حلب (أ ف ب) - تجددت الاشتباكات العنيفة والغارات وتبادل القصف الاربعاء في مدينة حلب في شمال سوريا بعد تعليق اتفاق لاجلاء مدنيين ومقاتلين معارضين منها، واسفرت قذائف سقطت على مناطق قوات النظام عن مقتل سبعة مدنيين واصابة آخرين بجروح. وافاد مراسل فرانس برس في شرق حلب عن قصف عنيف على آخر جيب لا يزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق المدينة فضلا عن اشتباكات هائلة، مشيرا الى سقوط جرحى من المدنيين. ونقل مشاهدته لدبابة لقوات النظام اثناء اطلاقها القذائف باتجاه تلك الاحياء. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "الاشتباكات على اشدها"، مضيفا "عادت الامور الى نقطة الصفر". ويرافق الاشتباكات، بحسب عبد الرحمن، "غارات جوية تنفذها الطائرات الحربية السورية مستهدفة آخر بقعة جغرافية تسيطر عليها الفصائل المعارضة". واشار عبد الرحمن الى "قصف عنيف متبادل بين الطرفين"، مضيفا "اطلقت قوات النظام عشرات القذائف على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، وردت الاخيرة بقصف مناطق النظام بعشرات القذائف ايضا". واسفرت قذائف الفصائل المعارضة عن خسائر في صفوف المدنيين. وافاد التلفزيون الرسمي السوري عن "ارتقاء ستة شهداء باستهداف التنظيمات الارهابية معبر بستان القصر بالقذائف"، مشيرا الى مقتل شخص سابع واصابة 16 آخرين بجروح جراء قذائف استهدفت حي الخالدية. واكد المرصد السوري مقتل ستة مدنيين واصابة ثلاثين آخرين بجروح في مناطق سيطرة النظام. ويأتي استئناف الاشتباكات والقصف بعد تعليق اتفاق تم التوصل اليه الثلاثاء برعاية روسية تركية لاجلاء مدنيين ومقاتلين من المدينة، وفق ما اكد مصدر مقرب من دمشق وقيادي في فصيل معارض لوكالة فرانس برس. وكان من المفترض ان تبدأ عملية الاجلاء الاربعاء عند الساعة الخامسة صباحا (03,00 ت غ). وأعلن الجيش الروسي الأربعاء أن القوات السورية استأنفت المعارك في شرق حلب. وافاد في بيان ان "مقاتلين متمردين اغتنموا الهدنة فتجمعوا عند الفجر وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب"، مؤكدا "واصل الجيش السوري عملياته لتحرير أحياء شرق حلب". في المقابل، اتهمت انقرة النظام وحلفاءه بخرق الهدنة التي أعلنت الثلاثاء بموجب اتفاق روسي تركي. واوشكت قوات النظام على استكمال السيطرة على مدينة حلب التي شكلت ساحة معارك منذ العام 2012، تاريخ انقسامها بين الطرفين، بعدما احرزت خلال شهر تقدما سريعا داخل الاحياء الشرقية.
مشاركة :