تناقض صارخ، في تصريحات صالح كامل أثناء اللقاء الذي أجرته معه قناة «CNN» فهو يطالب بفرض الضرائب ويرى أننا قد تأخرنا في فرضها، ثُمّ يتراجع مُستدركاً إلى الزكاة والتي هي من أركان الإسلام الخمسة ويراها نوعاً من الضرائب. أي نوع من التناقض في هذا التصريح الغريب؟! مع أنه لم يوضح أي نوع من أنواع الضرائب الذي يرى ضرورة فرضها، هل هي الضريبة على الثروة؟ وليته يبدأ بنفسه، أم الضريبة على المواطن المسكين الذي لا يتعدى راتبه وجبة غداء يتناولها حاشية صالح كامل؟! أستغرب من بعض الأشخاص الذين يتحدّثون وينظِّرون بكلامٍ إنشائي من أبراج عاجية، وهم لا يشعرون بالمواطن المخنوق بين الدخل المحدود وغلاء المعيشة والقروض والديون والأوضاع المادية الصعبة التي يمر بها الناس، كل الناس عدا أصحاب الثروات كصالح كامل! كنت أتمنى لو أتى حديثه بدلاً عن الضرائب، إلى المسؤولية الاجتماعية وأن يكون قدوة في هذا العمل كرجل أعمال، ولو استعرضنا مدى انتشار المسؤولية الاجتماعية لدى بعض الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال، لوجدنا عدداً منهم تُحركهم هذه المشاعر الوطنية في المشاركة، بينما وبكل صراحة لم أرَ أيّاً من القطاعات العريضة التابعة لرجل الأعمال صالح كامل قد قدمت أي عمل يشار إليه كنوع من المسؤولية الاجتماعية. كنت أتمنى أن أرى هذه المسؤولية بعيداً عن العشوائية والفردية، وأن تكون عملاً مؤسساتياً منظماً لخدمة التنمية والناس والاقتصاد. وهذه المهمة التي تقتضي تنظيم المسؤولية الاجتماعية بحاجة إلى مبادرة قوية يقوم بها رجل مثل صالح كامل لدعم الوطن والمواطن، بدلاً من البحث عن التضييق على المواطن بمثل هذه الأفكار الغريبة التي لا تتواءم مع مجتمعاتنا الإسلامية التي تقوم فيها الزكاة محل الضريبة ولكن بنهج إسلامي صحيح. للأسف القطاع الخاص بشكل عام يرى دائماً مصلحته، ويتناسى دوره الاجتماعي إلا من رحم ربي، ومع هذا الدور الهزيل للقطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية، نجد تصريحات استفزازية تنادي بالمزيد من استنزاف المواطن، دون النظر إلى الأحوال الاقتصادية التي نعيشها في هذه المرحلة، وهذه التصريحات تزيد من احتقان المواطن بدلاً من أن يجد من يحاول مساعدته. أنا هنا لا أنتقد رجل الأعمال صالح كامل، إنما أنتقد تصريحاته الاستفزازية وأفكاره التي رُبما تُعجب القناة الأمريكية التي ظهر بها، إنما بالتأكيد لا تقبل أي مساحة للتنفيذ على أرضنا، وهناك أفكار أخرى هي الأولى وأن يبادر بها شخص بحجم صالح كامل!
مشاركة :