الوضع الاستثنائي في فرنسا سمح للسلطة الإدارية بتقييد الحريات دون اللجوء الى المحاكم، وشمل ذلك عمليات دهم وفرض الإقامات الجبرية ومراقبة مواقع حساسة. العرب [نُشرفي2016/12/14] حالة تأهب قصوى في فرنسا باريس - وافق النواب الفرنسيون ليل الثلاثاء-الاربعاء بأغلبية 228 صوتا مقابل 32 على تمديد حالة الطوارئ السارية منذ أكثر من عام لغاية 15 يوليو، أي لما بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وهذا التمديد، الخامس من نوعه منذ اعلن الرئيس فرنسوا هولاند حال الطوارئ اثر الاعتداءات الجهادية التي ادمت باريس في 13 نوفمبر 2015، يحتاج لأن يوافق عليه أيضا مجلس الشيوخ قبل 22 ديسمبر الجاري تاريخ انتهاء سريان حالة الطوارئ بموجب التشريع السابق. وإذا ما وافق مجلس الشيوخ على هذا التمديد، وهو أمر شبه مؤكد، فان فرنسا ستشهد سريان اطول حالة طوارئ بدون انقطاع -- 20 شهرا متواصلا -- منذ بدأ العمل بهذا النظام الاستثنائي خلال حرب استقلال الجزائر قبل ستين عاما. وحال الطوارئ المفروضة في فرنسا منذ اعتداءات 13 نوفمبر 2015 التي راح ضحيتها 130 قتيلا، تم تمديدها ستة أشهر في نهاية يوليو. وسمح هذا الوضع الاستثنائي للسلطة الإدارية بتقييد الحريات من دون اللجوء الى المحاكم، وشمل ذلك عمليات دهم وفرض الإقامات الجبرية والتنصت ومراقبة مواقع حساسة. وتظهر الاجراءات المشددة في الشوارع ايضا حيث يتم تسيير دوريات لعناصر من الجيش مسلحين بشكل جيد. وتم ايضا نشر رجال شرطة على الشواطئ هذا الصيف، في حين تم إلغاء معارض وأحداث رياضية. وتراجع كثيرا عدد السياح. ووسط المخاوف من الاعتداءات، تم تعزيز الأمن قرب المدارس وأخضع التلاميذ لتمارين من اجل حماية أنفسهم. أما من هم أكبر سنا، فسمح لهم بالتدخين داخل المباني التعليمية من اجل الحد من خروجهم. تم تشجيع الفرنسيين من كل الأعمار على الخضوع لدورات في الإسعافات الأولية، ولاقى ذلك نجاحا متزايدا. ومنذ بداية العام، تم تدريب زهاء 80 الف شخص على "خطوات منقذة" للحياة. وكان رئيس وزراء فرنسا الجديد برنار كازنوف قد اقترح بالفعل تمديد حالة الطوارئ يوم العاشر من ديسمبر. وتحرص الأحزاب السياسية على إظهار أنها تستوعب خطر الهجمات فيما تستعد فرنسا لإجراء الانتخابات الرئاسية في 2017. وسينظر مجلس الشيوخ الفرنسي هذا الإجراء أيضا يوم الخميس. وفرضت الحكومة الاشتراكية حالة الطوارئ - التي تمنح الشرطة صلاحيات موسعة للتفتيش والاعتقال - في نوفمبر العام الماضي بعد هجمات نفذها متشددون إسلاميون في باريس أسفرت عن مقتل 130 شخصا.
مشاركة :