفترة الماضية أدى إلى صعوبات اقتصادية واجهت أغلب المنتجين، ما فرض على أوبك التدخل في السوق لتقييد المعروض، بهدف الإسراع في تحقيق التوازن بين العرض والطلب. وقال الفالح: إن الثقة بين السعودية وروسيا تنمو بخطوات متلاحقة، ولا يعنى الأمر التوافق الكامل، لكن نأمل أن يسهم نمو الثقة والتعاون بين الجانبين في رواج الصناعة بشكل عام. كازخستان تخفض رمزياً ومن جانبه، قال وزير الطاقة الكازاخستاني كانات بوزومباييف، أمس الاثنين، إن خفض إنتاج بلاده النفطي بواقع 20 ألف برميل يومياً في إطار اتفاق عالمي لمنتجي الخام سيكون رمزياً، مقارنة مع إنتاج نوفمبر/ تشرين الثاني القياسي البالغ 1.7 مليون برميل يومياً، وأبلغ الوزير الصحفيين أن كازاخستان لن تضع قيوداً على إنتاج أكبر حقولها النفطية كاشاجان وكاراشجاناك وتنجيز، وأنها بدلاً من ذلك ستؤجل التوسع في حقلين صغيرين وتعتمد على الانخفاض الطبيعي في إنتاج حقول أخرى. وامتنع الوزير عن ذكر أسماء الحقول التي ستسهم في خفض الإنتاج. وتوصلت منظمة أوبك ومنتجون من خارج المنظمة بما في ذلك كازاخستان، يوم السبت، إلى أول اتفاق منذ عام 2001 لخفض مشترك لإنتاج النفط بهدف تقليص تخمة عالمية بعد أكثر من عامين من انخفاض الأسعار. كانت كازاخستان قد رفضت في السابق فكرة خفض إنتاجها الذي تراجع بالفعل على مدى ثلاث سنوات على التوالي. لكن في الشهر الماضي قفز إنتاج النفط في الجمهورية السوفيتية السابقة مع بدء الإنتاج من حقل كاشاجان الإنتاج التجاري بمعدل 120 ألف برميل يومياً.(رويترز ووكالات) إنجاز تاريخي قال بيرت وكيرينك، مدير أنظمة التشغيل في شركة كيوا للغاز في هولندا، إن تجاوب المنتجين مع دعوة أوبك لخفض الإنتاج هو بالفعل إنجاز تاريخي غير مسبوق، وسيكون له انعكاسات واسعة على سرعة تعافي الأسواق وتوازن العلاقة بين العرض والطلب والأكثر من ذلك حدوث رواج وانتعاش مرتقب في مستوى الاستثمارات النفطية. ونوه إلى أن نجاح اتفاق الجزائر ثم الاجتماع الوزاري في فيينا كان مؤشراً وحافزاً على تحقيق نجاح مماثل على مستوى المنتجين المستقلين. وأشار إلى أن هذه التطورات الإيجابية أسست لمرحلة جديدة من التعاون بين المنتجين ستسهل التوافق على كثير من القضايا الخاصة بتنشيط واستقرار الأسواق، كما أنها تقضي على آثار مرحلة سابقة سلبية هيمنت فيها المنافسة الشديدة على الحصص السوقية على أجواء السوق.

مشاركة :