بندر بن خالد الفيصل: المثقف لم يتراجع لكن صوت الجهل ارتفع

  • 12/14/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي، أن الأمة العربية لا تواجه أزمة في الهوية، وأن هناك زيادة في الوعي بأهمية التمسك بالهوية العربية في الفترة الحالية، وأوضح أن ما يحدث على الساحة العربية لا يمثل تراجعاً في دور المثقف العربي، ولكن ارتفع صوت الجهل، داعياً أصحاب القرار إلى تسليط الضوء على أصحاب العقل والمنطق باعتبارهم ضمير الأمة. وأوضح الأمير في رده على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، خلال جلسة مع ممثلي الصحف المحلية، أن الهوية العربية لا تعاني أزمة في الوقت الحالي، فهي هوية تاريخية عميقة، وتستند إلى عمق حضاري قل ما نجد له مثيلاً في الدنيا. مشيراً إلى أن مشكلة الفجوة بين الأجيال ليست مقصورة على المنطقة العربية، ولكنها ظاهرة عالمية، كما أن من الطبيعي أن يكون هناك طغيان للثقافة الغربية في ظل التقارب الحضاري والفكري بين مختلف شعوب العالم، نظراً لتفوق الدول الغربية اقتصادياً وعسكرياً «وعبر العصور دائماً ما كانت ثقافة الأمة النافذة عسكرياً وفكرياً واقتصادياً أكثر انتشاراً من غيرها، لكن هذا لا يعني محو الهويات والثقافات المختلفة». بندر بن خالد الفيصل: - «الحراك الثقافي في الإمارات ثري، وله إسهامات كبيرة في الأمة العربية». - «التحدي يكمن في كيفية التعامل مع حضارتنا والتمسك بما هو نافع». - «نمرُّ بمرحلة انتقالية، ومن الطبيعي أن تشهد اضطرابات وتراجعاً». نقاط التقاء وتعاون قال الأمير بندر بن خالد الفيصل إن «مؤسسة الفكر العربي»: «هي مؤسسة فكرية ثقافية، ليست حزبية ولا طائفية، ولا تنتمي إلى تيار بعينه أو توجه سياسي، وتضم عرباً من كل الطوائف، يحاولون أن يكونون فاعلين في دعم الأعمال التي تسهم في رفع الوعي، وتسليط الضوء على الأمور والقضايا المهمة، ومحاولة تقريب وجهات النظر، حيث نؤمن إيماناً كاملاً بأن الهجوم والتجريم والأسلوب غير الحضاري في تناول القضايا لا يفيد، ولكن المفيد هو البحث عن نقاط التقاء، والعمل عليها لبناء الثقة بين مختلف الأطراف. كما تسعى المؤسسة لتحفيز أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المجال الفكري الثقافي، وخلق بيئة تزداد فيها الثقة بين المفكر من جهة وصانع القرار من جهة أخرى، وتخلق مساحة لصانع القرار وأصحاب التخصص لتبادل الرأي وبحث القضايا المختلفة». مشيراً إلى أن تسليط المؤسسة الضوء على تجربة مجلس التعاون الخليجي في مؤتمرها السنوي هذا العام يعكس اهتمامها بالتكامل العربي، وخلق نقاط مشتركة، حيث يعتبر مجلس التعاون من المنظمات القليلة العربية المشتركة التي نجحت في إسعاد مواطنيها، ورفع مستوى المعيشة، وتسهيل قضاياهم الاقتصادية والسياسة والأمنية. وذكر الأمير أن مؤسسة الفكر العربي أصدرت 79 إصداراً حتى نهاية 2016، من بينها 26 كتاباً مترجماً، ضمن برنامج حضارة واحدة، منها 16 كتاباً من اللغة الفرنسية، وثمانية كتب من اللغة الصينية، وأربعة كتب من الهندية، وكتاب واحد من اللغة الإسبانية. وأوضح الأمير بندر بن خالد أن هناك مؤشرات على نمو الوعي بالهوية، خصوصاً لدى الشباب. وأن «التحدي يكمن في كيفية التعامل مع حضارتنا وثقافتنا، ومدى قدرتنا على التمسك بما