احتفلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أمس (الأحد)، بالمناسبة الـ60 منذ تأسيسها، إذ تعتبر المنظمة الأممية الأشهر في العالم، خصوصاً الأطفال في المناطق المنكوبة. وتأسست الـ«يونيسيف» في العام 1946 عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، لتقديم الإغاثة الإنسانية للأطفال الأوروبيين، وتوفير الغذاء والكساء والرعاية الصحية لهم، لتمر بمحطات عدة، ورعت العديد من البرامج والمشروعات. وذكر موقع «هافنغنتون بوست» نبذة تاريخية عنها، وأهم إنجازاتها خلال الفترة الماضية. حصلت الـ«يونيسيف» على عضويتها الدائمة في الأمم المتحدة العام 1953، لتطلق بعدها حملة ضد الداء «العليقي» الذي أثر على ملايين من الأطفال، بفعل الانكماش الاقتصادي العالمي، وتراجع المساعدات الإنمائية، وقامت بتوفير خدمات صحية تتضمن عقار البنسلين المطلوب للعلاج. واعتمدت المنظمة الأممية إعلان حقوق الطفل العام 1959، والذي يحدد حقوق الأطفال في الحماية والتعليم والرعاية الصحية والمأوى والتغذية الجيدة، لتحصد جائزة نوبل للسلام في العام 1965، على ما أنجزته لحل قضايا التغذية والصحة والتعليم والأسرة وجهودها في إغاثة الأطفال ورعايتهم وتعليمهم حول العالم. على رغم عقود من العمل الإنساني للمنظمة، وبحلول العام 1980 كان حوالى 15 مليون طفل يموتون سنوياً لأسباب يمكن منعها في هذا الوقت، بدأت المنظمة ثورة إبقاء الطفل على قيد الحياة، عبر تحصين الأطفال في مناطق الصراعات، والاهتمام بالأطفال والنساء في مناطق الحروب، بعد أن وجدت المنظمة أن فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز بدأ ينتشر بشكل ملحوظ في هذه المناطق. وأصبحت اتفاقية حقوق الطفل، التي تم اعتمادها في العام 1990 من أكثر المعاهدات الدولية أهمية هذا الوقت، كما تم عقد مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل الذي شهد أكبر تجمع لقادة العالم من أجل هذه القضية. وعُقدت الدورة الاستثنائية التاريخية للجمعية العامة للأمم المتحدة لاستعراض التقدم المحرز الذي حققته المنظمة منذ انعقاد مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل في العام ذاته، ومن أجل إعادة تنشيط الالتزام العالمي تجاه حقوق الطفل. وتعمل الـ«يونيسيف» من أجل كسب تأييد القادة والمفكرين وصناع السياسات وإنشاء شراكات معهم، لزيادة فرص الأطفال في الحصول على حقوقهم، خاصة الأقل حظاً منهم. ولدى المنظمة تاريخ زاخر بالعمل مع قطاع الشركات، فهي تقوم بالتعاون مع الشركات المتعددة الجنسيات، والشركات الوطنية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم بتحديد وتصميم وتنفيذ التحالفات التي تهدف إلى خدمة أطفال العالم. يجري تمويل صندوق يونيسيف كُلياً من التبرعات، حيث تقوم المنظمة بتقديم مساعدات لأكثر من 150 بلداً وإقليماً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الحكومات الوطنية والشركاء الآخرين، من الحكومات، والمؤسسات، ووكالات الأمم المتحدة، والمؤسسات المالية الدولية والأفراد والشركات. وتساهم شراكاتها مع هذه المنظمات والأفراد في نجاح البرامج والمشاريع التي تتولى يونيسيف تقديم المساعدة لها. أصبحت يونيسيف الوكالة الرائدة في العالم في ما يتعلق بشؤون الأطفال، واليوم تعمل في أكثر من 190 بلداً، مع 126 مكتباً قطرياً، يقوم بعضها بخدمة دول عدة.
مشاركة :