بعد أربعة أسابيع تقريبا على بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة حلب، أعلن متحدث باسم الجيس السوري الإثنين أن المعركة وصلت مراحلها الأخيرة. قال اللواء زيد الصالح، رئيس اللجنة الأمنية في حلب، إن عملية الجيش السوري وحلفائه لاستعادة شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة في مراحلها الأخيرة، بعد انهيار دفاعات مقاتلي المعارضة يوم الاثنين، الأمر الذي تركهم في جيب صغير يتعرض لقصف مكثف. وقال اللواء في تصريحات لمجموعة من الصحفيين في حي الشيخ سعيد بعد انتزاع السيطرة عليه المعركة في شرق حلب لازم تخلص سريعا. يعني الوقت محدود جدا جدا لهم. إما الاستسلام أو الموت. وقالت مراسلة من رويترز في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة من المدينة، إن قصف مناطق المعارضة لم يتوقف لحظة أثناء الليل ووصفته بأنه الأعنف منذ أيام كما وصف مدني محاصر هناك الوضع بيوم القيامة. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من كل الأحياء على الجانب الشرقي من نهر حلب، بعد أن خسروا حي الشيخ سعيد في جنوب المنطقة التي يسيطرون عليها في معارك خلال الليل. وأظهر التلفزيون الحكومي جنودا في مناطق تسيطر عليها الحكومة وقد شرعوا في إطلاق النار في الهواء تعبيرا عن الاحتفال، بينما أطلق سائقو السيارات أبواق سياراتهم احتفالا بما اعتقدوا أنه نصر وشيك في حلب. مناشدات لتأمين ممرات آمنة وأطلقت منظمة الخوذ البيضاء للدفاع المدني وثلاث جماعات إغاثة أخرى محاصرة مناشدة يائسة للمجتمع الدولي من أجل ترتيب ممر آمن لنحو 100 ألف مدني عبر منطقة تمتد أربعة كيلومترات تسيطر عليها الحكومة. وقالت في بيان إذا بقينا فإننا نخشى على أرواحنا. ربما تؤخذ النساء إلى معسكرات ويختفى الرجال، ويواجه أي شخص معروف بأنه يدعم المدنيين الاعتقال أو الإعدام. وقال ناشطون واثنان من السكان داخل المنطقة المتبقية لمقاتلي المعارضة إن 79 مدنيا على الأقل أعدموا في منطقتي الفردوس والصالحين على أيدي مسلحين موالين للحكومة. وقال مدير الدفاع المدني عمار السلمو إن هناك ما يربو على 100 جثة، وإن هناك آخرين ربما ما زالوا على قيد الحياة تحت الأنقاض ولا يتسنى لأحد الوصول إليهم. واقترب الرئيس السوري بشار الأسد الآن من استعادة السيطرة الكاملة على حلب، التي كانت أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان قبل الحرب، وستكون أكبر مكسب له حتى الآن في الصراع المستمر منذ قرابة ستة أعوام. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من الصالحين، وهو أحد الأحياء التي سيطر عليها الجيش، أكواما من الحطام والمباني شبه المنهارة وجثثا ملقاة على الأرض، بالإضافة لبعض المدنيين الذين انتابتهم الحيرة وهم يحملون أطفالا أو حقائب وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين إن 728 من مقاتلي المعارضة ألقوا أسلحتهم على مدى الساعات 24 الماضية وتوجهوا إلى غرب حلب. وقالت إن 13346 مدنيا غادروا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب أثناء الفترة ذاتها. وقال المرصد إنه خلال أربعة أسابيع من حملة الجيش، قتل ما لا يقل عن 415 مدنيا بينهم 47 طفلا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من المدينة. وذكر المرصد أن 364 من مقاتلي المعارضة لقوا حتفهم في القطاع الشرقي. وقال إن قصف المعارضين لغرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة أدى إلى مقتل 130 مدنيا بينهم 40 طفلا وأصيب العشرات. فظائع ضد المدنيين وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإثنين، إن الأمين العام يشعر بالقلق من تقارير غير مؤكدة عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال في حلب. وأضاف المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان الأمين العام ينقل قلقه البالغ للأطراف المعنية، وقد كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية. وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخاص بسوريا يان إيغلاند على تويتر حكومتا سوريا وروسيا مسؤولتان عن أي انتهاكات، وكل الانتهاكات التي ترتكبها حاليا الميليشيات المنتصرة في حلب. فرانس24/ رويترز نشرت في : 13/12/2016
مشاركة :