هو نافع من الفكر والثقافة العربية، وأن يتمسك كل شخص في الأمة العربية، التي تضم ديانات مختلفة، مثل الإسلام والمسيحية، كما يوجد بها يهود عرب، بقيمه وثقافته، وكذلك بهويته وباللغة العربية التي تجمعنا، وأن نأخذ كل ما هو جيد من هذا الإرث الإنساني لدى العرب، وفي الوقت نفسه ننتفع بكل ما هو مفيد من الثقافات الأخرى، دون أن يغير ذلك من هويتنا». مشيراً إلى أن تكريس الوعي بالهوية العربية يمثل جزءاً أساسياً من رسالة «مؤسسة الفكر العربي»، وهي واحدة من مؤسسات كثر في المنطقة في هذا المجال، وتعمل المؤسسة وتتضافر مع المؤسسات والفكرية المختلفة، لأن مؤسسة واحدة لن تحقق أثراً مكتملاً على الساحة، ولابد من تضافر الجهود. كما لفت إلى أن موضوع التكامل العربي، الذي طرحته المؤسسة منذ عامين، له ارتباط وثيق بقضية الهوية، حيث يجب اتخاذ الثقافة العربية والفكر والمعرفة أسساً لهذا التكامل». وعن تأثير الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمر بها بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة على تجاوب هذه الدول مع ما تطرحه «مؤسسة الفكر العربي» من اقتراحات وتقارير إصلاحية، أوضح في رده على «الإمارات اليوم» أن المؤسسة لا تقيس مدى استجابة الدول لما تطرحه من أطروحات، لكنها تقوم بإرسال ما تنجزه من تقارير ومقترحات إلى صناع القرار، لتكون في متناول أيديهم للاستفادة منها. يرى الأمير بندر بن خالد الفيصل أن دور المثقف العربي لم يتراجع، كما يعتقد البعض، ولكن صوت الجهل ارتفع، وأن المثقفين العرب مازالوا يعملون ويقومون بمسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم، ولكن تزايد الضوضاء والتشويش لا يترك فرصة للناس لتنتبه لما يتم إنجازه، لذلك على المؤسسات أن تسعى لتسلط الضوء على أعمال المثقفين ووجهات نظرهم ومشاركاتهم الفكرية، وأن تهتم القيادات الفكرية والسياسية، باعتبارها الأكثر تأثيراً، بتسليط الضوء على أصحاب العقل والمنطق، فهم ضمير الأمة. في المقابل، شدد على أهمية أن يتحمل المثقف العربي مسؤولياته في هذه المرحلة، وأن يلعب الدور المنشود له، بحيث يكون ضمير الأمة وصوت العقل، لا ينجرف وراء العاطفة، أو يكون جزءاً من المشكلة، في الوقت الذي يجب أن يكون جزءاً من الحل. وأضاف: «نمر بمرحلة انتقالية، إن صح التعبير، وكأي مرحلة انتقالية من الطبيعي أن تشهد اضطرابات وتراجعاً في مجالات معينة، ومن المهم أن نخرج من هذه التجربة في حال أفضل، بما يسهم في خلق بيئة تتيح للإنسان العربي أن يرسم مستقبلاً لنفسه وواقعاً أكثر استقراراً على مختلف الأصعدة، وأن يسهم في بناء الأمة. ولذلك، لم يشهد التاريخ المعاصر للأمة العربية وقتاً يكون فيه دور المثقف أهم من الوقت الحالي». ووصف الأمير الحراك الثقافي في الإمارات بالثري، وله إسهامات كبيرة في الأمة العربية، مشيداً بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها دولة الإمارات للاهتمام بالفكر والثقافة والفن، وهو ما ينعكس في أمثلة كثيرة، وردت في التقرير العربي التاسع للتنمية الثقافية، الذي أطلقته مؤسسة الفكر العربي أخيراً، من اهتمام بالمتاحف والبرامج الفكرية والفنية والمسارح والمعارض وإصدار الكتب، إضافة إلى الفعاليات المختلفة التي تقام في الدولة.

مشاركة :