تحصين الشباب والأفكار الضالة والمخدرات !

  • 3/26/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لعل الحقيقة التي تفرض نفسها على سطح الواقع هي أن بلادنا تمتلك خلفية تاريخية ومكانة مرموقة لا تجاريها أي دولة أخرى.. فهي تمتاز بخواص تمنحها شرف الريادة.. نعني بذلك جذورها الممتدة في تربة التاريخ كحاضن وأمين وراعٍ للمقدسات الحرمين الشريفين قبلة المسلمين.. ولا أحد يستطيع أن يماري في هذه الحقيقة إلا أولئك الذين يحاولون جاهدين أن يحجبوا ضوء الشمس بغربال.. لقد فاض فضل هذه البلاد على الكثير من الشعوب ومن الدول الإسلامية.. إذ كانت حاضرة في كل الكوارث.. تلبي الجانب الإنساني وتقدم العون والدعم للمتضررين.. تلك حقائق لا يستطيع أحد أن يراهن على زيفها إلا من هو ضال أو مغرض أو في نفسه مرض. بلادنا واستهدافها من قبل الأشرار: قراءة متأنية وصادقة وأمينة ونزيهة للواقع المعاش في هذه الأيام لا يكاد ينكر حقيقة أن السعوديين يعيشون في معظمهم في كبد الحياة الكريمة.. الأمر الذي يغبطهم عليه الأصدقاء ويحسدهم عليه الأعداء.. ونقطة جوهرية أخرى واضحة المعالم هي بعد المملكة عن المخادعة، وإنما هي تعلن رأيها بصراحة ووضوح.. وضوح الشمس في رابعة النهار.. الأمر الذي حمل ضعاف النفوس ومن الذين لا يحسنون صنعا إلى الاجتهاد في حبك المؤمرات الرخيصة والدسائس والافتراءات التي تغالط الحقائق.. فضلا عن اتخاذ مسالك يندى لها الجبين بعيدة عن الدين وعن الأخلاق وعن الإنسانية من أجل نفث سمومهم وأحقادهم.. ولعل أقرب الصور ما شهدناه يوم الأحد الماضي على شاشات القنوات المرئية.. والذي جسد الجهد المبارك والكريم لأولئك الذي لا تنام أعينهم.. لتكون عيون ساهرة تحرس مقدساتنا وجميع مقوماتنا مما أفاء الله به علينا.. وتحمي رصيدنا للمستقبل أبناءنا وفلذات أكبادنا.. لقد كانت الصورة بكل أبعادها تكفي لفضح النوايا الرخيصة استهدافا لشبابنا الذين هم عماد المستقبل وأدوات بناء النهضة.. لقد كانت الإشارة إلى مبلغ الملياري ريال قيمة المخدرات التي حاولوا إدخالها إلى بلادنا كافية لتجسيد مدى تلك الهجمة الشرسة ( ولكن أعين الله لا تنام). تحصين الشباب ضد هذه الآفات: لقد أحسن خالد الفيصل وزير التربية والتعليم عندما أشار إلى ضرورة تحصين الشباب ــ ذكورا وإناثا ــ ضد هذه الشرور.. وهي دعوة لباها الكثير من أولياء الأمور ومن أفراد المجتمع.. فالأمر ــ كما يقولون ــ جلل، ولا بد أن ترتفع درجة الانتباه والاهتمام لبناء سياج يرفع كفاءة الفهم والإدراك ويفتح الآفاق أمام النشء ليثقفهم ويخاطب غرائزهم ويقر في قناعاتهم الفهم الصحيح.. بأن الأفكار الضالة والمخدرات كل تلك قنابل موقوتة من شأنها أن تدمر هذه الكيانات وبسرعة مذهلة. اعرف عدوك: هذه الحقيقة يجب أن لا تغيب عن بال كل مواطن غيور ومخلص يميز الخبيث من الطيب.. فنحن نعيش في كنف كثير من المؤمرات والنوايا السيئة وما يحاك لنا في الخفاء وعلى وجه العلن (فكل ذي نعمة محسود).. ولعل ذلك يرسم البعد الحقيقي لفشل تلك الدول في أن تحقق لشعوبها الكرامة والعيش الرغد.. وفوق ذلك تقتطع من مدخراتهم ما يمكنها من تحقيق أهدافها الشريرة ورغباتها المكبوتة.. تجري وراء خيالات وأوهام تريد بها الخروج على السنن الكونية.. فهي تعاني من جفاف الإيمان وضعف الفكر وعدم القدرة على الخلق والإبداع والإنتاج وتوفير الحياة الكريمة من خلال الأمانة على مقدرات الشعوب وإنفاقها على الوجه الذي يؤمن لكل فرد حقه.. ولكن السعي المكشوف لمحاربة الدول الناجحة ومحاولة وقف زحفها المقدس نحو المستقبل الكريم. أحسب أن الله معنا وأنه يدافع عن الذين آمنوا، إذ إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما.. لا نامت أعين الجبناء.. حقيقة تفرض على كل مواطن سعودي أن يكون جنديا يضع يده في يد الدولة لنكون جميعا حراسا للأمن ولكل هذه المكتسبات وأن نكون أمناء على هذه المقدسات التي شرفنا بها الله.. فليرحم الله فلذات الأكباد الذين ضحوا بأرواحهم درعا واقيا للوطن، وندعو الله أن يحتسبهم عنده من الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

مشاركة :