الشارقة: علاء الدين محمود استضافت منصة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في الشارقة، أمس الأول في قاعة أحمد راشد ثاني الشاعرين: حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وخلود المعلا، في أمسية شعرية بمصاحبة عازف العود عمر قصاص. قدمت الشاعرين الأديبة والروائية مانيا سويد، في أمسية للغيم والمطر، للإبداع والشعر والموسيقى، لتتوفر فيها كل عناصر المتعة والدهشة، مطر يتساقط من سحائب قصائد الصايغ، بكل إبداعها الذي يهديك القصيد، ويكشف عن سحر البيان، ففي نصوصه يتمكن من اللغة، حتى يبدو وكأنه ساحر، فيكتب نصاً شعرياً متميزاً جريئاً، لكأن صاحبه يعلن في ثقة عن مسؤوليته عن النص، ثم يطالب الآخرين بمسؤولياتهم كشعراء ومتذوقين حقيقيين، في سبر غوره، فالأضداد تكاد تنمحي الفواصل بينها، ونستشف ذلك في جدلية الحياة والموت، أو الحب والموت، الحزن والفرح، لتكون النتيجة أن سبر غور نصوص الصايغ الثرية عملية تطلب مسؤولية معرفية مزدوجة في اللغة وفي الشعر، وقدم الصايغ في الأمسية نصوصاً وكأنها تقرأ لأول مرة، أو كأنها تحتاج إلى أن تكتشف في كل مرة، ومن النصوص التي قدمها في الأمسية أيلول، ومنها: يسافر أيلول أطول من كل شهر وحين يجيء يقيم طويلا وفي بعض أعوامه يستطيب الإقامة ستين يوماً وأكثر له ميزة بين أقرانه، فهو يمضي عميقاً إلى عادة المشي فجرا ويشرب ماء الصنابير كالبسطاء ويأخذ من أثر الصيف خبزاً وخمرا يكونان بعض مؤونته في الشتاء له مهنة الانتظار وقد أخطأ الناس أبراجهم برج أيلول جوزاء مستنفر وهواء برجه عودة الأصدقاء وشوق أميرة قلبي إلى المدرسة برج أيلول أن نتعشى معاً في البحيرة ثم نرد الشموع إلى أهلها في أعالي الجبل أن نصب على كأس آثامنا جدولاً من عسل وقرأ أيضاً : من الصعب أن تبدأ الجملة العربية بالاسم حتى ولو صنفت في القواعد اسمية أول القول: لا باب والافتتاح إعادة ما ينتهي في الوجود إلى أصله في العدم فيكون الكلام بلاداً وعائلة حين لا نلتقي يثب الفعل بين ممرات جملته ويسوق التهم. وبهمس يحاكي الغيم جاءت نصوص الشاعرة خلود المعلا، يتناثر حولها الورد والندى، فتقرأ لتنهل لنا من هنا ضيعت الزمن، وحدك، هاء الغائب، خاطر، مقاومة، لا جدوى، لغة البحر، حرة تماماً، طقوس، شتاء الجسد، والعديد من أعمالها التي وجدت لها حظاً في الترجمة والانتشار، ومن تلك النصوص: أريد أن أفهم لغة البحر/ لأنام طويلاً/ بين الجزر وبين المد وكذلك نص لا بد أن: لا بدَّ أن نحدق كثيراً في المرايا لنستدلّ علينا نملأ شقوق أرواحنا بتفاصيل الأشياء نطلّ على بعضنا نتبادل كؤوس المحبة لا بد أن نتلقف من تقذفهم الحياة في فم الشمس نبحث لهم ولنا عن غيمة ومن نصها حرة تماماً: أمارس شغفي بعرض السماء هكذا حرة تماماً أنظر من نافذتي الضيقة فأرى الكون كاملاً تنجلي أسراره الكبرى هكذا حرة تماماً. ومن قصيدتها أرق قرأت: وحين أدركت المعنى تحررت مارست طقوسي بانعتاق انطلقت نحو ذاكرتي بذراعين مفتوحتين تيقنت أن الصدق وريد المحبة وأن بمن هم مثلي يتحقق الكمال. وقرأت أيضاً: حاولت أن أحمي مخيلتي فتحت النوافذ الكون بدا محيطاً من أرق ودون أن أنتبه بدأت أنبش تفاصيلي بحدة أرسم أسئلة على شكل بيوت وتمضي الدقائق سريعاً لتعلن عن نهاية أمسية ماتعة حملت الإبداع والمتعة.. واختتمت بتكريم الروائية والأديبة مانيا سويد. مقدمة الأمسية من قبل اتحاد الكتّاب. عوالم مدهشة يأخذنا حبيب الصايغ في عوالمه المدهشة في نص أكثر من مدهش، وصفه بالصعب في الإلقاء والصعب في التلقي، وحمل اسم أسمّي الردى ولدي، نص مختلف وذو قيمة كبيرة، في تعقيداته قراءة غامضة لسر الحياة وأسرار الموت، نص لا يمكن أن نطلع عليه دون أن ننظر إلى الملحمة فيه، أو دون أن نعتبره نصاً فلسفياً وعميقاً: أحاولُ أنْ أتناولَ حبلَ وريدي بأيدٍ مواربةٍ ومحايدةٍ لونهُ أخضر أو بدا لي وَوِجهتُهُ وِجهتي وهو أستاذ قفزِ حواجزَ في ما بدا لذلك أدنيتُ منّي الرّدى.
مشاركة :